يُعتبر البحر الميت الموجود بالأردن ظاهرة طبيعية ناردة الوجود في العالم، فهو عبارة عن بحيرة مغلقة لا تتصل بالبحار الخارجية المجاورة كما يقع في منطقة كانت جزءاً من الموطن الأصلي للإنسان الأول، ومهبطًا للديانات السماوية الرئيسية، ومكانًا لنشوء الحضارات القديمة، ومعبرًا للحركات التجارية والغزوات العسكرية عبر العصور. تتميز مياه البحر الميت بشدة ملوحتها التي تصل إلى 340 غم/ لتر في أعماقه، وهي نسبة كبيرة جدًا، ّإذ تبلغ الملوحة فيه عشرة أضعاف ملوحة البحار والمحيطات. ويختزن في باطنه ثروة هائلة لمجموعة كبيرة من الأملاح قد لا تنضب بسبب ضخامة حجمها ودخولها في الصناعات الحديثة. يغذّي البحر الميت بالإضافة إلى نهر الأردن، عدد من الوديان والسيول الممتدة على جانبيه الغربي والشرقي، وتأتي معظم تدفقات المياه إلى البحر الميت من مناطق ذات الكثافة المطرية النسبية لمجرى نهر الأردن. السكان البحر الميت بالأردن البحر الميت بالأردن يعيش اليوم على الجانب الشرقي من البحر الميت حوالي 70,000 نسمة، يتركز معظمهم في بلدات فيفا وغور الصافي ومدينة البوتاس والكفرين، بالإضافة إلى الآلاف من الذين يعملون في الصناعة والسياحة في محافظتي الكرك و مادبا، ويوجد في منطقة غور الصافي نشاطًا زراعيًا واسعًا، ويعمل فى قطاع السياحة حوالي 20 ٪ من المشتغلين في تلك المنطقة، كما توظف المصانع الكيماوية حوالي 20 ٪ منهم، أما الباقي فيعمل في قطاع الخدمات. السياحة الاستشفائية تُعد منطقة البحر الميت من أهم المناطق السياحية للاستشفاء البيئي على مستوى العالم، نظرًا لما يتمتع به من خصائص مناخية فريدة سواءً بخلوه من الرطوبة، وباحتوائه على عيون كبريتية جعلته مؤهلاً لعلاج العديد من الأمراض وخاصة الجلدية منها، إضافةً إلى علاج الروماتويد، وبذلك امتلكت منطقة البحر الميت عناصر مهمة للجذب السياحي بتميزه أيضًا في سياحة الترفيه والسياحة البيئية. الملكة كليوباتراالملكة كليوباترا تعد الملكة كليوباترا السابعة هي أول من اكتشف أملاحه وخصائصه الشفائية والعلاجية للبشرة وشدّ العظام والجلد وتنشيط الدورة الدموية ومقاومة التجاعيد،كما كان حمام الطين أحد وصفاتها للجمال، حيث كانت تصنع ذلك الحمام من الطين المأخوذ من البحر الميت، والذي اشتهر باحتوائه بوفرة على المعادن التي تغذي البشرة وتنشطها وتسهم في نعومتها وبريقها. مخطوطات البحر الميت جزء من مخطوطات البحر الميت جزء من مخطوطات البحر الميت ضمت مخطوطات البحر الميت مايزيد على 850 قطعة مخطوطة، بعضها مما سمي لاحقا الكتاب المقدس، وقد كانت في جرار فخارية مطلية بالنحاس عثر عليها راعيان من البدو في كهوف قرب البحر الميت في موقع خربة “قمران”، وباعوها لمطران مسيحى هربها بدوره إلى الولاياتالمتحدة عام 1948، وقد أثارت المخطوطات اهتمام الباحثين والمختصين بدراسة نص العهد القديم حيث حوت نصوصًا نادرة من الكتاب المقدس العبري، بالإضافة إلى نصوص لم تترجم أو لم تعرف هويتها بعد. عذاب قوم لوط نال البحر الميت شهرة أيضًا، بسبب منطقة سدوم وعمورة أو ما يعرف بمدن قوم لوط، فبعد أن سئم نبى الله لوط منهم ويئس من هدايتهم، تعرضوا لعذاب أدى إلى تدمير قراهم الخمس تمامًا، ووردت قصتهم في القرآن سبعة وعشرين مرة في 14 سورة قرآنية، وتم تسليط الضوء على حادثة الخسف الشهيرة التي نالت قوم لوط وعمت منطقة الحوض الجنوبي للبحر الميت، كما أكد الكثير من العلماء أن مكان الخسف وقع في مكان الحوض الجنوبي للبحر الميت الحالي، وبأن المدن التي ذكرت في القرآن، والتوراة كانت موجودة في هذا المكان، وأن الخسف قد دمّر المدن ومن سكنها.