كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن التقديرات, التي تشكلت لدى رجال الاستخبارات في الشرطة الإسرائيلية, تشكك في إمكانية إنهاء المواجهات الحالية في القدس من خلال استخدام القوة تجاه الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين في الشرطة الإسرائيلية قولهم :"إن النزاع حول الحرم القدسي هو سبب الأحداث الأخيرة"، مضيفة أنهم في الشرطة حذروا القيادة السياسية من استمرار اقتحامات المتطرفين اليهود ونواب الكنيست للمسجد الأقصى. وتابعت أن عملية الدهس في 5 نوفمبر, التي قتل فيها الضابط الإسرائيلي جدعان أسعد، هي الهجوم الثالث في المدينة خلال أسبوعين، معتبرة أن هذا الوضع يقلل من الشعور بالأمن في الأحياء اليهودية وراء خطوط 1967 , وسيؤثر أيضا على مجيء الزوار الإسرائيليين والسياح من الخارج إلى القدس. كما اعتبرت الصحيفة أن القرار الأردني حول استدعاء السفير من تل أبيب للتشاور, إشارة إلى خطورة الوضع، وأضافت أنه رغم حصول الأردن على مساعدات أمنية واقتصادية غير مسبوقة من إسرائيل، فإنه يشعر بضرورة الاحتجاج العلني تحت ضغط الغضب الشعبي في الأردن. وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود أمنية مشددة على أنحاء مختلفة من القدسالمحتلة, واعتقلت العشرات بعد حادثتي دهس في القدس والخليل, قتل فيهما ضابط, وأصيب عدد من الإسرائيليين. وبدأت قوى الأمن الإسرائيلية صباح الخميس الموافق 6 نوفمبر بوضع كتل إسمنتية في مواقف القطار الخفيف في القدس، لمنع تعرضه للرشق بالحجارة أو لعمليات دهس. وقالت مراسلة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة إن الاحتلال نشر قوات إضافية قوامها 1300 عنصر في شوارع مختلفة من القدس ومحاور الاحتكاك مع الفلسطينيين في الأحياء العربية. وأضافت المراسلة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل ما لا يقل عن 188 فلسطينيا خلال أقل من أسبوعين، منهم 71 قاصرا، واعتقل منذ فجر الخميس الموافق 6 نوفمبر 31 فلسطينياً, بالإضافة إلى منفذ عملية الدهس في الخليل. أما عن الوضع في المسجد الأقصى, -الذي شهد في 5 نوفمبر مواجهات بين المرابطين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مجددا المسجد لساعات, وسمحت لمتطرفين يهود باقتحام باحاته, فقالت أبو عاقلة إن الهدوء عاد مجددا إلى الأقصى, في ظل تعزيزات أمنية في محيطه, والسماح للمصلين بالدخول إليه. وجاءت هذه التعزيزات الأمنية بعد مقتل ضابط من حرس الحدود وإصابة 13 إسرائيليا في حي الشيخ جراح بالقدسالمحتلة في 5 نوفمبر في هجوم تبنته حركة حماس. وقد استشهد منفذ العملية إبراهيم عكاري بعد الحادث إثر استهدافه من قبل الشرطة الإسرائيلية بالرصاص. وعقب هذه العملية, أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين بجراح مختلفة في عملية دهس قرب مخيم العروب بالخليل في الضفة الغربيةالمحتلة, وأعلن جيش الاحتلال أن الفلسطيني الذي قام بالدهس سلم نفسه في 6 نوفمبر لقوى الأمن, وهو يخضع للتحقيق. وتواصلت الخميس الموافق 6 نوفمبر في عدة مواقع بمدينة القدس المواجهات التي أصيب خلالها شابان فلسطينيان بالرصاص الحي في حي الرام (شمالي القدس)، كما أصيب شرطي إسرائيلي خلال المواجهات في حي شعفاط (جنوبي القدس), حيث يقطن منفذ عملية القدس. وتشهد أحياء القدسالمحتلة منذ أسابيع, مواجهات متفرقة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عقب اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى من مسؤولين إسرائيليين ومتطرفين يهود برفقة قوات الاحتلال.