أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" مجددا أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إن الحزب لم يستقر بعد على اختيار مرشحه، وإنه يرى أن المرشح الحقيقي لانتخابات الرئاسة لم يظهر بعد، كاشفًا عن دعوته قيادات المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد لمد فترة بقائه عامين قادمين لكنهم مصرون علي التخلص من السلطة وتسليم السلطة لأقرب رئيس منتخب من قبل الشعب، مؤكدًا عدم صحة ما يتردد حول رغبتهم في الإمساك بزمام الحكم. وبرر خلال ندوة نظمها نادي روتاري الجزيرة أمس الأول، مطالبته بالتمديد لبقاء المجلس العسكري بالرغبة في إطالة أمد مد الفترة الانتقالية لكي يكون رئيس الجمهورية القادم قادرا على إدارة شئون البلاد، و"حتى لا يستغل أي حزب سياسي الديمقراطية في إحداث الظهور الغير متلائم معه"، مشددًا على أنه لا تزال هناك قيادات لم تظهر بعد لرئاسة الجمهورية. ووصف البدوي ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك بأنها "ثورة ربانية، حيث لم يتوقع أي حزب سياسي أو أي جهاز مخابراتي محترف سقوط هذا النظام، لأنه كان نظاما قويا يصعب على أي ثورة إسقاطه". وأكد أنه مع ضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت في موعدها سبتمبر المقبل، حتى يكون هناك نواب يتحدثون باسم الشعب ويتم القضاء علي الفوضى ولا يتم السماح لأي شخص بالتحدث باسم الشعب وباسم مصر. وفي الوقت الذي يشير فيه إلى أن الثورة نجحت باقتدار إلا أنه يرى أنه إنها لم تحقق أهدافها بعد، نظرا لأنها لم تقم من أجل استبدال نظام بآخر أو الوقوف علي محاكمة أشخاص، بل قامت من أجل خلق واقع جديد جيد وحياة كريمة يسودها الاستقرار، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، منتقدا التركيز الشعبي على الرغبة بالانتقام من النظام السابق وهو ما يجب تركه لسلطات التحقق والقضاء فهذه الأشياء لن تصنع مستقبلا. وحذر البدوي من أن الثورة مهددة وهناك شبه استبداد سياسي لم يُفكك بعد، مشيرا إلى المجالس المحلية التي تضم أكثر من 51 ألف من أعضاء الحزب "الوطني" الحاكم سابقا، مشددا على ضرورة التخلص من هذه البنية، لأنه ستكون البنية ذاتها التي سيقام عليها بناء مجلس الشعب في حال استمرارها، مبديا مخاوفه من تشكيل البرلمان المنتخب من أعضاء مجلس الشعب المنحل. وطالب بالخروج من الحالة الثورية التي تعيشها البلاد منذ شهور، لأن طول الحركة الثورية يؤثر علي مناخ العمل في البلاد، فعندما استمرت الحركة الثورية عقب الثورة الفرنسية ب 15 سنة زادت فيها أعمال البلطجة والعنف والسطو والسرقة، محذرا من امتداد الحركة الثورية 6 اشهر فقط من الآن سيجعل الشعب يترحم على النظام السابق. واعتبر البدوي أن الديمقراطية هي سر قوة أي دولة فهي سر قوة الشعوب وليست أي قوة عسكرية أو نظام عسكري، ورأى أنه في بداية أي انفتاح يظهر العديد من التكوينات الناتجة عنه، متوقعا في ضوء ذلك ظهور عدد كبير جدا من الأحزاب السياسية المختلفة سيتبقى منها عدد قليل جدا من الأحزاب القادرة علي الاستمرار وتكوين حزب حقيقي، وحينها سيحكم الشعب على الحزب بالبقاء أو الرحيل. وانتقد رئيس حزب "الوفد" الحكومة الحالية، قائلا: "الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية الحالية وهي ليست أكثر من حكومة تسيير أعمال"، منتقدًا تردد عدد كبير من الوزراء في كثير من قراراتهم وينتابهم شبح الخوف من ارتداء "البدلة الزرقاء"، وهو ما لا يجعلهم يستطيعون فعل شيء. وقال إن الأيدي المرتعشة لن تبني وطنها ولن تستطيع أن تتخذ قرارا يصعد بنا للأمام، وطالب خصوصا وزارة الداخلية بأن تستعيد قوتها وألا تبقي مترددة. وأضاف أنه طلب من المجلس العسكري أيضا ضرورة إنشاء هيئة (مؤسسة) لتنظيم البث المرئي والمسموع حيث أن الإعلام الفضائي والمرئي لم يعد عليه رقيب، لذا لابد من الإسراع بإنشاء هذه الهيئة. من جانب آخر، وصف البدوي "الإخوان" بأنهم "قلة منظمة وليسوا أغلبية، ولو تمت الانتخابات بالقائمة النسبية سيكون هناك تمثيل لكل شي في مصر ولن يحصل الإخوان علي الأغلبية"، على حد قوله. وأوضح أن قضية التحالف مع حزب الإخوان (العدالة والحرية) أو أي حزب سياسي آخر مسألة سابقة لأوانها لكنها واردة في أي وقت، ملمحا إلى أن ربما يتم الدعوة إلي جبهة وطنية يتبناها "الوفد" تضم كل القوى الوطنية والسياسية إذا ارتضت الهيئة العليا للحزب ذلك ووافقت عليه بالإجماع، موضحا أن المرحلة القادمة تستلزم توافقًا عامًا.