منذ نشأة إسرائيل وضع حكماء بني صهيون خطة للاستيلاء علي مياه نهر النيل لتعطيش وتركيع مصر، ولتنفيذ هذا المخطط الذي تتبناه منظمة «إيباك» الصهيونية العالمية كان لابد من الاستيلاء على مناطق القرن الإفريقي، وفي مقدمتها «إثيوبيا» باعتبارها تستحوذ علي 80% من منابع حوض النيل والبحيرات العظمى. وقد تضمنت الخطة الإسرائيلية ثلاثة محاور، أولها دعم ما يسمى بجيل الزعماء الجدد في إفريقيا، وتشجيع ومساندة جماعات الأقليات في القرن الأفريقي، وتقديم المعونة المادية والعسكرية لحركات العنف المسلح لنشر الفتن بين الأقليات، ودعم صراع المياه بين دول حوض النيل. إلا أن هذه الخطة لم تؤتي ثمارها بالشكل الذي يرضي تل أبيب، فلجأت إلى ورقة استخدام الشيعة الإثيوبيين «جماعة الأحباش» ودعمهم ماديا وعسكريا وفرض سطوتهم علي النظام الإثيوبي لإحكام السيطرة على منابع النيل. وطبقاً لتقارير أجهزة المخابرات العربية والعالمية فإن «فرقة الأحباش» الشيعية التي تأسست في إثيوبيا عام 1930 تدين بالولاء الكامل لإسرائيل، أو على الأقل لا تناصبها العداء، وهناك تواصل دائم بين قيادات الأحباش وقيادات الحكومة الإسرائيلية، كما قامت تل أبيب بنقل جميع قادة فرقة الأحباش من أديس أبابا إلى لبنانوسوريا منذ عام 1950 وحتى 1983 وقامت بتدريبهم علي كافة فنون القتال وعمليات الاغتيال، والتي كان آخرها اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، طبقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية «تقرير ميليس فقرة 146» والتى أكدت تورط جماعة الأحباش في عملية اغتيال الحريري، و الشيخ حسن خالد مفتي لبنان السابق. كما ساعدت تل أبيب «الأحباش» على الاستيلاء على رئاسة جمعية المشاريع عام 1983م والتي تأسست عام 1930، وأصبحت الكلمة العليا في لبنانلسوريا للأحباش. وفي عام 1983 بدأت تل أبيب ترحيل جماعة الأحباش من لبنانوسوريا إلي إثيوبيا لتنفيذ خطة الاستيلاء علي منابع نهر النيل، وذلك تحت إشراف رئيس الوزراء الإثيوبي السابق ميلس زناوي، وذلك في إطار تفاهمات جديدة بين «إثيوبيا وإيران وإسرائيل وأمريكا» بهدف القضاء علي الإسلام السني المتشدد في القرن الإفريقي والشرق الأوسط، والعمل على منع انتشار ما يوصف بالإسلام الراديكالي في شرق القارة السمراء تحت غطاء محاربة التطرف والإرهاب. السفارة الأمريكيةبأديس أبابا قدمت دراسة مطولة للحكومة الإثيوبية للقضاء على 30 مليون مسلم سني بإثيوبيا أكدت فيها أن الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب في القرن الأفريقي لن يكون إلا بدعم جماعات الأحباش الشيعية لتحل محل المسلمين السنة إذ تعتبرهم منابع للإرهاب. وقد استجابت الحكومة الإثيوبية للنصائح الأمريكية والإسرائيلية وقررت حل المجلس الإسلامي الأعلى في أثيوبيا، واستبدال جميع قياداته السنية بمجلس شيعي بالكامل يرأسه الشيخ أحمد الدين عبد الله الذي تربطه علاقات قوية جدا بضباط المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، كما تربطه علاقات قوية بجمعية القديسين الأرثوذوكسية في إثيوبيا التي عُرِفت بعدائها الكبير للمسلمين، كما تتبنى فكرة «إثيوبيا جزيرة النصارى»، وأن المسلمين فيها ضيوف لا وطن لهم بها. كما سهلت لهم مهام التبشير ونشر أفكارهم في إثيوبيا مستغلين الخلفية التاريخية لمؤسس الفرقة الذي ينحدر من إقليم هرر الإثيوبي، فعقدت الجمعية الكثير من المؤتمرات والدورات العلمية في مختلف الولايات الإثيوبية، وكان يحضرها الملحق الثقافي للسفارة الإسرائيلية في أديس أبابا وكان آخرها مؤتمر هرر 2011 والذي كان الدكتور سمير الرفاعي رئيس بعثة الأحباش بلبنان المسئول عن تحضيره، كما قررت الحكومة الإثيوبية اعتبار المجلس الإسلامي الأعلى الممثل الرسمي والقانوني الوحيد للمسلمين، كما قامت باستبعاد جميع القيادات السنية فضلا عن تغيير أئمة المساجد السنة، واستبدالهم بأئمة شيعة من فرقة الأحباش. كما قررت الحكومة تسليم مقر هيئة الإغاثة الإسلامية المعروف ب«أوليا» للأحباش كما قامت بحملة قمع واعتقالات ضد المسلمين السنة بحجة مكافحة التطرف والإرهاب، وهو الأمر الذي أدى إلي اندلاع انتفاضة السنة في أديس أبابا. ليس هذا فحسب بل إن إسرائيل استعانت بجماعة الأحباش لحشد نحو 3 آلاف مقاتل من مقاتلي الأحباش بسورياولبنان وإثيوبيا، للقتال في سوريا لمنع سقوط الأسد، حتى لا تسقط سوريا في أيدي الجماعات الإسلامية السنية. والخلاصة أن الشيعة الأحباش في أديس أبابا أصبحت تفرض سيادتها الكاملة على منابع نهر النيل، ومنطقة البحيرات العظمي، بدعم كامل من إسرائيل ليصبح مصير المصريين مرهون برضا تل أبيب. وبعد نجاح الحوثيين الشيعة في اليمن في الاستيلاء علي العاصمة اليمينة صنعاء أصبحت لهم السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب البوابة الحقيقية لغلق وتدمير قناة السويس، لتصبح إسرائيل المتحكم الأول في مياه نهر النيل، وقناة السويس القديمة والجديدة!!