أبرزت صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية في خبرها الرئيسي قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن حماس أطلقت الصواريخ من داخل رياض الأطفال، واتهامه إياها بأنها ارتكبت جرائم حرب. وأضافت الصحيفة ساخرة من خطاب نتنياهو أنه استمتع فقط بالتصفيق الذي جاء معظمه من أعضاء الوفد الإسرائيلي ومن حاشيته الكبيرة، التي ضمت زوجته سارة وبعضا من أصدقائه ومسئولين كبارا في الجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة. ووجهت كل من حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية وحركة فتح انتقادات لخطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الاثنين الموافق 29 سبتمبر، حيث شبه حماس بتنظيم الدولة الإسلامية، كما تحدث عن "تسوية تاريخية" مع الفلسطينيين. واعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري تشبيه نتنياهو حماس بتنظيم الدولة بأنه "محاولة لخلط الأمور"، مؤكدا أن حماس "هي حركة تحرر وطني فلسطيني"، في حين أن "الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم، وإرهاب إسرائيل هو عملة بوجه واحد فقط". وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة :" إن المعركة ضد الإسلام المتطرف واحدة، لهذا السبب فإن معركة إسرائيل ضد حماس ليست فقط معركتنا، إنها معركتكم". كما أنه يقارن منذ أسابيع بين تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا وبين حركة حماس، سعيا لما يفسره مراقبون بأنه تبرير للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وأضاف أبو زهري أن "مزاعم نتنياهو بأن حماس استخدمت المدنيين دروعا بشرية هي ادعاءات كاذبة"، متسائلا "كيف يبرر قتل أطفال عائلة بكر على شاطئ البحر وهم يلعبون، وكيف يبرر قتل أكثر من خمسمائة طفل فلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي؟". واعتبر أن "جرائم نتنياهو في غزة لا يمكن القفز عليها بخطاب فارغ المضمون، وما يجزم بكذب نتنياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية في جرائمه في غزة". ومن جهتها، اتهمت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي مساء الاثنين نتنياهو ب"التلاعب بالوقائع" في خطابه الأممي، مشيرة إلى أنه "حاول عبر خطابه أن يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار". ورأت عشراوي أن نتنياهو "فقد الإحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها"، في وقت بدأ الفلسطينيون حملة دبلوماسية في الأممالمتحدة لإصدار قرار دولي يضع حدا للاحتلال الإسرائيلي وينص على قيام دولة فلسطين ضمن حدود 1967. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم الجمعة إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة" في قطاع غزة، مؤكدا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر أن المفاوضات فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و"لاستقلال دولة فلسطين"، الأمر الذي أثار استياء تل أبيب وواشنطن