كلما استيقظت من نومى وأفرغت مافى جعبتى من ضيق ومافى صدرى من هم وغم على حالنا الذى بتنا منه على خجل أتساءل وأجد الطلب فى البحث عن جواب يشفى الغليل ويبرئ السقيم ويعيد الأمل إلى قلب استكان من الضيم وهده وغلبه الأيادى التى تفرقت إلا علينا وتناحرت إلا علينا، فبات شعبنا رهين المحبسين،فما وجدت فى نفسى أحلى المرين ولا اخف الضررين،بات شعبنا بين المطرقة والسندان، بين مطرقة حكم عفا عليه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب، فما قدم سوى فقرا مدقعا وغنى مطغيا، وألما موجعا وديونا أثقلت الكاهل، وطحنت رحاها المساكين والفقراء وبطالة هددت كل مشروع ودمرت كثيرا من الأخلاق ، إذ ماذا يرجو من فقد الامل فى حياة كريمة ووظيفة تجمع شتاته ليحيا كما تحيا سائر الكائنات،مطرقة حكم أضنى الشعب وأهلك الأخضر واليابس وأتى على كل غث وسمين حتى بتنا لانرى إلا بمنظار واحد ولانسمع عن أحد يمكن أن يتحمل التبعة والتركة إذ أنها أمر خارق للعادة وعقمت أرحام الأمهات أن يلدن من يصلح أن يكون نائبا ومستخلفا، مطرقة هجرت فيها العقول المفكرة الديار وبحثت عن وطن غير الوطن وارض غير الأرض وسماء غير السماء، إذ لاكرامة لنبى فى وطنه، تهاجر العقول وتخلو الساحة لمصاصى دماء الشعب والمتاجرين فى أرواحه وأقواته، كوارث ونكبات تبعتها كوارث ونكبات حتى أضحى الظهر كالعرجون القديم، وسندان التوريث الذى يقضى على كل أمل فى الإصلاح ويفتح الباب على مصراعيه أمام كثير من التنازلات من أجل رضا الباب السامى والحضرة العليه، يتم الأمر فى خطى حثيثة ومؤامرة سيدفع ثمنها كل المتحمسين لها، إنها رياح التغيير التى تقتلع جذور نظام تغلغلت فينا زمنا طويلا، ولا أدرى، أضحى المجتمع هشا مشغولا بتفاهات وترهات، باتت الأحزاب هزيلة غير مؤثرة، كلما علا نجم أفل، وكلما هبت رياح الأمل قابلتها مصدات الهواء التى تحجب الريح وتدفع العواصف، صحفيون رهن الإعتقال،ناهيك عن صحفيات أخرس أصواتهن الحرص على تهيئة المجتمع باسره للمنقذ القادم، الذى بيده العصا السحرية التى شق بها موسى البحر، فنجا أتباعه وغرق أعداؤه،آية وعبرة وعظة" اضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء"، تأييد من الله لايمتلكه من يبتعدون عن طريقه ومن يحاربون أولياءه ويغيبون الدعاة إليه فكيف يمكن لنا أن ننتظر عصا سحرية بعد نيف وعشرين عاما، هل مازال فى الجراب مالايمكن أن يتوقعه أحد؟تبقى إرادة الله الغالب فى أن يفيق الشعب وأن تستيقظ الأمة لتقول كلمتها من جديد،قبل أن ينخر السوس فى عظامنا وقبل أن تنهار قلاعنا حتى تعود للإنسان كرامته المهدرة وحريته السليبة، إنها أمانة وإنها ثقيلة، من كان يتخيل أن ينتهى الأمر بسفاح صربيا سلوبيدان ميلوسيقيتش ليموت فى أحد السجون وهو الذى قتل زهاء الربع مليون؟ من كان يتخيل أن يذهب" عدى""وقصى" وهما اللذان ملأ ضجيجهما الأسماع والأبصار ردحا من الزمن، كثيرا ما أتألم حين أرى "صدام" وهو حبيس يدافع عن نفسه ولا يتكلم إلا بإذن ويهان ويصحبه إلى محبسه أقزام تآمروا عليه ليسقطوه ولا أقول دفاعا عنه ، لكن ألمى هو من تقلب الدهر والأيام، يحز فى نفسى ويوجعها تقلب الأيام ودورانها، لكنها إرادة الله الغالب والذى لامعقب لحكمه..... د. إيهاب فؤاد