أثارت تصريحات الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" بشأن دعوته حلف الأطلسي "الناتو" إلى مغادرة ليبيا ردود فعل طالبت بمراجعة تلك التصريحات التي نسبت للحزب المنبثق عن جماعة "الإخوان المسلمين" ومواقفه تجاه الثوارت العربية وخاصة في ليبيا وسوريا. وأكد حافظ أبو سعده رئيس "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، أن هذا الموقف يحتاج إلى إعادة صياغته بدقة، معتبرا أن المطالبة بوقف عمليات "الناتو" في ليبيا قد يعرض المدنيين لخطر شديد من جانب قوات العقيد معمر القذافي، لاسيما وأن تلك القوات وجدت بقرار من الأممالمتحدة ومجلس الأمن، متسائلا في الوقت ذاته: هل الناتو يطبق تلك القرار أم تجاوز القرار؟. وأضاف ل "المصريون"، أن في حالة تجاوزه تلك القرار، فلابد أن نطالب "الناتو" بأن يعود إلي قرار الأممالمتحدة لأنه من حق الشعب الليبي أن يجد حماية إذا وجدت الاعتداءات من النظام الليبي نفسه علي الشعب باستخدام القوة المسلحة ضده كما يحدث الآن، مؤكدا أن المتظاهرين لم يستخدموا السلاح إلا بعد أن قام القذافي باستخدامه أولاً ضد المتظاهرين منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية. وقال إنه يتعين على حزب "الحرية والعدالة" أن يتراجع عن تصريحاته، ويعيد النظر في موقفه، خاصة وأننا نرى ما يحدث للشعوب العربية من أنظمتهم سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن من إبادة وقتل علي يد قواتها المسلحة والبلطجية، وأشار إلى أن الموقف الصحيح هو رفض قيام الحكومات باستخدام القوي ضد المدنيين المتظاهرين، وانه علي المجتمع الدولة أن يأخذ إجراءات لمنع تلك الدول من استخدام القوة، لاسيما وأن دور الأممالمتحدة هو حماية الأمن والسلم الدوليين. أما مختار نوح المحامي والمفكر الإسلامي فقال إنه لا يستطيع أن ينتقد العريان لأن "هذا رأيه"، ولا يستطيع أن يقول إن هذا رأي الحزب لأنه "لم ينشأ بعد على الرغم من أنه قد صدرت له موافقات وترخيص، لكننا لا نستطيع أن نقول إن للحزب رأيًا من دون اكتمال مؤسساته، ولذا فنستطيع أن نقول أن هذا رأي شخصي". وتساءل في تعليقه على دعوة العريان ل "الناتو" بمغادرة ليبيا: هل البديل أن يتم قتل الشعب الليبي كله؟، أم البديل هو فرض العقوبات علي النظام مع عدم جدواها في تلك الظروف؟، وطالب ببحث مدى إمكانية تحقيق ذلك المقترح قبل أن يطلب من "الناتو" عدم التدخل لحماية المدنيين، وإذا تبين لنا عدم وجود بديل فعلينا أن نطالب "الناتو" بضمانات بالانسحاب فور سقوط النظام الليبي وألا يكرر احتلاله لأفغانستان. مع ذلك وصف اقتراح العريان بأنه في نصفه الأول "طيب جدا ورائع بأن نطالب الناتو بالانسحاب، لكن قد يصبح من أسوأ الاقتراحات إذا لم نضع البديل لاسيما في حالة العجز الذي تعيشه الجامعة العربية وفي حالة تواطؤ الأنظمة العربية علي الشعوب، وفي حالة العدل النصفي الذي نعيشه الآن بسبب قله خبرة الإدارة المصرية والذي تتخذ الجانب السلمي بصورة أشد"، حسب قوله. في حين نفي العريان ل "المصريون" التصريحات المنسوبة له حول مطالبته "الناتو" بالتخلي عن الثوار في ليبيا وبعدم التدخل الأمريكي في سوريا. وأكد أن ما قاله بالنص هو: "نحن كحزب الحرية والعدالة ضد التدخل الأجنبي في شئون أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى في العالم، ونرى أن التدخلات الأجنبية لا تهدف إلي تحقيق أغراض إنسانية، لكنها تهدف إلي تحقيق مصالح القوى الكبرى". وقال إن "حلف "الناتو" تجاوز تصريح الآمن حول حماية المدنيين في ليبيا، وتورط في المستنقع الليبي ولم يعد هناك أفق لخروج القذافي بهذه الطريقة حتى الآن، والثوار الليبيون في أمس الحاجة إلي مساعدة الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، الذي دعم القذافي وقبله مغامرا ومؤيدا للإرهاب، ثم يحاول أن يوجد له محرجا الآن ليخرج دون محاكمة علي الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الليبي". واستدرك قائلا: "نحن نشك كثيرا في الأهداف الحقيقة التي من أجلها أستخدم حلف الناتو لقذف المدن فتسببت في قتل مدنيين أبرياء وليس فقط في قتل كتائب القذافي". وأكد أنه "يمكن للقوى الدولية أن تدعم الشعب الليبي بطرق كثيرة جدا مثل حصار القذافي اقتصاديا واستنزافه ماليا، وهناك طرق كثيرة أمام المجتمع الدولي قبل أن يلجأ إلى آلة القتل والدمار"، بحسب تعبيره.