سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"صُحف غربية" : تنصيب السيسي اختبارًا للرهان عليه بوصفه الرجل الأقوي قالت إن الرئيس الجديد لن يخشي "الدستورية" أو أي هيئة تشريعية
الحكومات الغربية تتجنب حضور حفل التنصيب اعتراضًا علي انتهاك حقوق الإنسان
اهتمت الصحف الغربية بتسليط الضوء علي حفل تنصيب وزير الدفاع ، ورئيس الاستخبارات الحربية السابق ، رئيسًا للبلاد الأحد ، ورأت صحيفة " نيويورك تايمز" – الأمريكية – التنصيب اختباراً لمدي مصداقية " الرهان" علي أنه الرجل الأقوي القادر علي النهوض بالبلاد من كبوتها الاقتصادية ، والقضاء علي الاستقطاب السياسي الذي أفسد محاولة الانتقال صوب الديموقراطية الوليدة خلال الثلاث سنوات الماضية . مشيرةً إلي تعهد الرئيس الجديد أمام الدول الذين جاؤا لتهنئته بالعمل علي تحقيق الأمن والاستقرار في مصر والمنطقة بأكملها . وكشفت " الصحيفة " عن أن الرئيس الجديد ليس لديه ما يخيفه من المحكمة الدستورية العليا ، أو الهيئة التشريعية ؛ جزئيًا لأن حليفة المقرب المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت للبلاد سيعود لمنصبه رئيسًا للمحكمة الدستورية تلك الهيئة القضائية المسئولة الرئيسية عن محاسبة منصور علي ما اتخذه من اجراءات طوال فترة حكمه ولسياسات السيسي التي سنراها طوال السنوات القادمة. ولفتت إلي أن منصور خلال الأيام الأخيرة في منصبه ، أصدر قانون الانتخابات البرلمانية ، الذي يضمن بقاء البرلمان أداه طيعه في يد السيسي ، ويقصي الإسلاميين ، الذين هيمنوا علي أول انتخابات حرة ، ويقلل من آمال المشاركة الفعلية للأحزاب الليبرالية. ورأت أن تنصيب السيسي ، علي الرغم من الاضطرابات ، والانقسامات، والاقصاء يعتقد أن سيتمكن من السيطرة الكاملة علي الدولة ، مع وجود القليل من القيود التشريعية والقضائية أو البيروقراطية علي سلطته ، في تناقض حاد مع مرسي الذي تسببت تلك القيود في أن يتسم عام حكمه في القصر الرئاسي بالاضطراب. وقالت بإن السيسي الذي حصل علي أكثر من 96 % من أصوات الناخبين في انتخابات وصفتها الصحيفة " بالصورية " اجريت الشهر الماضي ، ألقيت لأول مرة مسئولية مواجة التحديات التي تعصف بالبلاد علي كاهله بصورة مباشرة ، تلك التحديات التي اعتبرتها " النيويورك تايمز " الأصعب علي مدي ستة عقود أي منذ الإطاحة بالحكم الملكي في مصر. واعتبرت أن أداء السيسي اليمين إنما يضفي شرعية رسمية بدرجة كبيرة علي استغلاله للسلطة فهو صاحب القرار الأول والأخير في البلاد منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي . وحاولت "الصحيفة الأمريكية" نقل ردود الأفعال بشأن تنصيبه قائلة :" إنه لم يتواجد سوي عدداً قليلًا من التظاهرات المعارضة في أنحاء متفرقة من البلاد أثناء أداء الرئيس الجديد اليمين، واحتفل المصريون في ميدان التحرير معقل الثورة المصرية الذي باتت تحيط به الآن الدبابات والأسلاك الشائكة." وأوضحت أن دعم الوقود الذي لا يمكن تحمله قد تسبب في انهيار الاقتصاد ، وانتشار الفساد حتي قبل الاضطرابات التي شهدتها البلاد طوال الثلاث سنوات الماضية والتي تسببت بدورها في انهيار قطاع السياحة المورد الأساسي للعملة الأجنبية . وأشارت إلي أنه منذ الإطاحة بمرسي ، قتلت الحكومة المدعومة من المؤسسة العسكرية أكثر من ألف شخصًا من أنصار جماعة " الإخوان المسلمين " خلال التظاهرات ، واعتقلت عشرات الآلاف ، مما عزز الانقسام وانعدام الثقة . وتابعت أن حملة المداهمات الواسعة المستهدفة للمعارضة من الإسلاميين ، والليبراليين علي حد سواء قد وضعت نهاية للجدل السياسي ، وأطفأت آمال تحقيق المصالحة ، كما تسعي الهجمات التي يقوم بها مسلحون والمستهدفة لرجال الجيش والشرطة إلي تقويض الأمن العام . وحاولت "النيويورك تايمز" تسليط الضوء علي العقبات التي اعترضت الرئيس الإخواني مرسي وقالت إنه بعد الانتصار الذي حققه في أول انتخابات ديموقراطية تشهدها مصر ، قامت " المحكمة الدستورية العليا" المعين جميع أعضائها خلال عهد المخلوع مبارك بحل مفاجىء للبرلمان الذي كانت للجماعة هيمنة عليه بصورة تكتيكية . كما أمرت المحكمة بنقل السلطة التشريعية ، ووضع المزازنة بيد الجيش ، ورفضت السماح للرئيس الجديد بأداء اليمين أمام حشد من المواطنيين أو مجلس من المسؤولين المنتخبين كما كان يأمل مرسي . واستدركت الصحيفة القول :" أن الكثير من العقبات أعترضت مرسي بداية من المعارك القضائية المستمرة ، وعصيان جهاز الشرطة ، واحتجاجات الشوارع التي بلا رادع ، فكل ذلك عمل علي " تكدير " إدارته علي مدي عام حتي قامت المؤسسة العسكرية بالإطاحة به." وقالت إنه علي النقيض من ذلك رحبت المحكمة الدستورية العليا بالسيسي بوصفه " منقذاً للبلاد بعدما أحياها في الوقت الذي أعلن فيه البعض عن موتها مشيرةً إلي إشادى ماهر سامي ، نائب رئيس المحكمة به . أما صحيفة " الجارديان" – البريطانية – فقد سلطت الضوء علي تجنب عدداً كبيرًا من الحكومات الغربية حضور مراسم الاحتفال بتنصيب السيسي اعتراضًا علي تزايد انتهاكات حقوق الإنسان خلال ال 11 شهرًا التي تبعت الإطاحة بمرسي ، وشهدت تصاعد أعمال العنف التي تقودها الدولة في التاريخ المصري الحديث. من جانبها رأت صحيفة " الفاينانشيال تايمز " – البريطانية – بأن السيسي من حلفه اليمين بوصفه رئيسًا للبلاد قد " ورث بلدًا تعج بالانقسامات " ، فهناك الكثير من المصريين ممن يوقرونه ويعتبرونه مخلصهم من جماعة " الإخوان المسلمين" ، بينما يراه البعض الأخر وأغلبيتهم من الإسلاميين قائدًا للانقلاب الذي أذن بإراقة دماء ذويهم علي نطاق واسع ، وأشارت إلي تجاهل خطاب تنصيبه لأي إشارة لما تعانية البلاد من انقسام سياسي أو حتي إشارة إلي المعارضة . وقالت بإن الرئيس الجديد قد أشاد بالتسلم الرسمي للسلطة من الرئيس المؤقت ووصف ذلك " باللحظة التاريخية الفريدة من نوعها " واعتبرها انتقالاً رسميًا ديموقراطيًا لا مثيل له في التاريخ المصري المعاصر.ومحدداً رؤيته لمستقبل البلاد ، وعد السيسي ببناء دولة قوية ، عادلة، مزدهرة ، وباستعادة مصر لمكانتها الريادية في العالم العربي ، وتجاهل الحديث عن تعزيز الديموقراطية ، أو التصالح مع الإسلاميين ، كما توجه بالشكر إلي دول الخليج العربي لتقديمها المساعدات – وعلي الأخص – العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا الأسبوع الماضي لعقد مؤتمر للمانحيين لمساعدت الاقتصاد المصري .