عرضت مصر اليوم الأربعاء التوسط بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، من أجل تسوية سلمية لأزمة منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين. وأكد وزير الخارجية المصري نبيل العربي في بيان استعداد مصر "لتقديم كل المساندة الممكنة بغية مساعدة الجانبين على تسوية هذه القضايا العالقة، بما يخلق مناخا مواتيا لروابط قوية ولعلاقات تعاون وثيقة بين الجانبين مستقبلا، وبما يضمن كذلك تحقيق السلام والتنمية في ربوع السودان شمالا وجنوبا، وفى المنطقة بأسرها". وقال العربي إن "مصر تتابع باهتمام بالغ الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة أبيي بالسودان الشقيق". ودعا الوزير المصري شريكي اتفاق السلام الشامل في السودان إلى "ممارسة ضبط النفس والتهدئة ومواصلة العمل السلمي المشترك لتسوية مختلف القضايا العالقة فيما بينهما وعلى رأسها مسألة وضع أبيي بشكل توافقي". وجدد العربي دعم مصر الكامل للطرفين، ورحب بما صدر عنهما من تأكيد لرغبتهما في التوصل إلى تسوية لمسألة أبيي عبر الوسائل السلمية. استعداد للحوار وكان الدرديري محمد أحمد -مسؤول ملف أبيي بحزب المؤتمر الوطني- قد قال إن الحزب على استعداد للدخول في حوار مع الحركة الشعبية لحل أزمة أبيي. وكشف عن حوار قال إنه يجري الآن في هذا الاتجاه. وأضاف في منتدى صحفي بالخرطوم أن حزبه يسعى من خلال وسطاء لإقناع الحركة الشعبية للتقدم بمرشحيها لإعادة تشكيل إدارية أبيي مناصفة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك. وأشار إلى أنه حتى لو لم تستجب الحركة لذلك فإنهم لن يقيموا إدارة عسكرية بالمنطقة بل يسعون لإقامة إدارة مؤقتة لتسيير الأمور. مهاجمة مروحيات وتأتي هذه التطورات بعد أن أكدت الأممالمتحدة أن أربعة مروحيات تابعة لها تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين قالت إنهم موالون للحكومة السودانية في أبيي. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة هوا جيانغ إن 14 قذيفة أطلقت على الطائرات لدى إقلاعها أمس الثلاثاء لكن المروحيات الأربع هبطت بسلام. وأضافت أن "قبيلة المسيرية وهي قبيلة عربية هي المسؤولة على الأرجح عن الهجوم"، مشيرة إلى أن هناك تقارير بتحرك عناصر هذه القبيلة جنوبا. وذكرت جيانغ أن القتال وأعمال النهب توقفت في أبيي بعد أن غادرها السكان مشيرة إلى أن بعض المخازن التابعة لوكالات الأممالمتحدة تعرضت للنهب. البشير يهاجم وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد شن أمس هجوما هو الأعنف على الحركة الشعبية لتحرير السودان وهدد بأن الجيش لن ينسحب من أبيي. وقال إنه أعطى الضوء الأخضر للجيش بالرد على أي استفزازات من قوات الحركة الشعبية. وقال إن "منطقة أبيي شمالية ولن ينسحب الجيش منها". وأضاف أن "الحكومة لن تسمح بأن يعامل المسيرية كمواطنين من الدرجة الثانية"، في إشارة إلى القبيلة الرعوية التي تتنازع السيطرة على أبيي مع قبائل جنوبية. وسيطرت القوات المسلحة السودانية السبت على المنطقة بعد مواجهات عنيفة مع الجيش الشعبي، وطالب وفد مجلس الأمن الدولي أثناء زيارته للسودان الخرطوم بسحب قواتها من المنطقة. تسليح قبائل من ناحيتها اتهمت الحركة الشعبية الحكومة السودانية بتسليح قبائل المسيرية في المنطقة وارتكاب انتهاكات وجرائم حرب. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن "على القوات المسلحة السودانية أن تضع حدا لاحتلالها غير القانوني وتغادر أبيي". في المقابل أعربت قبيلة المسيرية عن ارتياحها للخطوة التي أقدم عليها الجيش السوداني بفرض سيطرته على الأوضاع في المنطقة. وقالت إن واقعا جديدا رُسم في المنطقة على الأطراف الأخرى قبوله والتعايش معه. فرار الآلاف في غضون ذلك قالت الأممالمتحدة إن آلاف الأشخاص فروا من أبيي في اتجاه الجنوب وخصوصا في مدينة أجوك الجنوبية. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيت بيرز في جنيف، إن التقديرات تفيد بنزوح حوالي 150 ألف شخص من أبيي في اتجاه الجنوب. من جهته جدد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء مطالبته ب"الانسحاب غير المشروط والفوري للجيش السوداني النظامي من منطقة أبيي"، وذلك في اليوم الرابع والأخير لزيارة بعثته للسودان. وقالت السفيرة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس في مؤتمر صحفي في جوبا "نطلب الانسحاب الكامل وغير المشروط والفوري لقوات السودان المسلحة التابعة للشمال من أبيي". وتحدثت رايس في اليوم الأخير لزيارة وفد مجلس الأمن الدولي للسودان، في إطار جولة إقليمية مخصصة لشؤون الأمن في شرق أفريقيا، بعد زيارته أديس أبابا ثم الخرطوم. وكان المقرر أن يزور وفد مجلس الأمن أبيي لكن الزيارة ألغيت مع تصاعد العنف هناك.