جرت الرياح بما لا تشتهي السفن و مر أخيرا العرس الانتخابي بدون معازيم ليقف العريس وحيدا في زفته لم تنقذه زفة الإعلاميين إما بالحشد أو سباب المصريين فقد استقر في وجدان من نزلوا في 30 يونيو أن هذه الانتخابات ستجرى في شكل مراسم لتنصيب وزير الدفاع السابق رئيساً للدولة و توقع السيسي و أنصاره بعد الحشد الهائل اعلاميا معه و ضد الإخوان في المقابل على حشد على الأقل نسبة توازي ما حصل عليه المرشحان مرسي و شفيق في الإعادة ان لم يكن أكثر كما أكد له المقربون
1- الصدمة
اللجان خاوية على عروشها و مهجورة في بعض اللجان يقابلها إقبال متوسط في المناطق ذات الميول السيساوية المعروف عنها تعصبها الشديد له و من المفارقات أن الدوائر التي شهدت إقبالا كثيفا من الناخبين هي الموجودة في المناطق المأهولة بالأغنياء و الذي يمثل لهم السيسي امتدادا لنظام مبارك و بالتالي امتداد لمصالحهم الشخصية عكس اللجان الموجودة في المناطق الفقيرة على الرغم أن السيسي داعب أحلامهم بكلام يمس المشاعر الا أنه يبدو أن المواطن البسيط أصبح أكثر وعيا و فهما بعد أن مل من هوجة ارهاب الإخوان و السيسي المنقذ و اطلع على برنامجه الذي خلا من أي خطط تحقق وعوده المرجوة و مر اليوم الثاني ثم أتبعه ببيان من لجنة الإنتخابات العليا بتمديد فترة الإنتخابات ليوم ثالث لمساعدة السيسي في حشد الأصوات بلا أي تغيير يذكر و جدير بالذكر أن تكلفة النفقات التي أنفقت في الانتخابات كانت مليار و 200 مليون جنيه صرفت من أموال المصريين ( اللي ماعهمش ) لأجل وعود ب ( مافيش) ! .
2- الإرتباك
تسابقت الصحف المصرية صبيحة اليوم التالي للانتخابات في الخروج بأفضل تبرير لعزوف المصريين عامة و الشباب خاصة عن نزول الانتخابات ،لعل تبريرهم يلقى صدى أمام المجتمع الدولي و يعطي حدا لشماتة الإخوان و أنصار الشرعية
فاستدعى الكاتب صلاح عيسى انتخابات الرئيس الأسبق حسني مبارك و التي حاز فيها على نسبة 25% فقط من نسبة الناخبين وأضاف أن الدستور ينص على أن المرشح للرئاسة ينجح بنسبة 5% من أصوات الناخبين، ما يعنى حاجة السيسى إلى 3 ملايين صوت فقط للنجاح فى السباق الرئاسى
و ساقت المصري اليوم ( جريدة النظام بعد 30 يونيو ) 10 أسباب لضعف الإقبال : اختفاء الاستقطاب السياسى ، ضعف الحملات الانتخابية ، قرارات العليا للرئاسة ، الإعلام وحسم المعركة ، عدم وجود تنظيم سياسى ، الفتاوى الدينية ، التضخيم الأمنى ، شباب الثورة ، تصدع جبهة 30 يونيو ، وجوه محسوبة على الفلول و ألقت باقي الصحف باللوم على حرارة الجو و التي وصلت الى 41 درجة ثاني يوم انتخابات ووصفت المصري اليوم أرقام المشاركين في انتخابات الرئاسة أنها.. «شوكة في ضهر السيسي»
كما انتقدت الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية قرار اللجنة العليا للإنتخابات بتمديد فترة الانتخابات ففيما علق الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاهرام على قرار التمديد قائلا: إن القرار يظهر مصر وكأنها تتسول التصويت ويسئ لنزاهة العملية الانتخابية أرجحت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن انخفاض نسبة الإقبال في الانتخابات الرئاسية المصرية دفعت الحكومة للإعلان عن عطلة رسمية في محاولة واضحة لتشجيع الإقبال، مؤكدة أنه رغم معرفة الجميع بالنتيجة مسبقاً الا أن التمديد جاء لحفظ ماء وجه السيسي .
وقال الأستاذ الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية عزيز القيسوني،إن التقارير تشير إلى أن الإقبال لم يكن على المستوى المتوقع، ما أثار قلق السلطات المصرية، مؤكداً أن ما حدث كان مفاجأة للجميع، لذلك نرى الحكومة تهرول في محاولة للتعامل مع الأمر
وقال موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): إن تمديد التصويت في الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث، جاء بعد مؤشرات على ضعف الإقبال خلال اليومين الأولين، موضحاً أن ارتفاع معدلات المشاركة في الانتخابات يسهم في تعزيز شعبية عبدالفتاح السيسي. و لم تخرج صحيفة «وول ستريت جورنال»عن نفس السياق حيث أوضحت أن انخفاض نسبة التصويت سيؤدى لتراجع آمال وطموحات عبدالفتاح السيسي
وقالت صحيفة ''لوموند '' الفرنسية أن الانتخابات في مصر لاقت اقبالا ضعيفا للغاية ، حيث صوت فقط 37% من الناخبين ومن أجل زيادة الأعداد وحث الناخبين على النزول لصناديق الاقتراع تم تمديد الانتخابات ليوم ثالث لإعطاء السيسي دعما لسياساته القادمة .
ولم تخف بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الديمقراطية الدولية قلقها من إن قرار تمديد التصويت يثير تساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية
3-السباب :
أخذ المصريون أجازة إجبارية حتى لا تكون لهم حجه لعدم الذهاب الى صناديق الإقتراع و الإدلاء بأصواتهم و تفرغ المذيعون لحشد المصريين للتصويت بإبتداع كل أنواع الردح الإعلامي فسمع المصريون مساء الإثنين و لأول مرة سبابهم على الفضائيات في ظاهرة لم يعتادوا عليها من قبل لإرغامهم على التصويت «اتوكسوا..فين الناس في الانتخابات».. «فين بتوع التفويض»..«لو منزلش عدد كبير نرجع مرسي أحسن»..«شعب بيحب يضرب على قفاه» و لم يستح أحد مقدمي البرامج عن اعلانه استعداده لتقبيل أرجُل الذين يخرجون للإدلاء بأصواتهم»، داعياً إلى «قتل النساء اللائي فضلن التسوق على التصويت في الانتخابات»، بينما هدد رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بفرض غرامات مالية على المقاطعين و لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات تحريضية للزوجات بعصيان أزواجهن الممتنعين عن التصويت بل وهجرهم اذا لزم الأمر ! و هددت وزارة العدل المصريين قائلة أن الذين لا يصوتون ستفرض عليهم غرامة مالية أو يتعرضون للحبس وأعلن عن إتاحة تذاكر مجانية للمسافرين بالقطارات حتى يتمكنوا من التصويت فيما وصف المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، المقاطعين للانتخابات الرئاسية بأنهم خونة، وأنهم سيظلون على هامش الحياة، ولا يستحقون الحياة على أرض مصر. مضيفًا أن الإخوان قد قاموا بجمع البطاقات من الناس البسطاء بحجج كثيرة، مثل لكي لا يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
3- الفهلوة
كان لابد من حفظ ماء وجه السيسي الذي تنازل عن منصبه كوزير للدفاع و رشح نفسه للرئاسة نزولا على رغبات الجماهير التي أحرجته أمام العالم ، فخرج بيان اللجنة العليا للإنتخابات غريبا فأعلنت أن سبب ضعف الاقبال كان بسبب تم زيادة 801 لجنة فرعية و التي كان الهدف من زيادتها، ارسال صورة ذهنية إلى الرآي العام أن اللجان خالية من الناخبين، لدفع الناخبين إلى النزول، و ذلك لاخماد نار الانتقام داخل جماعة الإخوان المسلمين إذا كانت لديهم نية للقيام بأعمال عنف وشغب فيشعروا بطعم الانتصار، بينما يجني المرشح الملايين من الأصوات في صمت ليفاجأ الشعب المصري بنتيجة الانتخابات فيشعروا بفرحة الانتصار و لا أعلم لم يصر المسئولون و أنصار النظام دائما على اعتبار أن الشعب المصري فاقد للرشد والأهلية و ينبغي معاملته معاملة الأطفال اذا كانت هذه خطة موضوعة سلفا للأسباب السابق ذكرها فمع من كانت مفاتيح اللعب اذا كان الرئيس و رئيس نادي القضاة و مراكز الأبحاث و الاعلاميون مغيبين عن الخطة ؟؟؟ و هل من الحكمة سب الناخبين ليدلوا بأصواتهم ؟؟ و هل من الرشد أن يظهر السيسي بصورة سيئة أمام الإعلام الغربي و مراكز الرأي و البعثات ؟؟ و كيف يخشون من عنف الإخوان و الخطة " شبح " لولاها ما شعر المواطنون بالطمأنينة و الأمان حسب ما ذكر اللواء فاروق المقرحي الخبير الأمنى والإستراتيجي ؟
و كيف يعرضون العملية الإنتخابية للتشكيك فيها برمتها بسبب تمديد فترة الانتخابات يوم اضافي و تبديد ملايين من خزانة الدولة اذا كان الاقبال كثيفا كما يدعون ؟؟
في النهاية لا نرجو منكم الا القليل من احترام ذكاء المواطن... يرحمكم الله ! و لن أدعوكم لاحترامه ، فمن الواضح أن المواطن سيظل وسيلة للحكومات و ليس غاية طالما ظل مغيبا مسلما عقله لأدواتهم الإعلامية ليرسموا لهم حياته كيفما شاءوا .