تنوعت تغطيات الصحف الغربية لاحتفالات تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي، كرئيس منتخب ديمقراطيًا لمصر، ما بين المنتقد لها، وبين آخرين يرونها أول خطوة على طريق الديمقراطية فى مصر. ونبدأ مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، حيث حاولت الصحيفة جاهدة إبراز النقاط السلبية فى الاحتفالات والتركيز عليها، حيث زعمت تجنب العديد من الحكومات الغربية المشاركة فى تلك الاحتفالات. ويبدو أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كان لها وجهة نظر خاصة فى تلك الاحتفالات، حيث رأت أنها تسليط للضوء على أن السيسي يعُد رمزًا لإحياء السياسات القديمة التى كان يتبعها الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" طوال ما يقرب من 30 عامًا قبل أن تتم الإطاحة به فى ثورة يناير 2011. من جانب آخر، تبنَّت صحيفة "التليجراف" البريطانية اتجاهًا آخر حول احتفالات تنصيب السيسي، حيث رأت أنها بداية عصر جديد لمصر، وصفحة جديدة للمصريين، مؤكدة أن ما يحدث الآن يُعد تطورًا تشهده ثورات الربيع العربى. وأشارت الصحيفة إلى أن الملايين من المصريين يأملون أن يستطيع السيسي حل مشاكلهم بعد أن تعهد بتنشيط الاقتصاد وبناء المنتجعات السياحية ومناطق سياحية جديدة. وننتقل إلى صحيفة "الفيننشال تايمز" البريطانية التى أبرزت تجاهل السيسي لما تعانيه البلاد من حالة انقسام، حيث يعتبره الكثير من المصريين "المنقذ" الذى خلصهم من الإخوان، بينما يرفضه البعض الآخر، وخاصة الإسلاميين، بوصفه "قائد الانقلاب" الذى أذن بإراقة الدماء على نطاق واسع ضد أنصار الرئيس المعزول – على حد زعم الصحيفة. وهو ما ظهر فى خطاب السيسي الرسمى الذى لم يشِر خلاله إلى الانقسامات أو المعارضة. أما صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية فقد اكتفت بتسليط الضوء على احتفالات الحشود فى ميدان التحرير وفى محيط قصر الاتحادية والتى وصفتها بأنها تشبه "الكرنفال"، سواء بالباعة الجائلين والأطفال وهم يلوحون بالأعلام وغيرها من مظاهر الاحتفال بتنصيب السيسي رئيسًا لمصر.