شهدت العديد من المدن الأوروبية احتجاجات على القصف الإسرائيلي لقطاع غزةالفلسطيني المستمر منذ عدة أيام، والذي أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين حتى الآن. ففي أسبانيا، شهدت العاصمة "مدريد" تظاهرة احتجاجية دعا لها "منتدى التضامن مع فلسطين"، ناشد المشاركون فيها إسرائيل بوقف عدوانها على القطاع الفلسطيني فورا.
وتلا المحتجون بيانا أشاروا فيه إلى أن ال9 من الشهر الجاري يوافق الذكرى العاشرة للقرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.
وطالب المحتجون في البيان "تجميد اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وإلغاء كافة أشكال التعاون العسكري والأمني، وأن توقف الشركات الأسبانية كافة أنشطتها في إسرائيل حتى لا تصبح مجرمة حرب هى الأخرى".
وفي مدينة "برشلونة" دعت مؤسسة مجتمع مدني تسمى "الجماعة المؤيدة لفلسطين" إلى تظاهرة احتجاجية مماثلة، شارك فيها عدد من ممثلي الأحزاب السياسية، فضلا عما يقرب من ألف شخص أدانوا جميعا الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وطالب المحتجون في المدينة الكتالونية، وقف كافة أشكال التعاون القائمة بين إدارة الحكم الذاتي في المدينة، وإسرائيل، بسبب تلك الهجمات التي وصفوها بالعدوانية.
وفي سياق متصل حذرت وزارة الخارجية الأسبانية، مواطنيا الراغبين في السفر إلى إسرائيل أو فلسطين توخي الحذر بشكل كامل.
وفي الشأن ذاته نظم ما يقرب من 100 شخص مسيرة احتجاجية أمام مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجكية بروكسل، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية، وسط أجواء ماطرة.
وقال المحتجون إن "ما تقوم به إسرائيل من قصف عشوائي دون تفريق بين مدنيين وعسكريين، وقتلهم للأطفال والنساء، جريمة حرب يجب أن يُحاكم عليها المسؤولون الإسرائيليون".
وردد المحتجون هتافات مختلفة مناهضة لإسرائيل من قبيل: "إسرائيل إرهابية"، و"قاطعوا إسرائيل"، وناشدوا حكومتي الاتحاد الأوروبي، وبلجيكا التحرك السياسي السريع من أجل وقف العدون الإسرائيلي على غزة.
ومن جانبه أدان نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الخارجية البلجيكي "ديديه ريندرز"، في بيان له حول تلك الأحداث، قصف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، معربا عن حزنه لسقوط قتلى في "رد إسرائيل بالمثل على ما تتعرض له من هجمات".
وناشد المسؤول البلجيكي كافة أطراف الصراع ضبط النفس، لافتا إلى أن "العنف لن يفيد إسرائيل أو فلسطين، فلابد من تحقيق السلام والأمن، لذلك أصبح وقف إطلاق النار ضرورة ملحة".
وفي مدينة "اسطنبول" التركية نظمت مجموعة تابعة لجمعية التضامن مع فلسطين، احتجاجات مماثلة، وأخذوا يجوبون الشوارع في منطقة "بك أوغلو" وهم يلوحون بالأعلام التركية والفلسطينية.
وألقى أحد المسؤولين عن تنظيم المسيرة كلمة أوضح فيها أن "الفلسطينيين يتعرضون في القدس والضفة الغربيةوغزة لهجمات مخيفة، فهم يتعرضون لظم بين، ويتم قتلهم بشكل بارد".
ويشن سلاح الجو الإسرائيلي منذ الإثنين الماضي، غارات على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد".
وتسببت الغارات، في سقوط 53 قتيلا، ونحو 479 مصابا، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، حتى الساعة 18: 30 تغ اليوم الأربعاء، وفق مصادر طبية فلسطينية.