تحتار العين على اية مأساة تنظر , كل الفضائيات حافلة بالانباء المؤلمة والمبكية , ويتفجر القلب حنقا على هذا الصمت العربي الرسمي ازاء ما يحدث في هذا الوطن الكبير , بل الاُمر من هذا تلك الشماتة التي يطلقها البعض من الاِعلاميين العرب وخاصة من مصر , التي كان الاعلام فيها يعبر عن ضمير الامة العربية . اما الامر الذي يمنح الناس الثقة بالنفس هو ذاك العنفوان والشموخ الذي نلمسه من ابناء غزة هاشم المنكوبين , هذا الصمود رغم المأسي الواقعة عليهم , نلمس الثقة من كلام طفل او طفلة لم تبلغ السابعة من العمر وهي ترقد في احد المشافي مضمخة بجراحها والدماء الطاهرة تغمر جسدها البرئ . ما يجري في غزة هو ذات النهج الاجرامي التي تسير عليه القيادات الصهيونية منذ عام 1948 وحتى اليوم , هو نهج " الترويع والصدمة " الذي استعاره بوش الابن من قبل . فما زالت الذاكرة حية ولم تنسى تلك الجرائم التي انتهجتها العصابات الصهيونية في عام النكبة وما بعدها ضد الشعب الفلسطيني في دير ياسين وقبيه والسموع وصبرا وشاتيلا والضاحية في بيروت وبحر البقر في مصر ,وهو الاسلوب الذي استخدمه جنرالات الجيش الصهيوني ضد شعب غزة الابية في كل الحروب السابقة والحالية . اذ القتلى والجرحى بالالوف , والدمار كبير في البيوت المنشأت المدنية . هذا من حيث الاسلوب اما النوايا الاستراتيجية الصهيونية فهي التوسع حيثما تصل قواتهم المسلحة , فلم يعلن الكيان الصهيوني عن حدود لدولتهم التي يطمحون ان تكون دولة دينية يهودية خالصة نقية من اي دين اخر او عرق اخر . نظرة اخرى على ما يجري في سوريه والعراق نجد الاسلوب ذاته هو حرق الاخضر واليابس بالبراميل المتفجرة والصواريخ الحارقة وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها , وتدمير المساجد والمنشأت لاحداث مزيد من الماسي والالام للمواطنيين . تلك الاساليب هي صناعة ايرانية ابتدعها نظام الملالي القائم على الارهاب الداخلي والخارجي , الوف من السوريين والعراقيين قتلوا او جرحوا , وملايين منهم هجروا من بيوتهم خارج بلدهم ويعيشون حياة البؤس والشقاء في مخيمات الحرمان حيث ينتظرون الفتات الذي تجود به الاممالمتحدة او المنظمات الانسانية في الوطن العربي او العالم . وعندما يتحدث العالم عن داعش وجرائمها المعلنة او المنسوبة اليها عبر وسائل الاعلام فان ما يجري هي صناعة بامتياز لنظام الملالي , وقد يستغرب البعض هذا الاستنتاج , ولكن والدلائل تشير وتلتقي مع اهداف الملالي في التوسع والتمدد العسكري الفكري الاعوج . فعندما تدمر داعش الاضرحة في الموصل فهي اشارة وبوصلة للملالي لكي يدفعوا بمزيد من القوات الى العراق وسورية دفاعا عن المقامات والاضرحة في هذين البلدين , وتحت هذه الذريعة جاء الدفاع عن نظامي الاسد والمالكي . اما عن موقف نظام الملالي من فلسطين فصار اسطوانة مشروخة يعزف عليها منذ ثلاثة عقود ونيف , وكان شعاره " تحرير فلسطين يمر من بغداد " , وهاهو النظام يحتل بغداد حقا بارادة امريكية كما يحتل دمشق وجنوب لبنان , وقد صرح اكثر من مسؤول في نظام الملالي بهذا الامر متباهيا به ومستعليا على سكان هذه البلدان . وقد عبر اكثر من مسؤول ان ضياع الاحواز كلها اهون من ضياع دمشق , فكيف الحال في بغداد والنجف وكربلاء ؟ . لقد ارضى نظام الملالي بعض الفلسطينين بأن حول مقر سفارة العدو الصهيوني في طهران الى سفارة فلسطين , في حين ظلت العلاقات بين اركان النظام واليهود الصهاينة قائمة ومتطورة .وما فضيحة " ايران – الكونترا " الا واحدة من هذه العلاقات الوثيقة بين الطرفين . اما السكوت الامريكي عن مخططات الطرفين الايراني والصهيوني فهو ضمن ترتيبات " الشرق الاوسط الجديد او الكبير , اي ان هذا الشرق لابد ان تديرة ثلاثة قوى اساسية هي " الكيان الصهيوني وايران وتركيا " . ومن اجل اقامة هذا الشرق الاوسط لابد من القضاء على شيء اسمه الامة العربية وعلى رمز اسمه القومية العربية وعلى شيئ اسمه الوطنية او الاستقلال . وفي الوقت الذي يسعى الصهاينة الى اقامة دولة دينية خالصة , فان نظام الملالي يسعى الى اقامة دولة مذهبية خالصة سوف تتحول الى دين جديد ليس له صلة بالاسلام الحنيف . انه تلاقي في النوايا والاساليب والتوجهات بين الكيان الصهيوني ونظام الملالي , ويحظى برضا الولاياتالمتحدة والحركة الصهيونية العالمية . . رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن ليبرتي *