أنظار العالم جميعًا وعيونهم تتجه الآن إلى البرازيل معقل السامبا والكرة الساحرة، حيث المتعة والإثارة، وبالطبع الكل يتمنى مشاهدة طيبة مع نجوم الكرة العالمية، ويأتي العالم العربى فى مقدمة مَن يهتمون بهذا الكرنفال العالمي، لعل الإبداع الكروي يخفف عنهم آثار المشاهد الدامية والأحداث العنيفة التى عاشتها الشعوب العربية فى السنوات الماضية وأيضًا بلادى الحبيبة مصر التى قاست هى أيضًا ويلاتها ولهيبها منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن يمر بنا شريط الذكريات متلاحقَا سريعًا قاسيًا ليذكرنا بالكثير من الأوجاع والآلام ويجعل سؤالاً مهمًا وملحًا يطرح نفسه دائمًا وبقوة، ما الفائدة التى جنيناها من ثورة يناير؟ وإلى أى مدى أوصلتنا هذه الثورة وهل لو خيرنا وعادت الأحداث إلى الوراء هل كنا سنختار الواقع المؤلم الذى عاشته العديد من الأسر المصرية، فكم أم فقدت ابنها ووحيدها وفلذة كبدها وكم من زوجة فقدت زوجها وعائلها وحبيبها وسندها وأمنها وكم فتاة اغتصبت وتعرضت لمهازل من هتك الأعراض والتحرش وكم من شاب فقد إحدى عينيه أو رجليه أو أصبح صاحب عاهة وينتظر مَن يعوله أو يعطف عليه، كثيرة هى خسائر الثورة ولكن لم ألمس إلى الآن ما هى مكاسبها إذًا مرة أخرى لماذا قامت وما الهدف من قيامها؟ وهل نحن شعوب فى حاجة إلى ثورات؟ وهل مصر أرض خصبة للثورات؟ كفانا يرحمكم الله مازال أمامنا الكثير حتى نلم بهذه الثقافات علينا النزول إلى أرض الواقع والنظر من حولنا ودراسة جغرافيتنا وأوضاعنا ودراسة الشخصية المصرية دراسة جيدة، وبعد ذلك اختاروا الواقع الذى يناسبكم. ودعكم من كل هذه الأفكار غير المجدية وغير المحسوبة والمدروسة، كفانا عشوائيات وأدعوكم ومن فضلكم لبوا دعوتى وشاهدوا مباريات كأس العالم (واتبسطوا) واحفظوا أسماء اللاعبين الأوروبيين العالميين عن ظهر قلب وتغنوا بأمجادهم وصفقوا كثيرًا لعبقريته وإجادته وانسوا معه وتناسوا واقعكم وأوجاعكم ولكن لا تنسوا أن تحضروا الكثير من الطعام والشراب أمام الشاشات لتملئون بطونكم وأحضروا كميات كثيرة من اللب والسودانى، حتى تكتمل نشوتكم وتذهب معها أحزانكم صدقوني هذا هو المطلوب!! عيشوا لحظاتكم والمتاحة منها وابقوا على الحياة واحرصوا عليها وتغنوا بأمجاد الغير فهذا هو ما يناسبنا ويناسب قدراتنا على الأقل فى ظروفنا الراهنة فنحن خلقنا لنكون "كومبارس". لسنا أبطالاً ومازلنا تحت التمرين، أمامنا الكثير والكثير ولا نملك مقومات البطولة شاهدوا الأبطال وصفقوا كثيرًا لهم وشجعوا بكل إرادتكم ومشاعركم فنحن خلقنا للتصفيق والمشاهدة، وأتمنى لكم حظًا سعيدًا ورؤيا ممتعة لأبطال عالميين يستحقون كل التقدير والإجلال فقد تعبوا وكدوا وعرفوا قدر أنفسهم فقدموا أحلى ما يملكون وتطلعوا لأحلامهم بإرادة الواثق ليحققون ويحصدون نتيجة جهد وعرق وإيمان بقضية بذلوا من أجلها واحتلوا صدارة العالم بكل تقدير واستحقاق فهنيئًا لهم التفوق ومبروك علينا المشاهدة وتمنياتي لفريق البرازيل تحقيق البطولة، ولفريق الجزائر الأداء المشرف والمركز المشرف، أما الحبيبة مصر أتمنى أن أراها فى المونديال القادم فى مكانها الصحيح على قدر حضارتها وتاريخها.