قال يسري حماد, نائب رئيس حزب "الوطن", وأستاذ الطب في جامعة الإسكندرية, إن الحراك الطلابي امتد إلى جميع الجامعات المصرية. وأشار حماد في تصريحات لقناة "الجزيرة" إلى "تخوف النظام الحالي من غضب الطلاب قبل بدء الدراسة"، مستشهدا بتأجيل الدراسة والتعاقد مع شركة أمن خاص لتأمين الجامعات، معتبرا "أن هذا العنف الأمني ضد الطلاب لم تشهده الجامعات طوال تاريخها". وأكد أيضا حرص الأمن على عدم خروج الغضب الطلابي خارج الجامعة لمنع أي تلاحم شعبي, وعن إمكانية تكاتف القوى الثورية مع جماعة الإخوان المسلمين لدعم الحراك الطلابي، قال حماد :"إن القوى الثورية تفتقد إلى بوصلة الثورة, الانقلاب نجح في استقطاب تلك القوى وإسكات من رفض الاستقطاب". ومنذ بدء الدراسة في الجامعات في 11 أكتوبر, خرجت مظاهرات يومية للطلبة، وأعلنت حركة "طلاب ضد الانقلاب" عن انطلاق ما سمته "عاما ثوريا جديدا", لمناهضة السلطات الحالية. واعتقلت أجهزة الأمن عددا من الطلاب من منازلهم قبيل بدء العام الجامعي الجديد بساعات, لكن الاحتجاجات اندلعت وبكثافة في مختلف الجامعات, اعتراضًا على بوابات التفتيش الإلكترونية , التي عطلت الطلاب عن حضور المحاضرات. وأعلن المتظاهرون رفضهم تلك الإجراءات، وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المعتقلين منذ العام الماضي والمعتقلين من بيوتهم في 10 أكتوبر، والتحقيق في مقتل طلاب العام الماضي، ورفض تعيين رؤساء الجامعات، كما احتجوا كما على تجميد الأنشطة الطلابية. ولم تفلح الاستعانة بالأمن الخاص وإقامة البوابات الإلكترونية على مداخل الجامعات في وقف الاحتجاجات الطلابية, ويرى البعض أن شركات الأمن الخاص التي تعاقدت معها الحكومة لمواجهة هذه التظاهرات قد فشلت في أول اختبار عندما اختفى أفرادها بمجرد اندلاع الاحتجاجات، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن مصحوبة بالمصفحات. ومن جانبها, دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية السلطات المصرية إلى الإفراج عن طلبة الجامعات المعتقلين منذ بداية العام الدراسي الحالي. وقالت المنظمة -التي يقع مقرها في مدينة نيويورك الأميركية- في بيان لها في 14 أكتوبر إن الطلاب الذين ألقت السلطات المصرية القبض عليهم تجاوز عددهم 110. واضافت أن حملة الاعتقالات تهدف إلى "منع إحياء الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت مراراً منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013"، وقالت إن معظم المعتقلين شاركوا في احتجاجات تطالب بالحرية الأكاديمية والإفراج عن طلبة سبق احتجازهم، علاوة على إبداء المعارضة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. وأوردت المنظمة بعض حالات الاعتقالات، التي داهمت فيها قوات الشرطة منازل الطلبة، ومن ثم اعتقالهم، منها مداهمتهم لمنزل الطالب طارق مصطفى، 21 عاما، وهو حديث التخرج من كلية الهندسة بالمنصورة، وإسلام عبد الله، 21 عاما، حيث داهموا منزلهما, وهم يرتدون ملابس مدنية في الواحدة بعد نصف الليل، واصطحبوهما في سيارة ميكروباص.