تمسكت قوى وأحزاب سياسية، ومن بينها قوى يسارية متطرفة، باستمرار الاعتصام بميدان التحرير حتى تحقيق أهدافهم ، بالرغم من إقرارها بتداعياته السلبية التي أثرت على الحياة اليومية وعطلت مصالح المواطنين، جراء تعطيل المعتصمين لحركة المرور بالميدان، وإغلاق المرافق الحيوية، لكنها بررت ذلك بأنه جاء "نتيجة الضغط على أعصاب الثوار، وشق صفوفهم بمن يزين لهم طريق العنف". ففي الوقت الذي دافعت فيه عن اللجوء للإضراب عن الطعام والعصيان المدني، باعتباره "أمرًا مهمًا وفعالاً؛ لإجبار السلطة على تلبية كل مطالب الثوار"، اتهمت في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، ما أسمتهم ب "أعداء الثورة" بالوقوف وراء التصرفات التي أثارت حالة من الاستياء الشعبي نتيجة إصابة منطقة وسط القاهرة بالشلل، وإغلاق مجمع التحرير الذي يتردد عليه الآلاف يوميًا لإنجاز مصالحهم، خاصة وأن بعضهم قدم من محافظات بعيدة، ويتكبدون مشاق السفر في الوصول إلى القاهرة. وجاء في البيان، إن "كل حركة نضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لا يمكنها أن تكمل طريقها بنجاح، إلا إذا توافقت مع محيطها الاجتماعي، الذي يشكل كنزا استراتيجيا للثورة والثوار. ويدرك أعداء الثورة هذا الأمر جيدا، ومن ثم يضغطون على أعصاب بعض الثوار أو يزرعون بينهم من يزين لهم طريق العنف أو يدفعهم إلى الإضرار بمصالح الشعب مثل: قطع الطرق وتعطيل وسائل النقل والمواصلات أو إتلاف بعض المرافق العامة، وغير ذلك من أعمال التخريب التي تضر بالشعب حتى ينفض الناس عن الثورة". ومع إقرارها بلجوء بعض المعتصمين إلى العنف، حذرت القوى السياسية في بيانها من الانزلاق إلى الفخ الذي اتهمت "أعداء الثورة" بنصبه لهم، قائلة، إن هناك "فخا أثيما ينصبه أعداؤنا للثوار، كي ينزلقوا بنا إلى ارتكاب أعمال وسلوكيات غير مسئولة، تساعد أتباع الثورة المضادة والسلطة الراهنة في مخططاتهم لدفع المواطنين إلى كراهية الثورة والثوار، وتحمّلهم- بكل زيف و خسة- مسئولية إرباك الأمن أو تعطيل عجلة الإنتاج". وختمت بيانها متوجهة بنداء إلى الثوار "حافظوا على ثورتكم سلمية بيضاء، واعلموا أن الكلمة أقوى من القنبلة، والدم يمكنه أن ينتصر على السيف والبندقية، وأنتم قد جربتهم هذه الوسيلة السلمية ضد نظام مبارك البوليسي الفاسد وأسقطتموه ذليلاً مهانًا، فعلى الدرب ذاته- درب السلمية -سيروا حتى نقيم النظام الديمقراطي العادل الذي يليق بقامة مصر وقامتها وتقر به أرواح شهدائها". ومن الموقعين على البيان الدكتور عبد الجليل مصطفى ( الجمعية الوطنية للتغيير)، الدكتور نور الدين فرحات (المجلس الوطني المصري)، الدكتور محمد أبو الغار (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)، السعيد كامل ( حزب الجبهة الديمقراطية)، عبد الغفار شكر ( حزب التحالف الشعبي الاشتراكي)، صلاح عدلي (الحزب الشيوعي المصري)، وليد أبو الخير (حزب الغد - أيمن نور)، أحمد بهاء شعبان (الحزب الاشتراكي المصري)، الدكتور إبراهيم زهران (حزب التحرير المصري)، مصطفى شوقي ( ائتلاف شباب الثورة)، محمد عواد ( شباب من أجل العدالة والحرية)، محمد محمود السيد إبراهيم (شباب 6 إبريل)، حسن البنا مبارك (شباب حزب النهضة)، محمد القاضي ( تحالف فناني الثورة)، أحمد سلامة وكريم السقا ( الحملة الشعبية لدعم البرادعي)، تقادم الخطيب (جبهة شباب دعم الثورة في المحافظات)، وائل نوارة (المشروع المصري) ويشمل: ( اتحاد شباب مصر الحر- التحالف المصري- ليبراليين 25 يناير- حزب مصر الأم )، محمد الأشقر ( حركة كفاية)، الدكتور مصطفى النجار ( حزب العدل).