الأمن وجه "ضربة استباقية" لإجهاض مظاهرات 3 يوليو.. وقيادي ب "التحالف": لن نهرب إلى خارج مصر على الرغم من أن سوءًا لم يمس قيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية" على مدار عام كامل، ظلوا فيه يظهرون في مؤتمرات، ويطرحون رؤى ومبادرات، في الوقت الذي تلاحق فيه الدولة قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، ماطرح العديد من علامات الاستفهام حول السر وراء ترك هؤلاء القادة يتمتعون بحرية الحركة، إلا أنه وبعد أن تعرض عدد منهم للاعتقال والملاحقة عشية إحياء ذكرى مرور عام على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، استبدل التساؤل السابق بتساؤل آخر عن الدافع وراءي تلك الخطوة فى ذلك التوقيت والآثار التي ستترتب عليها؟ وعلمت "المصريون" أن البيان الذي أصدره "تحالف دعم الشرعية" يوم 30يونيو يدعو فيه للحشد يوم 3 يوليو هو الدافع الرئيس حول تلك الحملة، حيث تغيرت فيه لهجة التحالف من تهدئة الشباب ودعوتهم إلى الحفاظ على أرواحهم وتجنب اقتحام الميادين مما قد يعرض حياتهم للخطر، إلى الدعوة إلى اقتحام ميدان التحرير ومحاصرة منازل القضاة. وكانت حملة الاعتقالات بدأت فجر يوم الثلاثاء باعتقال مجدي حسين، رئيس حزب "الاستقلال"، ونصر عبدالسلام، رئيس حزب "البناء والتنمية"، ومداهمة عدد من القيادات، أبرزهم علاء أبوالنصر، الأمين العام للحزب، إلا أنهم لم يجدوه فى منزله، وشقيق ضياء الصاوي، المتحدث باسم حركة "شباب ضد الانقلاب"، وأفرجوا عنه بعد ساعات، وفجر يوم الخميس ألقي القبض على مجدي قرقر، القيادي بحزب "الاستقلال"، والمتحدث باسم التحالف، ووجهت النيابة للمعتقلين تهم الانضمام إلى جماعة محظورة، ومحاولة قلب نظام الحكم. وقال سامح عيد، الخبير فى شئون الإسلام السياسي، إن الدولة كان لديها حالة قلق من أن تمثل 3 يوليو موجة ثورية جديدة، لذلك حاولت الحد منها، عبر القبض على قيادات التحالف، لاسيما فى ظل الحشد الشديد للإخوان لتظاهرات 3 يوليو منذ بيان بروكسل ورفع سقف الآمال فيه وهو ما جعل الدولة تتخذ تلك الإجراءات الاستباقية. وأرجع عيد في تصريح إلى ل"المصريون"، تغير لهجة التحالف فى بيان الحشد إلى 3يوليو عن ذي قبل إلى عدة تغيرات، على رأسها بروز قوة "داعش"، وزيادة الفجوة بين النظام وشباب الثورة، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربي وهو ما جعلهم يتشبثون بالحل الثوري عبر التظاهرات من جديد. فيما رأى خالد الزعفراني، الخبير فى شئون الإسلام السياسي، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن أحد أهداف القبض على قيادات التحالف فى ذلك التوقيت هو إنهاء الحرب الإعلامية التي يشنها الإخوان وأنصارهم والموجهة بصورة رئيسية للخارج لتصدير صورة مصر غير المستقرة. وأضاف: "حتى إذا كان هؤلاء القيادات غير مؤثرين فعليًا على الأرض والشباب هم من ينظمون التظاهرات، فإنهم بلا شك واجهة إعلامية وتم القبض عليهم للحد من خطابهم الإعلامي"، مشيرًا إلى أن "الوضع فى الشارع لن يتأثر، حيث إن قيادات الإخوان سواء الهاربين فى الداخل أو الخارج لا يزالون قادرين على التواصل مع القيادات الميدانية لإعطاء لهم الأوامر بالانسحاب أو الإقدام". من جانبه، نفى إمام يوسف، القيادي ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، شائعات سفرهم إلى تركيا عقب حملة الاعتقالات التي استهدفت بعض قيادات التحالف، قائلًا: "إننا لن نبرح منازلنا ولن نغادر مصر تحت أي ظرف، ومستعدون لأي شيء"، مشيرًا إلى أن قيادات التحالف الذين يتم اعتقالهم رؤساء وقيادات أحزاب معترف بها وليس عليهم أى شيء يدينهم، ولكننا نعود إلى مشهد ما قبل 25 يناير عندما اعتقل أمن مبارك قيادات جماعة الإخوان والمعارضين ولكن ذلك لم يمنع قيام الثورة. وأضاف أن تلك الحملة لن تثنيهم عن طريقهم فى استعادة الوطن، وتابع: "كنا متوقعين تلك الحملة، وإذا كان هدفهم منها الحد من التظاهرات فلو اعتقلونا جميعًا لن يفلح ذلك، فالثورة أصبحت في الشارع وأصغر طفل في أي مسيرة قائدها". وأشار يوسف إلى أن "التحالف مكون من كيانات، يجتمع ممثلوها ويتناقشون قبل اتخاذ أي قرار، واعتقال رأس كيان أي منهم لن ينهيه، سيحل محله من ينوب عنه". وقال أحمد الصياد، منسق حركة شباب الأزهر، إن اعتقال قيادات "الإخوان" يعكس خوف النظام الحالي منهم، واستكمالًا لمسلسل تكميم الأفواه، مضيفًا: "فليمضوا فى طريق قمعهم ولنمضى نحن فى طريق استرجاع حريتنا، ولو اعتقلوا واحدًا أو قتلوا واحدًا يظهر مكانه ألف واحد". واستبعد الصياد أن يكون بيان التحالف في 3يوليو هو السبب الرئيس لحملة الاعتقالات، "كنا متوقعين تلك الحملة من فترة، وأظن أن التوقيت مجرد صدفة، إلا أن ذلك لا يمنع أن البيان أرعبهم خاصة وأن التحالف تخلى فيه عن حذره، وساير الشباب فى حماسهم، حيث تخلى فيه التحالف عن سياسته الماضية من محاولة تحجيم الخسائر وتهدئة الشباب". مع ذلك، أكد الصياد أن الاعتقالات الأخيرة لن تؤثر على الانتفاضة فى الشارع خاصة انتفاضة الطلاب قائلًا: "التحالف من كان يحتاج إلينا ولم نكن نحن من نحتاج إليه، و90% من فعاليات الطلاب لم يكن التحالف قد دعا إليها". فيما أصدر التحالف عقب حملة الاعتقالات، بيانًا شديد اللهجة يدين فيه تلك الاعتقالات ويؤكد أنها تهدف إلى الصدام ودفع الأمور إلى الأسوأ، قائلاً: إن "قيام الانقلابيين باختطاف عدد من القيادات الذين يمثلون صمام أمان لسلمية الثورة والذين يتلقون اللوم والنقد بشكل دائم من قطاعات ثورية عدة تريد التعامل بالمثل مع ميليشيات الانقلاب، رغبة منهم فى دفع الأمور إلى نقطة الصدام المباشر، إنما هو إجراء جبان وفاشل"، وحمل التحالف الشباب مسئولية القيادة فى الميادين.