تباينت ردود فعل القوى السياسية في مصر حول مشروع تنمية قناة السويس الذي أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسي شارة البدء له اليوم، ففي حين رحبت به القوى الموالية للسلطة الحالية، باعتباره "خطوة هامة في تاريخ مصر"، قال "التحالف الوطني لدعم الشرعية" إن المشروع "بني على مجهود الآخرين"، مشيرًا إلى أنه كان في الأصل فكرة الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال مجدي حمدان، القيادي ب "جبهة الإنقاذ"، التي تأسست بهدف الإطاحة بمرسي، إن مشروع محور قناة السويس هو مشروع مصر القومي، مطالبًا بتكاتف كل الجهود لخروجه بالشكل الذي يضع مصر على الخارطة العالمية. وأضاف أن "هناك اختلافًا كبيرًا بين مشروع الرئيس السيسي ومقترح الرئيس المعزول محمد مرسي" الذي طرحه إبان وجوده في السلطة لتنمية منطقة قناة السويس، واصفًا مشروع الأخير بأنه "كان هدفه تفتيت مصر". وشدد حمدان على أهمية إعادة النظر في وضع المنطقة الفاصلة بين القناتين القديمة والجديدة وتوسيعها بحيث لاتقل عن 10 كيلو متر مربع مع ملئها بالمنشآت السياحية والترويج لها. وهنأ نادر بكار، مساعد رئيس حزب "النور"، المصريين بتدشين مشروع قناة السويس الجديد، وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع "تويتر"، إن "كل الأمنيات الطيبة لمشروع قناة السويس الجديد أن يكلل بالنجاح ويوفر لآلاف المصريين عملاً شريفًا". فيما أعلن محمد نبوي المتحدث باسم حركة "تمرد"، أن الحركة سترسل أول وفد شبابي يساعد في حفر قناة السويس بعد غد الخميس، معتبرًا أن "السيسي يطلق لأول مرة عنان ثورة البناء بمشروعات قومية تساعد في تنمية مصر". في المقابل، قلل "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الداعم للرئيس المعزول، من أهمية المشروع مؤكدًا عدم جدواه. وقال خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، والقيادي ب "تحالف دعم الشرعية"، إن "مشروع تنمية قناة السويس هو في الأساس من إنجازات الرئيس الأسبق محمد مرسي والإعلام والأنظمة السابقة قامت بتشويهه"، مشيرًا إلى اتهام مرسي آنذاك بأنه "سيقوم ببيع قناة السويسلقطر، والآن نرى السيسي يتحدث على أساس أن المشروع من إنجازاته". ورأى سعيد، أن السيسي "بدأ في فقدان الظهير الشعبي له، بعد أن شعر المصريين في ظل غلاء الأسعار بأن وعوده ليست حقيقة، وبعد أن شعرت التيارات السياسية بأن وجودها مثل عدمها". وقال إن "السيسي يوهم الشعب بهذه المشروعات، بعد أن نسبها لنفسه"، مؤكدًا أن هذه المشروعات لن تطبق في الواقع ولكنه يريد أن ينقذ نفسه من حالة الغضب التي سادت بعد غلاء الأسعار". فيما اتهم أحمد عبدالقادر، القيادي الإخواني، السيسي بسرقة فكرة المشروع، قائلاً إن "أفكار السيسي مسروقة ولن تفلح في شيء". وكان مشرع تنمية قناة السويس الذي طرح في عهد الرئيس محمد مرسي قد تعرض لهجوم واسع في وسائل الإعلام، والتي زعمت آنذاك أن قطر هي من ستتولى تنفيذ المشروع والإشراف عليه، الأمر الذي قالت إنه يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري.