دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أمس إلى سن قانون دولي يجرم الإساءة إلى الأديان والأنبياء. وأكد التويجري ضرورة تعزيز قيم الحوار والتعايش والتفاهم بين البشر، وتعميق التسامح بين معتنقي الديانات السماوية من أجل إزالة الأسباب التي تؤدي إلى الكراهية والتمييز، وتساهم في تأجيج الصراع بين الحضارات والثقافات. جاء ذلك في كلمة ألقاها التويجري في "الملتقى الدولي الثاني للأئمة والحاخامات من أجل السلام الذي افتتح أعماله أمس الأحد في إشبيلية بإسبانيا ، برعاية العاهلين المغربي والإسباني، ويستغرق أربعة أيام. وقال إن المسلمين حين يرحبون بالحوار بين الأديان والحضارات والثقافات إنما يصدرون عن تعاليم دينهم الذي يحثهم على الدعوة إلى الله والخير وإلى المحبة والسلام وفق منهاج الحكمة والموعظة الحسنة. وأضاف قائلا " إذا كان القرآن يدعو إلى الحوار الهادف الجاد والبناء ، بالأسلوب الحكيم ، فإن سيرة رسول الإسلام صلى اللَّه عليه وسلم ، كانت ترجمة فعلية لهذا الأمر الإلهي، حيث كانت المراسلات النبوية والوفود التي كان يبعثها إلى عظماء زمانه، مطبوعة بهذا الطابع.. كما كانت له، عليه الصلاة والسلام، محاورات مع أحبار اليهود في المدينةالمنورة حول قضايا تمس مختلف الجوانب الدينية والسياسية والاجتماعية ، كما أنَّ (صحيفة المدينة) التي أمضاها الرسول الكريم تعد أول وثيقة إنسانية تنظم العلاقات بين المسلمين واليهود والقبائل العربية في المدينةالمنورة على أساس من الاِحترام والتحالف والنصرة. وأشار الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للإيسيسكو إلى ما يعانيه الشعبان الفلسطيني والعراقي من ويلات الاحتلال والظلم ، حيث تنتهك حقوق الإنسان، وتهدر كرامته، وترتكب في حقه الفظائع ويتعرض للإذلال والامتهان ، وهي ممارسات تحرمها الأديان جميعا ، لا يمكن أن يسكت عنها رجال الدين وعلماؤه .. ودعا إلى الإسراع في مساعدة الشعب الفلسطيني لإنهاء معاناته المريرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي الظالم والعمل على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا إلى الالتزام بميثاق شرف بين معتنقي الديانات السماوية الثلاث ، يقوم على احترام المتبادل والعمل على التوافق في الأصول المشتركة للإيمان ، والتعاون على منع أى إساءة توجه إلى المعتقدات الدينية أو الرموز السامية التي يعتز بها المؤمنون، والوقوف في وجه تأجيج مشاعر العداء للإسلام والمسلمين، والإساءة إلى معتقداتهم وكرامتهم . وقال مدير للإيسيسكو إن المسلمين عاشوا عبر العصور في سلم وأمان وإخاء، وإن لنا عبرة في ما كان عليه الحال في الأندلس، حيث تعايشت الديانات السماوية الثلاث، وأثمر تعايشها حضارة باسقة ، كان من رموزها ابن رشد وموسى ابن ميمون.. ودعا فى هذا الصدد إلى ضرورة تمثل روح الأندلس التي سادت بين معتنقي الديانات الثلاث، وما ترمز إليه من قيم ومثل.