انزوي جابر عصفور بعد أن "ضبطه" الأزهر متلبسا بعار الخروج على دستور الدولة والعمل على خلاف مقتضاه والجهل بنصوصه ، وهو وزير في الحكومة ، فظهر أحد رجاله القدامى لكي يدافع عنه ويدافع عن نفسه ، وبدلا من أن يبحث عن "خروج آمن" من الجريمة التي ارتكبتها وزارة الثقافة إذا به يورط الوزارة في الوحل أكثر ويبرر بالكامل ما نشرته من ترهات وأكاذيب وطعن في دين الله الذي يدين به غالبية الشعب المصري الذي يدفع له راتبه لكي يشتم دينه ! . ظهر في المشهد الدكتور أحمد مجاهد ، وكان مجاهد هو رئيس الهيئة العامة للكتاب أثناء نشر معظم هذه "الفواحش" التي أبان عنها الأزهر في رده على جابر عصفور ، أحمد مجاهد دافع عن كل ما نشر وبرره واعتبره "اجتهادا له احترامه وإن رأى الآخرون خلاف ذلك" يقول : (قد يختلف فضيلة الدكتور عباس شومان مع المستشار العشماوى فيما قدمه من اجتهادات وما ساقه من أدلة ونصوص واقتباسات أورد مصادرها .. لكن العمل فى النهاية قدم رؤية المؤلف واجتهاداته، وهى ككل اجتهادات قابلة للأخذ والرد .. وكل كلام يؤخذ منه ويترك) ، وأنا أستغرب إذا كان مثل هذه الجرائم ترتكب باسم الاجتهاد وحق الاختلاف ، وباسم الثقافة المصرية وعلى حساب المواطن المصري ومن ماله العام ، ويضرب عرض الحائط باحتجاج الأزهر أو رفضه ، فلماذا تلومون الأفكار المتطرفة بأنها لا تعبأ بالأزهر ووسطيته واعتداله ومرجعيته في الشأن الإسلامي ، رغم أنها في النهاية وبنفس المعيار اجتهاد يؤخذ منه ويترك !!، لماذا تصر وزارة الثقافة على إهانة الأزهر وإضعاف دوره ، وهل هذا يخدم الاعتدال أم يخدم التطرف ويحرض على المزيد منه ، وبالمناسبة ، هناك حكم بات ونهائي من مجلس الدولة ، تأسس على فتوى للجمعية العمومية للفتوى والتشريع بمجلس الدولة قررت أن الأزهر هو صاحب الكلمة الفصل في أي شيء يتعلق بالشأن الإسلامي بين مؤسسات الدولة وأجهزتها ، وكان ذلك في خصومة مشابهة وقعت بين فاروق حسني وزير ثقافة مبارك وبين الأزهر ، ولكن لأن أحمد مجاهد لا يحترم الأزهر ولا القضاء فراح يدافع عن شيء لا يمكن الدفاع عنه ، فكل الطعن الذي نشره مجاهد في كتب وزارته من أموال المواطنين الغلابة يسب دينهم وكتابهم المقدس اعترف به اعترافا كاملا ، ثم دافع عنه بحجة غريبة جدا ، وهي أن المؤلف ينقل آراء الآخرين في القرآن ، ويقول مثلا : (أورد الدكتور شومان أن المؤلف ذكر « أن الإسلام فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحول إلى صيغة حربية وعسكرية منذ غزوة بدر « بينما أورد المؤلف بنصه ص 171 « يرى بعض المؤرخين أن الإسلام تشكل فى صيغة حربية) ، وكان معظم دفاعه عن سباب القرآن والرسول والصحابة من هذه الزاوية ، فيقول مثلا )ذكر فضيلة الدكتور شومان أن المؤلف أورد «أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته عندما حاربوا يهود خيبر كانوا ظالمين معتدين لأن أهل خيبر لم يكونوا قد عادوا النبى والمؤمنين، ولا أساءوا إلى النبى أو إلى الإسلام بشىء» بينما النص الذى أوده المؤلف (ص171) يذكر فيه «ويرى بعض المؤرخين) ، وتلك سخافة منهجية لا تليق في التعامل مع "الدين" بكل قدسيته وحرمته ، وهذه حيلة كل أفاق فاجر يريد الطعن في القرآن ورسوله ولكنه يخشى مواجهة الناس صراحة ، فيذهب إلى صناديق قمامة التاريخ ليحصل على كلمة من زنديق أو من حاقد أو كذاب لكي يسوقها باعتبارها رأيا تاريخيا ينبغي احترامه ويتستر وراءها ، وأي شخص تافه يستطيع بتلك الطريقة أن يذهب إلى كتب الطوائف الشاذة وهي كثيرة لكي يأتي منها بسباب وطعن في شرف أمهات المؤمنين وفي الخلفاء الراشدين وفي القرآن الكريم نفسه وفي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو فتح الباب لمثل هذه السخافات فلن يبقى للإسلام في بلاده حرمة ولا كرامة ولا قدسية ، والحقيقة أن هذا المنهج لو طبقناه في زماننا فسوف يسوء أحمد مجاهد وجابر عصفور جدا ، ويكفي أن ننشر محاضر البلاغات التي قام عشرات المثقفين بتقديمها للنائب العام ضد أحمد مجاهد نفسه وننقل منها ونقول : ويرى كثير من المثقفين المصريين أن مجاهد فعل كذا وكذا ...." ، ولا أحب أن أذكر التفاصيل فهو يعرفها ، وأيضا يمكنني أن أحكي القصة الشهيرة لوزير الثقافة جابر عصفور مع كلية الآداب بجامعة حلوان وهو يذكرها جيدا . مصر لا تحتمل هذا اللعب بالنار ، ومن أراد أن يلعب هذه اللعبة ، فعليه أن يلعبها وحده ، ولا يجر مؤسسات الدولة معه ، ومن ماله الخاص وليس من أموالنا ، من أراد أن يظهر بطولة أدبية كاذبة ليتاجر بها فعليه أن يملك الشجاعة بتحمل مسؤولية عمله وحده ، لا أن يتستر وراء جدر الدولة وكراسيها ، وعلى من "يسرحون" هؤلاء أو يضعونهم في كراسي المسؤولية أن يدركوا جيدا أن هؤلاء يوقدون نارا للفتنة في البلد بدون أي معنى ، وفي وقت لا تتحمل البلاد فيه المزيد من الإثارة والنيران ، كما أن "النار" التي يمكن أن يشعلها هؤلاء المتعجرفون في البلاد بسبب نزقهم وكبرهم وتطاولهم على الأزهر وعلى الإسلام ستطال الجميع ، بلا استثناء .