حدد مسئولون إسرائيليون 3 أسباب دفعت تل أبيب لقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، أولها أن المبادرة لا تستجيب لمطالب حماس وخاصة الإفراج عن أسرى، وثانيها أنها تتحدث عن وقف غير مشروط لإطلاق النار، وثالثها أنها ترى أن قبول المبادرة بعد الضربات التي وجهت لإسرائيل "يترك حماس في موقف ضعيف". ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، بما فيها صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسئول سياسي إسرائيلي كبير، لم تسمه، قوله: "اتفاق وقف إطلاق النار سيعيد الأوضاع إلى ما كانت إليه يوم الأحد (قبل يوم واحد من بدء عملية الجرف الصامد في السابع من الشهر الجاري)، ولكن ستكون حماس أضعف". وبحسب المسئول نفسه فقد "تم تحييد فاعلية صواريخهم (حماس) ، وتم ضرب مخازنهم وقدراتهم التصنيعية، وهم يشعرون بالإحباط العميق بسبب فاعلية القبة الحديدية" في إشارة إلى المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ التي اعترضت على مدى 8 أيام وحتى الآن معظم الصواريخ التي أطلقت على مدينة تل أبيب تحديداً، بحسب بيانات للشرطة والجيش الإسرائيليين. ويرى المسئول أن أهداف العملية الإسرائيلية "نصت على استعادة الهدوء لفترة طويلة من الوقت وقد تم تحقيق هذا الهدف، وأن الأمر الأساسي هو أن حماس لم تتمكن من ضرب إسرائيل بالمستوى الذي اعتقدته، ومن ناحية ثانية فإنه تم إضعافها". المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، نقلت عن مسؤول آخر لم تسمه قوله، إن "الاقتراح المصري يترك حماس معزولة وغير قادرة على تعبئة الرأي العام المحلي والدولي".
وبحسب هذا المسئول فإن "الاقتراح لا يأتي على ذكر طلب حماس الإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم مؤخراً بعد أن تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (عام 2011)". وفي هذا الصدد قال مسئول إسرائيلي آخر لصحيفة "هآرتس" إن "الاقتراح المصري يدعو إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، كما أنه لا يستجيب لمطالب حماس مثل دفع الرواتب لعشرات آلاف العاملين في القطاع العام في غزة، والإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية بعد اختطاف وقتل 3 إسرائيليين في جنوب الضفة". وفي غزة، أعلنت حركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، رفض المبادرة المصرية. وحتى الساعة 07.10 تغ لم يصدر عن حماس وجناحها العسكري أية تعقيب على قبول إسرائيل المبادرة المصرية. من جانبه ثمن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجهود التي بذلتها مصر لحماية الشعب الفلسطيني، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بالمبادرة "حفاظاً على دماء الشعب الفلسطيني ومصالحه"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.