شبه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزعيم تنظيم "داعش" عمر البغدادي، ردًا على تشبيه نتانياهو حركة حماس بالتنظيم المتطرف لتبرير الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وقال عريقات لوكالة فرانس برس، ردًا على خطاب نتانياهو أمس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إن نتانياهو أصر على تحويل الصراع في المنطقة من صراع سياسي إلى صراع ديني". وأضاف أن "نتانياهو حاول تصدير الخوف من داعش التي يقودها عمر البغدادي، لكنه تناسى أنه هو، -اي نتانياهو- من يقود الدولة اليهودية". وأوضح "نتانياهو يصر على تسمية دولة إسرائيل بوصفها دولة يهودية، ويؤيد ويدعم مجموعات المستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون ويدمرون ويحرقون المساجد والكنائس، وهم من أحرقوا الفتى محمد أبو خضير (في القدس في يوليو)، مثلما تقوم مجموعات البغدادي بالقتل والإرهاب"وتابع أن "المستوطنين ترجموا خطاب نتانياهو بدعمهم في إرهابهم باحتلال سبعة منازل اليوم في بلدة سلوان في القدسالشرقيةالمحتلة". واعتبر عريقات أن "نتانياهو أغلق بخطابه كل الأبواب أمام حل الدولتين على حدود عام 1967 ويرفض أي حل سياسي جدي بل ويدعم إرهاب المستوطنين كما هو البغدادي". ومنذ أسابيع يقارن نتانياهو بين حماس وتنظيم "داعش" المتطرف الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق ما استدعى تشكيل ائتلاف دولي لمحاربته بقيادة اميركية. وقال نتانياهو من على منبر الأممالمتحدة مساء الإثنين إن "المعركة ضد الإسلام المتطرف واحدة لهذا السبب فإن معركة إسرائيل ضد حماس ليست فقط معركتنا. إنها معركتكم". وردا عليه قالت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن نتانياهو "حاول عبر خطابه أن يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار". ورأت عشراوي أن نتانياهو "فقد الإحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها"، في وقت بدأ الفلسطينيون حملة دبلوماسية في الأممالمتحدة لإصدار قرار دولي يضع حدا للاحتلال الإسرائيلي وينص على قيام دولة فلسطين ضمن حدود 1967. ورد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري على خطاب نتانياهو معتبرا أن "تصريحاته بأن حماس وداعش (داعش) هما وجهان لعملة واحدة هي محاولة لخلط الأمور"، مؤكدا أن "حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني" في حين أن "الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم وإرهاب (إسرائيل) هو عملة بوجه واحد فقط". وأضاف أبو زهري أن "جرائم نتانياهو في غزة لا يمكن القفز عنها بخطاب فارغ المضمون وما يجزم بكذب نتانياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية بجرائمه في غزة". واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة" في قطاع غزة، مؤكدا من فوق منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المفاوضات فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و"لاستقلال دولة فلسطين"، ما أثار استياء واشنطن.