سجل حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين"، أول ظهور له بين الجماهير، بعد حصوله على الشرعية من لجنة شئون الأحزاب كأول حزب يولد من رحم ثورة 25 يناير، في احتفال أقيم مساء الجمعة بشبرا الخيمة بحضور الآلاف. وكان الاحتفال بمناسبة افتتاح أول مقر للحزب على مستوى الجمهورية، وتم خلاله توزيع استمارات العضوية وبرنامج الحزب على المواطنين الراغبين بالانضمام له، على إيقاع خطاب حماسي ألقاه الدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب تطرق فيه للموقف من القضايا المطروحة على الساحتين الداخلية والخارجية. وفي كلمته، حذر العريان الأمريكيين من الاستمرار يوما واحدا بعد نهاية عام 2011، وهو الموعد المحدد لانسحاب القوات الأمريكية من العراق بموجب الاتفاقية الأمنية بين الولاياتالمتحدة والعراق في عام 2008. وتوجه بتحذير شديد اللهجة للأمريكيين: "إذا بقيتم يوما واحدا فإن الثورة ستشتعل ضدكم في العراق، وعليكم أن تخرجوا سريعًا من أفغانستان"، فيما من المقرر أن تبدأ عملية الانسحاب الشهر المقبل. وأعرب عن رفضه لأي تدخل أمريكي في الثورات التي تموج بها دول المنطقة، وقال لهم: "نحذركم من دخول سوريا أو اليمن، وعلى حلف الناتو أن يغادر ليبيا" حيث يشن حلف الأطلسي غارات جوية بموجب قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين. وفيما يتعلق بالوضع الداخلي، قال العريان إن حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف "قضت شهورا وهى خائفة ومترددة لكنها بدأت تتحرك بخطوات واثقة"، واصفًا إياها بأنها تحظى بثقة الشعب. وتقدم بالشكر للجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك في 11 فبراير، وتوجه له قائلا: "نشكرك على ما قمت به ونعذرك على بعض ما حدث ونلومك على أخطاء لم يكن يجب أن تحدث وندين بعض التصرفات التي حدث فيها انتهاك لحقوق الإنسان". وقال إنه "على المجلس العسكري أن يفي بوعوده التي وعد الشعب بها"، في إشارة على ما يبدو إلى ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المحدد لعملية نقل السلطة للمدنيين بنهاية العام الجاري. وحث في الوقت ذاته القوى السياسية على وقف التعارك على "كعكة لم تنضج بعد، وتعالوا نصطاد الدب الذي لم يتم اصطياده حتى الآن، خاصة وأن سياسات النظام السابق ومنظومة الفساد مازالت متغلغلة في المحليات والعديد من أجهزة الدولة". وأكد نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، أن الحزب لا يسعى للسيطرة على السلطة أو الحصول على أغلبية في البرلمان القادم، وطالب القوى السياسية بالتوافق على برنامج انتقالي وتشكيل حكومة ائتلافية. وهو الأمر ذاته الذي شدد عليه الدكتور محمد البلتاجي القيادي الإخواني، عضو مجلس أمناء الثورة، مؤكدا أن المرحلة الحالية التي تمر بها مصر بحاجة لتوافق وطني بين جميع القوى السياسية لمواجهة الفوضى والانفلات الأمني وتحقيق مطالب الشعب. وطالب بضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد في سبتمبر على أن يلي ذلك وضع دستور جديد للبلاد بعد أن حسم الشعب هذا الأمر في الاستفتاء في مارس الماضي، مؤكدا ضرورة الإسراع في انتخاب برلمان جديد ليكون رقيبا على الوطن الذي يدار حاليا بدون أي رقابة ولا نعرف ما يدور من مفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد والبنك الدوليين. ودعا إلى ضرورة أن تكون كل المناصب في الدولة بالانتخاب بدءا من رئيس القرية والمدينة ثم منصب المحافظ وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات، مبديا رفض "الإخوان" ل "الدولة العلمانية"، وأكد رفضهم أن يتولى حكم مصر حاكم له قداسة أو يحكم باسم الله، بحسب تعبيره.