رصاصات الغدر الإسرائيلي لا تزال تقتل أبناء شعبنا العربي المسلم الصامد في " غزة"، دانات الحقد اليهودي تواصل قتل الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع المحتل ، وما زال الصمت والخزي العربي يرسم أبشع صور المهانة والمذلة في تاريخ أمة هانت علي حكامها،بالتوازي مع أبشع صور الإبادة والقتل علي مر التاريخ ، وسط صمت دعاة حقوق الإنسان، الذين أغمضوا عيونهم عن فظائع العدو الصهيوني لأن دم العرب هان ورخص عند ملوك العرب ورؤسائهم، الذين أصبح لسان حالهم ، ودستور نظامهم" نحن أولا ، وليذهب العرب إلي الجحيم". هذه غزة ، وقبلها جنين ورام الله ، تتعرض للقتل والدمار من قبل العصابات الصهيونية ، ولم تهتز مبادئ حقوق الانسان عند الغرب ، رغم ان خلافا بين رعاة ومزارعين في دارفور يقيم الدنيا ولا يقعدها ويجرح ضمير الغرب الي حد التجاوز علي سيادة الدول والتلويح باعتقال الرئيس البشير . اما جريمة غزة فتعالج بهدوء وروية لاعطاء الكيان الصهيوني الفرصة الكاملة ليحدث اكبر ما يمكن من القتل و الدمار ، والقضاء علي حماس . السقوط المدوي للأنظمة العربية في نصرة أهل غزة ، أو في أضعف الأيمان وقف العدوان الغاشم عليهم ، يجعل الشارع العربي يشكك في عروبة القائمين علي أنظمة الحكم في بلادنا العربية،وفي انتمائهم لشعوب البلاد التي ينعمون بخيراتها ويتولون مقاليد الأمور فيها،ويعملون جاهدين علي أن يورثوها للأبناء والأحفاد.الشعب الفلسطيي يحرق ،وآلة الدمار الإسرائلية تمضي في تنفيذ مخططها المرسوم في إبادة الفلسطينين ، وقادة العرب يختلفون علي قمم وهمية ، ويطلقون صواريخ الكلام في صدور بعضهم البعض. ولا أعرف إلي متي يتمسك حكامنا العرب بذيل شرعية دولية زائفة ومجلس أمن الدول الكبري، الذي ينشر الرعب علي المستضعفين في الدول الصغري، كفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وكشمير والشيشان، وها هو عاجز عن وقف المجزرة الإسرائلية في قطاع غزة.إن الأمن لن يتحقق للشعب الفلسطيني بالقمم العربية الفارغة ولا بقرارات مستحيلة من مجلس الأمن الخاضع للنفوذ الأمريكي الصهيوني، وإنما يتحقق الأمن بدعم الصمود الفلسطيني ودعم تطوير صواريخ المقاومة وامداد المجاهدين الفلسطينيين بالأسلحة المضادة للدروع، فالصواريخ لتبادل القصف بقصف ومضادات الدروع للتصدي للدبابات الإسرائيلية ومنعها من الهجمات البرية الجبانة. المعركة كبيرة واسرائيل ستفعل كل ما بوسعها من تدمير لكي لا تصل المقاومة الفلسطينية إلي نقطة الردع وان استطاعت حرق غزة ستحرقها ولكن التطورات علي الأرض والصمود الفلسطيني هو الذي أجهض الاجرام الصهيوني حتي الآن، وهو الذي سيدفع الاحتلال الي الانسحاب في النهاية لكن هذا الانسحاب يحتاج الي أن تشارك الأمة كلها في هذه المعركة ولا تترك فلسطينييغزة يقاتلون بمفردهم فالمعركة معركة الأمة كلها. لقد تأخر دعم الأمة لأن الشعوب تخلت عن المسؤولية وألقتها علي الحكام ولم تقم بدورها للضغط عليهم، ورغم تخاذل هذه الحكومات منذ أكثر من 60 عاما فان الشعوب تعايشت مع هذا التخاذل ولم تجتهد لتغيير هذا الواقع حتي وصل الحال الي ما نراه اليوم. موقف بعض الحكومات العربية والإسلامية من غزة أشبه بمجموعة من الأشقاء الأشقياء يرون شقيقتهم تغتصب ولا يهبون لنجدتها، ولم يكتفوا بهذا العار، وإنما يحاصرون شقيقتهم ويمسكون بها ويقيدونها حتي لا تستغيث. إن هجوم الطائرات الإسرائيلية علي غزة قمة الإجرام ، وهذه الصواريخ التي دمرت البنايات وأزهقت الأرواح لهي أبشع صور الإرهاب الذي تقوم به عصابة إرهابية مجرمة. هذا القتل للشعب الفلسطيني علي رؤوس الأشهاد لهو العار الذي يلطخ جبين كل مسلم وعربي. إسرائيل ليست وحدها المجرمة، وإنما الأمة كلها مشاركة، حكاما وشعوبا، حكاما بالتواطؤ وشعوبا بالصمت.لقد شاركنا في المذبحة منذ سكتنا علي فرض الحصار علي قطاع غزة، لقد شاركت الأمة في هذه المأساة التي ليس لها مثيل في تاريخ الأمة، فكيف يسكت الشقيق علي تجويع شقيقه؟ وكيف يلتزم المسلم الصمت وهو يري سفك دماء إخوانه ، ويعجز عن النصرة رغم أنه يستطيع؟ أين جيوش العرب؟ وأين الأسلحة المكدسة في المخازن حتي أكلها الصدأ؟ إن كانت الدول العربية كلها بجامعتهم عاجزة فليعطوا الصواريخ والأسلحة إلي الفلسطينيين ليدافعوا بها عن أنفسهم ولهم في حزب الله أسوة عندما امتلك أسلحة وصواريخ. فهذا الزمن ليس زمن الحكومات المتواطئة مع العدو والعاجزة وإنما هو زمن المقاومة، فليتركوا الشعب الفلسطيني يقاوم ولا يقفوا أمامه ولا يشاركوا في حصاره وتكبيله. فليتوقفوا عن دعم العدوان بالأعمال وبالأفعال. علي الشعوب أن تتبوأ مكانها في قيادة الصراع وأن تقول كلمتها، وأن تقدم العون للشعب الفلسطيني ولا تنتظر وهما اسمه تحرك الحكومات، وان لم يتغير سلوك الشعوب فسنظل كما نحن نجلس أمام التلفاز نتنقل بين فضائية وأخري لنري دماءنا المسفوحة وكأننا نشاهد فيلما من الرعب، نتألم ونذرف الدموع ولا شيء بعد ذلك. حال حكامنا و ما أصاب العرب من التخاذل والتبلد أمام قضاياهم المصيرية بل أمام ضياع أبسط معالم الكرامة والنخوة العربية وفقدان الحقوق التي تمس بقاءهم يجعلنا كشعوب نسأل : سكوت الحكام وقمع مسيرات الاحتجاجات، خوفا علي الجماهير أم علي المصالح؟. أم انه يتعدي الخوف،ويتخطي حد المؤامرة والمشاركة في إبادة العنصر البشري العربي الإسلامي؟.فالبحث عن مبررات، والتذرع بحفظ الأمن هي فتوي المذنب لنفسه للتمكن من رفض الآخر وقمع الحريات،وإلا كيف نفسر تجريم المتظاهرين، ونكران أهمية مظاهرات التنديد بالهجوم الإسرائيلي علي قطاع غزة ودورها الإعلامي لدفع القوي العالمية من أجل رفع الظلم عن شعب أعزل يباد وحضارة تحرق وأرض تحتل في فلسطين، مهد الأنبياء؟. مرة أخري أقول أن ما يحدث في غزة ليس مسئولية اسرئيل ، ولا مسئولية الحكومات العربية الصامتة وحدها بل هو مسئولية كل عربي ومسلم ، يقف من الأحداث موقف المتفرج المشاهد لما يجري علي شاشات التليفزيون ، مردداً الأدعية ، طالباً العون والنصر وكأن ما يحدث ليس علي بعد أمتار منا وكأنه يحدث في كوكب آخر غير كوكب الأرض، كلنا ينطبق علينا ما قاله نزار قباني : وتابعتُ كلَ الحروبِ علي شاشةِ التلْفزهْ.. فقتلي علي شاشة التلفزهْ.. وجرحي علي شاشة التلفزهْ.. ونصرٌ من الله يأتي إلينا..علي شاشة التلفزهْ.. أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ .. نتابع أحداثهُ في المساءْ.. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟ وبعيداً عن موقف الحكام المتخاذل تجاه القضية لابد أن نفيق أولاً كشعوب من سباتنا العميق ،وإن عجزنا عن الجهاد كشعوب لظروف خارجة عن إرادتنا ، فأمامنا الكثير الذي يمكن أن نجاهد به، وكل واحد منا بيده الحل بإصلاح نفسه أولا ، يقول الله تعالي : ( يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ ينصُرْكُمْ وَيثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)ولنبدأ بسلاح المقاطعة، وهي من أسلحة الحرب الفعالة استخدمت منذ قديم الأزل كسلاح ضغط قوي، ولا تستطيع الحكومات أن تفرض علي الناس شراء بضاعة بعينها ، لذا ابدأ بتغيير نفسك ، واستغني عن البضاعة الأمريكية ، ولا تستمع للإعلام الرسمي الذي يصور لنا أن المقاطعة مستحيلة. وكما يقول الداعية الشاب " مصطفي حسني" :إذا اردت أن تساعد إسرائيل والجيش اليهودي والصهاينة علي قتل أخوانك بفلسطين يمكنك التبرع كل يوم عن طريق التدخين ، نصف الشركات المنتجة للسجائر أمريكية ، ويمكن لمتابع الإنترنت أن يتأكد أن 10% من 100 مليون دولار شهرياً مسخرة لدعم الجيش الصهيوني وقتل أولادنا وأخوتنا في فلسطين ، فإذا أردت تدعم إسرائيل لا تنسي أن تشرب يومياً علبة سجائر. الطائرة الاف 16 ثمنها 50 مليون دولار هذا يعني أن أمة النبي يصل منها 10 % من إجمالي الارباح أي 10 مليون دولار أي ثمن طائرة حربية لاسرائيل في 5 شهور . ، و لا يستحي العدوالأمريكي أن يعلن أن أرباح شركات السجائر وغيرها من بعض المنتجات مخصصة لنصرة جيوش الصهاينة ، وكأنها إعلان من الله وليس منهم لنكتشف مدي اشتراكنا في جرائمهم ، وللتأكد من ذلك يمكنك تصفح المواقع الاسرائلية. هذا الأمر لا يتوقف علي السجائر فقط ولكن عليك مقاطعة البضائع الأمريكية التي تنادي بانقاذ إسرائيل ، حيث أكد رئيس شركة ستار بوكس للقهوة بكل ثقة أنه سيضاعف التبرعات لقتل أوغاد العرب، وذلك بدفع 2 مليار دولار سنوياً لإسرائيل من أرباح "ستار بوكس" ومن أشهر الشركات التي تدعم الجيش الصهيوني في حربه ضد غزة ويعتمد عليها العرب بشكل أساسي (ستاربوكس - ماكدونالدز - برجر كينج - كنتاكي - بيتزا هت - كوكا كولا - بيبسي كولا - فردرز كركرز - شيليز)وتأتي بعد ذلك التبرعات ،وقد نادي الدكتور يوسف القرضاوي أمة العرب والإسلام وخاصة القادرين من أبنائها في الشرق والغرب والشمال والجنوب علي أن يمدوا يد المعونة ، إنه ليس مجرد تبرع هو فريضة علي كل قادر أن يمد يد المعونة لإخوانه الذين يتهددهم الجوع. وفي فتوي للقرضاوي إلي كل مسلم حث علي أن نقدم المعونة العاجلة لإخواننا المجاهدين الصامدين في فلسطين،لأنها فريضة علي الأمة كلها ، وقال ان علينا أن نقدم لهم ما نستطيع من عون من الزكاة لأنهم يستحقونها فهم فقراء جائعون لا يجدون ما يأكلون لأنهم مجاهدون في سبيل الله. إن الشهداء في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي كل مكان هم تيجان رؤسنا ورموز فخرنا وعزتنا، ولم تكن أبدا دماء المسلمين في أراضينا المحتلة تعني ضعفنا أمام أعدائنا وانما تؤكد علي أن أمتنا مازالت بخير وأن عدونا يخشاها رغم كل ما يملكه من أسلحة الدمار، فهذه الدماء هي وقود النهضة لتحرير بلادنا المحتلة، وهي التي تشعل جذوة الجهاد في النفوس الواهنة، وتحيي الحماس في القلوب التي ماتت. و لايمكن النظر إلي ما يحدث في فلسطين بمعزل عن التطورات بالمنطقة والعالم، ولا يصح أن يشغلنا البعض بالتفاصيل ويغرقنا فيها. إن إسرائيل جزء من كيان كبير يعادي الأمة، يعيش علي امتصاص دماء المسلمين، وهذا الكيان الدموي لن يشبع بسفك دماء الفلسطينيين والعراقيين والأفغان والصوماليين و السودانيين _ في الطريق - وربما المصريين قبل الإيرانيين. وإن لم تنتفض الأمة دفاعا عن غزة اليوم فلتنتظر الشعوب العربية دورها في طابور الذبح.