«كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين.. وغضب».. هذا حال كل فلسطيني يواجه حرب الإبادة والتدمير الجارية على أرض وطنه على أيدي عصابات جيش الاحتلال الصهيوني، الذي يواصل قصف قطاع منذ الثامن من يونيو الماضر. 1130 هو عدد الشهداء الفلسطينيين حتى الآن أمام اعتداءات جيش الاحتلال. ورغم أن الموت يحلق فوق كل بيت في غزة في كل لحظة، وكثير منهم يدرك أنه قد يسقط قتيلا في أية لحظة، فكلهم يردد داخله نشيد الصمود، وقبول الموت في عزة دفاعا عن الوطن.. «كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين.. وغضب».. «الجميع يجب أن يصف الكيان الصهيوني بوصفه الصحيح، وهو "العصابات الصهيونية"، والجميع عليه أيضا إدراك أن الحرب الدائرة رحاها الآن ضد غزة هدفها اقتلاع سلاح المقاومة الفلسطينية الصامدة».. بهذه الكلمات بدأت الناشطة الفلسطينية «عائشة سيفي» حوارها مع «البديل»… وإلى نص الحوار.. * كيف تنظر فصائل المقاومة الفلسطينية للوضع على أرض الواقع في ظل الفارق الكبير جدا في ميزان الأسلحة والعتاد؟ ** المقاومة بجميع فصائلها على أن تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب هدرا، وأنه آن الآوان لإنهاء الاحتلال والحصار، المقاومة الفلسطينية أربكت حسابات الصهاينة وحسابات حلفائهم من العرب، ولا يمكن تصور أن المقاومة الفلسطينية بعتادها البدائي يمكن أن تكون مكافئة لرابع جيش في العالم من حيث التسليح، لكن هذا الطرح في رأي أبطال المقاومة يبعث على التخاذل والتسويف، كما أن المقاومة تملك سلاحا لا يملكه جيش الاحتلال الصهيوني الغاصب، وهو الإيمان بعدالة قضيتنا، فهذا هو الأساس لانتصار المقاومة. * كيف ترين موقف الدول العربية في التعامل مع قصف غزة ؟ موقف الدول العربية بائس وكأن ما يحدث في فلسطين فيلم رعب سينمائي ينتهي تأثيره بانتهاء الفيلم. المشاهد المروعة التي راح ضحيتها الأطفال والنساء والمدنيون لم تحركهم، بل على العكس حرك دولا بعيدة جغرافيا عن فلسطين ودعموا تحركهم بالفعل وليس بالتنديد والشجب والاستنكار الذي أصم آذاننا منذ ست وستين عاما. مثل الأرجنتين وفنزويلا، ولم نسمع من شيوخ السلاطين وجهاد النكاح ولا المؤسسات القانونية العربية والاسلامية تحركات تناسب الجرائم الوحشية التي ترتكبها عصابات الصهاينة. * أليس هناك دعم عربي للقضية الفلسطينية؟ للأسف لا يوجد دعم عربي للشعب الفلسطيني، فالشارع العربي أصبح مفتتا. كل شعب فيه من المآسي والويلات ما فيه، وهدف الحركة الصهيونية تحويل الصراع من صراع شعب سلبت أرضه إلى صراع أقلية عرقية، وعملت جاهدة على زرع روح الفتنة في كل دول الطوق وما زالت حكومات الدول العربية القريبة والبعيدة تفهم الصراع العربي الصهيوني بشكل سطحي وساذج. وما يحدث في غزة من جرائم ومجازر صهيونية، ليس بمعزل عما حدث ويحدث في العراق وسوريا، ولبنان، وليبيا، وتونس، ومصر، لقد تغلغل الكيان الصهيوني فيها حتى بتنا لا نفرق من أين تأتي لنا الضربات، المطلوب من الدول العربية فقط أن تكون عربية وليست عبرية. * ما رأيك في المبادرات التي خرجت علي الساحة لوقف إطلاق النار في غزة ؟ كل المبادرات يجب أن تصب في خانة واحدة هي «إنهاء الاحتلال» وليس تضميد مؤقت للجروح، وأين هذه المبادرات من معاناة شعبنا المستمرة على مدار الساعة منذ عشرات السنين؟ * ما رأيك فى مساندة دول أمريكا اللاتينية لغزة وإدانتها لجرائم الكيان الصهيوني ؟ كل التحية والتقدير للمناضلين الأممين ولكل إنسان حر على هذه الارض يقوم بدعم حق الشعب الفلسطيني في الوجود وكل التقدير لمن حركت دماء وجثث اطفالنا ضمائرهم ولم تململ اي حاكم عربي ومسلم عن كرسيه، ولن اكرر اننا كنا في انتظار اغلاق السفارات الصهيونية في العواصم العربية او استدعاء هؤلاء السفراء فهذا شئ مستحيل حدوثه في ظل نهجهم التخاذلي . * ماذا تتوقعين في الأيام المقبلة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة ؟ مزيدا من همجيتهم وسفكهم لدماء الابرياء والاطفال لأن دور المقاومة كان مزلزلا لهم، اتوقع مزيدا من المؤامرات على المقاومة، ومزيدا من المقنعين بقناع المصلحة والحمية على فلسطين واهلها وهم ذئاب ولكن شعب فلسطين صامد على ارضه ولم ولن ينسى حقه ولو كثر المتخاذلون.