تقوم الصحف الأمريكية بتغطية الاحتجاجات في مصر، والتي تتسم بالعنف على أنها نزاع نخبوي على السلطة، وتسلط الضوء على مظاهر العنف للمحتجين متجاهلة أن معظمهم لا ينتمون إلى فصائل سياسية ويعانون اقتصاديًّا وينتقدون الانتهاكات والممارسات السياسية لجماعة الإخوان التي تتجاهل المبادئ التي قامت عليها الثورة. نقرأ في صحيفة "واشنطن تايمز" وزير الخارجية الأمريكية رهن المساعدات الأمريكية الخارجية بالمفاوضات السلمية بين الرئيس الإسلامي والمعارضة العلمانية، في إشارة إلى صراع سياسي نخبوي بين علمانيين وإسلاميين، على النقيض من تغطيات "الإعلام البديل" في التدوينات بمواقع إخبارية مستقلة عن رأس المال، وسياسات أمريكا حيال الشرق الأوسط، مثل "سي آي إف آي" وموقع "جلوبال ريسيرش" وموقع أمريكا لتبادل المعلومات، حيث غطت الأحداث على أنها حراك اجتماعي تستغله النخب لإحراز مكاسب سياسية، وكما قال الباحث جون ستيرن "إن ما تريده جبهة الإنقاذ هو تقاسم السلطة والثروة مع الإسلاميين وعدم تجاهلها". على جانب آخر انتقد أمس ويليام موراي، رئيس ائتلاف الحرية الدينية في أمريكا، مقالة افتتاحية وصفها بأنها غير منطقية منشورة في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وكتبها مسئول سابق في "سي آي إيه" بالشرق الأوسط جيريشت رويل، المقال بعنوان "الإسلاميون جيران إسرائيل الجدد"، ورأى رويل فيه أن مستقبل الإسلاميين يتجه نحول الاعتدال، وأن نمو الديمقراطية يحجم الحتميات الدينية. ويختلف معه ويليام موراي في تقرير مطول نشره بموقع "دبليو إن دي" الإخباري الأمريكي، وهاجم صحيفة "وول ستريت جورنال" وقال إن محرريها يبدو أنهم لا يرون أي خطأ في انتهاكات الدول الإسلامية الغنية لحقوق الإنسان، وأنهم أرادوا فقط تسليط الضوء على تبرير دعم الولاياتالمتحدة لجماعة الإخوان المسلمين في الاستيلاء على نصف "دستة" من الدول المجاورة لإسرائيل. وانتقد موراي نظرة جيريشت في مقال "وول ستريت جورنال" إلى الديمقراطية ورهانه على تصويت تلك الشعوب، وقال إن الكاتب لا يفرق بين الديمقراطية والحرية، معقبًا "الديمقراطية هي مجرد عملية اختيار للقادة وليست مرادفة للحرية، ويمكن أن تأتي الصناديق بالمتشددين، ففي الديمقراطية توضع الرؤى المتنافسة، بما فيها الأصولية للتصويت"، وقال بأنه لو تم في أوربا وضع وجهات نظر اليهود الأصولية، وكذلك المسيحية المحافظة، أو رجال الدين المتشددين للتصويب، فستصبح الديمقراطيات الغربية لا معنى لها. وأشار موراي إلى تناقض جيريش فيما يتعلق بإيران، حيث قال إن تصويت الشعب الإيراني سيؤدي إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن وربما إسرائيل، في حين يقول عن الدول الإسلامية المحيطة بإسرائيل بأنها من إنشاء أوباما وشركائه الأوربيين، غاضًّا الطرف عن الديمقراطية والصندوق. وكتب ويليام موراي تقريرًا بموقع "دبليو إن دي" الأمريكي حول التعاون الأمريكي مع الإسلاميين في الشرق الأوسط بعنوان "صندوق الانتخابات لا يروض الإسلاميين" في هذا الصدد. أخبار مصر – صحافة عالمية - البديل Comment *