بعث كريم طه، أحد معتقلي سجن وادي النطرون، برسالة من داخل محبسه يكشف فيها عن حفلات تعذيب جماعي يتعرض لها معتقلو وادي النطرون من ضرب وتجريد من الملابس وصعق بالكهرباء وسحل، وحرق للمتعلقات الشخصية، وإجبارهم على غناء أغنية "تسلم الأيادي". وقال طه، في رسالته التي نشرتها اللجنة الإعلامية لحركة 6 إبريل على فيس بوك: "اقتحموا علينا الزنازين في سجن وادي النطرون وجردونا من ملابسنا وحرقوا متعلقاتنا الشخصية من ملابس وأطعمة وكتب، وربطونا من رقابنا بالحبال كالكلاب وسحلونا على بطوننا، وأرغمونا على غناء تسلم الأيادي وترديد السيسي رئيسي ومن يرفض كان يتعرض للضرب وعندما استجاب الزميل إمام فؤاد من شدة الضرب، ثم قال للضابط (ها؟ بردت كده؟!)، انهالوا عليه ضربًا". وأضاف: "تعرضنا للصعق بالكهرباء والضرب بالعصي الخشبية وإطلاق الغاز المسيل للدموع علينا، حتى مات الزميل محمد عبد الله لكبر سنه"، مشيراً إلى أن كبار السن من المعتقلين جميعهم مصابون بكسور متعددة في أماكن متفرقة من الجسد، علاوة على تنافس الجنود على سرقة ساعات المعتقلين الشخصية. وتابع: "قاموا بترحيلي و30 آخرين إلى سجن الفيوم بالبوكسرات فقط، وأثناء ترحيلي لسجن الفيوم حيث حفلة الاستقبال في انتظاري كتبت على قفايا (اضرب يا ....) فارتبك الأمناء والضباط". وعن أماكن الاحتجاز، قال "طه": "يحتجزوننا في زنازين انفرادية بمعزل عن العنابر في مكان يسمى (عناصر ذات خطورة داهمة، الزنزانة بها ماء ولكن لا يوجد نور وأعتمد في الإنارة على ولاعة، يحذرون المساجين من التعامل معنا وتتم معاقبة من يتحدث إلينا". وأضاف: "قام أفراد أمن سجن الفيوم بترتيب حفل استقبال لنا فور وصولنا تعرضنا خلاله للضرب والصعق والإهانة". "يقومون بعلاجنا بالإكراه لإزالة آثار التعذيب فيدخل علينا يوميًا ثلاثة أفراد أمن ملثمون، اثنان منهم يحملون المدافع الرشاشة والثالث يحمل مرهم فولتارين ويقوم بدهانه بنفسه تحت تهديد السلاح"، مشيراً إلى أنه تعرض لتعذيب شديد القسوة ولكنه لا يكفي لإصابتي بالانكسار، وأنهم لم يخرجوا للتريض حتى الآن منذ وصولهم، "والزيارة هي أول فرصة لي للخروج من الزنزانة المصمتة". وتساءل قائلاً: "أين المجلس القومي لحقوق الإنسان؟ وأين منظمات المجتمع المدني مما حدث في سجن وادي النطرون؟ مما يحدث في سجن الفيوم"؟