23 ألف معتقل يستكملون انتفاضتهم.. أبوخليل: لإيصال صرخة.. المصرى: 60 جرام أرز ورغيف عيش نصيب المعتقل يستعد المعتقلون السياسيون في السجون المصرية للتجهيز لانتفاضتهم الثانية الجمعة القادمة 30 مايو، على أنغام "عصافير بطونهم الخاوية".. فهؤلاء لم يجدوا غير أمعائهم يكافحون بها وحياتهم يضحون بها ليرفعوا صوت قضيتهم، لعل الأنظار تلتفت إليهم، ويتم وقف الانتهاكات التي يتعرضون لها، من خلال إطلاق صرخة مدوية من خلف القضبان تهز أسوار الظلم وتعلن وبكل قوة أن المعتقلين مازال لهم صوت يخرج من خلف لاسترداد الكرامة فأعلنوا إضرابهم عن الطعام. وكانت الانتفاضة الأولى لأصحاب "الأمعاء الخاوية" انطلقت في 30 إبريل الماضي، ب90 مقر احتجاز شارك فيه 24 ألف معتقل بالسجون. واستكمالاً لتلك الانتفاضة، أعلنت اللجنة العليا لانتفاضة السجون بدء الموجة الثانية من انتفاضة السجون في 30 مايو الماضي، ممثلة في الإضراب عن الطعام، والاعتصام داخل الزنازين والامتناع عن الخروج للتريض أو الزيارات أو المثول أمام جهات التحقيق، وذلك في إطار تصعيد الاحتجاج الثوري، للضغط من أجل تنفيذ الحد الأدنى لحقوق الإنسان. وقالت اللجنة في بيان لها: "لقد تعرضنا منذ انتفاضتنا الثورية الأولى لمحاولات الترغيب بعرض تحسين أوضاع الاحتجاز جزئيًا، والترهيب من خلال التعذيب والتضييق، لإجبارنا على وقف انتفاضتنا الثورية، والتراجع عن مطالبنا، إلا أننا رفضنا الإغراءات كافة، وتمسكنا بمطالبنا كاملة، فلن نقايض على حرياتنا ولن نقايض على حرية وطننا الحبيب". وأضافت "إن الانقلاب لن يتمكن بكل ما يملكون من سطوة وقوة من وقف انتفاضتنا، أو زعزعة موقفنا، فلقد نزعنا آخر ورقة توت لنكشف سوءاتهم أمام العالم، وكشفنا النقاب عن وجههم القبيح الدميم، وممارساتهم الوحشية القمعية، وأساليبهم المجرمة قانونًا والتي أدانتها كل المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، وسنستمر في انتفاضتنا الثورية لنكسر كل حواجز الخوف، وننهي أسطورة الانقلاب العسكري، وننهي آخر عهود الاستبداد والطغيان في مصر، بصدورنا العارية وأمعائنا الخاوية. وقال الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا حقوق الإنسان، ل"المصريون"، إن "الانتفاضات هي حق للمكبلة أياديهم في إيصال صرخاتهم للعالم احتجاجًا على الاعتقالات العشوائية في الشوارع وتلفيق الاتهامات للأبرياء، والتعذيب الممنهج والبشع في مقار الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية لإجبار الأبرياء على الاعتراف أمام جهات التحقيق بارتكاب جرائم من وحي السلطات العسكرية، فضلًا عن الأحكام الجائرة المسيّسة التي تقوم محاكم الانقلاب بإصدارها على الأبرياء والشرفاء من أبناء هذه الأمة". من جانبه، قال عمرو عبدالهادي، المتحدث باسم "جبهة الضمير"، إن الانتفاضة الأولى للسجناء نجحت بطريقه مبهرة، مضيفًا: "سينتفض المارد من السجن وسيطيح بالسجان وستنجح من السجون". وأكد عبدالهادي أن "الثورة أحدثت تخبطًا كبيرًا، وحققت رأيًا عالميًا متعاطفًا وأعطت دفعة معنوية كبيرة للثوار في الشوارع وأرهبت سجانيهم". وشبه انتفاضة هؤلاء بمعتقلي الثورة الفرنسية، وقال إن "المعتقلين داخل السجون الفرنسية كانوا قادة الثورة، والثورة الفرنسية سميت بثورة الباستيل نسبة إلى سجن الباستيل وما قام به المساجين من انتفاضة غيرت مسار الدولة وحولتها من أكثر بلدان العالم حرية وديمقراطية وفي مصاف الدول المتقدمة بفضل المعتقلين". وقال خالد المصري، الناشط الحقوقي وأمين عام المركز الوطني للدفاع عن الحريات، إن المعاملة داخل السجون السياسية لم تراع الحق الأدنى لحقوق الإنسان، لاسيما داخل سجن "العقرب" شديد الحراسة الذي يمنع الزيارات منعًا نهائيًا بالمخالفة الصريحة للقانون. وأضاف، إن "هذا السجن يفتقد لكل ما له علاقة بالآدمية بداية من منع الزيارات منعًا نهائيًا بالمخالفة الصريحة للقانون، وإقامة زجاجات تفصل بين المسجون وأهله، والحديث عبر "الموبيلات" بعد حصولهم على تصريح زيارة من النيابة بالمخالفة مع كل لوائح السجون". وأردف، أن "المعتقلات تمنع الأكل عن المساجين وتحدد أكلهم ب"50 جرام أرز" ورغيف عيش فقط، وممنوعين من "التريض"، والتعرض لأشعة الشمس، رغم أن المفترض التريض ولو لساعة على الأقل مما يؤدي لإصابتهم بالأمراض المزمنة"، موضحًا أن هناك مساجين تجاوز إضرابهم الأربعين يومًا اعتراضًا على سوء المعاملة التي يتعاملون بها داخل المعتقلات بطريقة تهدد أرواحهم.