أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيقوم بزيارة القاهرة يوم الجمعة المقبل ، وذلك علي خلاف ما سبق وأعلنه بأن ميعاد الزيارة في الربيع المقبل ويجيء تحديد الموعد الأخير للزيارة بعد مفاوضات فرنسية مصرية عقدت بمقر وزارة الخارجية المصرية طوال الأسبوع الماضي بحضور اثنين من مساعدي وزير الخارجية في البلدين . وانتهت هذه المفاوضات مساء الأربعاء الماضي بالتوصل لمذكرة تفاهم حول قضايا كانت مختلف عليها مثل قضية سقوط الطائرة التي كانت تحمل ركاب فرنسيين بشرم الشيخ واتفق فيها علي التزام القاهرة بدفع التعويضات طالما كانت الشركة المصرية المالكة للطائرة تتحمل مسئولية حول الحادثة . وفيما يتعلق الملف السوري اللبناني ، قالت مصادر مقربة من المفاوضات أن الجانبين اتفقا على الالتزام بقرارات مجلس الأمن وضرورة مثول الرئيس السوري وكبار معاونيه أمام لجنة التحقيق الدولية خصوصا إذا ما طلب مجلس الأمن ذلك ، كما تفاهما علي ضرورة اعتراف حركة حماس بإسرائيل واستئناف العملية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في إطار تسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي ومعالجة الوضع في العراق في نطاق الأممالمتحدة . وأوضحت المصادر أن التنازلات التي حصل عليها الجانب الفرنسي خلال المفاوضات دفعت بشيراك لتبكير موعد زيارته للقاهرة ، خصوصا فيما يتعلق بالملف السوري اللبناني وعملية سقوط الطائرة . وأضافت المصادر أن التنازلات التي قدمتها القاهرة جاءت خلفية مجاراة الفرنسيين للحكومة المصرية في الموقف من قضية الإصلاحات علي المستوي الأوروبي بشكل يدعم وجهة النظر المصرية حولها وهي المجاراة التي عكستها جولة الرئيس مبارك الأوروبية الأخيرة . وفيما يتعلق بالقمة المصرية الفرنسية ، قالت مصادر مطلعة إن مبارك وشيراك سيبحثان الملف السوري اللبناني وإمكانية حل جزء من الأزمة من خلال الحوار اللبناني اللبناني في ضوء الجهود المصرية السعودية مع المشاركين في الحوار مثل نزعة أسلحة الفلسطينيين خارج المخيمات وترسيم الحدود اللبنانية السورية وإقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق ، إضافة لتبادل الآراء حول تنفيذ سورية للقرارات الدولية التي تطالب بها فرنسا .