ألغى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية مؤتمره الشعبي الذي كان مقررًا عقده مساء الأحد بمدينة بني سويف، مكتفيًا بتقديم العزاء لأسر ضحايا حادثة سقوط أتوبيس من أعلى معدية قرية اشمنت بمركز ناصر في منازلهم بقرية بني حدير مركز الواسطى. وأكد فريق الحملة أنه كان من المقرر أن يتوجه موسى إلى بني سويف مساء الأحد عقب انتهاء مؤتمره في المنيا في وقت سابق أمس، لكنه ألغى هذا المؤتمر، مراعاة لمشاعر أهالي حادث الأتوبيس الذي راح ضحيته 17 مواطنا من قرية بني حدير بمركز الواسطى يوم الجمعة الماضي. وقرر موسى زيارة أسر الضحايا في منازلهم بعد أداء واجب العزاء في السرادق الخاص بالعزاء، مواساة لهم ومشاركة لهم في أحزانهم ومصابهم. وكان مقربون من موسي حاولوا إقناعه بإقامة المؤتمر الشعبي ببني سويف كما هو مقرر، وحتى يستمع إلى مشكلات المواطنين، لوضعها ضمن برنامجه الانتخابي، على أن يتوجه لاحقا إلى قرية بني حدير لتقديم واجب العزاء لكنه أصر على قراره. لكن مصادر أخرى أكدت أن ما حدث لموسى خلال مؤتمريه بالأقصر وأسيوط في حملته الانتخابية في الصعيد كان وراء إلغاء مؤتمر بنى سويف خوفا من مشاعر المواطنين بعد حادث الأتوبيس. يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مسئول في حملة موسى نفيه لما تردد عن زيارته منزل منسق حملة الرئيس السابق للرئاسة في مدينة أبو تيج بأسيوط ردا على ما أوردته تقارير صحفية أمس. وأضاف المصدر أن زيارة موسى لمركز ومدينة ابو تيج بمحافظة أسيوط لم يكن مدرجا بها دخول أى منزل من منازل كبار العائلات، لأن برنامج الزيارة كان يتضمن لقاء موسعا مع كبار وقيادات العائلات. وتابع: لكن ما حدث أن الآلاف من اهالى أبو تيج احتشدوا حول الاتوبيس الذى يقل عمرو موسى، وناشدوه النزول اليهم وهو ما دعاه للاستجابة إليهم وتصادف طلبهم أمام منزل عمر عزمي أبو سالم المرشح المستقل لمجلس الشعب ثلاث دورات متتالية ضد الحزب "الوطني" المنحل، ومن كثرة الحشود اضطر موسى إلى الوقوف في جزء من حديقة المنزل ليحدث مؤيديه. وقال المصدر إن كلمة موسى لم تستغرق أكثر من خمس دقائق وحرص فيها على تأكيد موقفه الرافض للتحالف مع رموز الحزب "الوطني" الفاسد، مشددا على أنه لم ينضم لأي حزب، وأنه سيخوض انتخابات الرئاسة مستقلا، وإنه لم ولن يتعاون مع المحسوبين على الأحزاب الفاسدة ولا مع من تدور حولهم الشبهات وكان موسى تعرض خلال جولته الانتخابية في محافظة سوهاج يوم الخميس لهجوم حاد من جانب عدد من الشباب الذين قالوا إنهم ينتمون لائتلاف دعم الثورة. واتهم المهاجمون موسى بأنه يعتمد على تأييد قيادات الحزب "الوطني" المنحل. وقال بلال دياب، ممثل حزب "الغد" فى الائتلاف "انتخاب موسى رئيسًا يعنى عودة النظام السابق من جديد". فيما أكد موسى الذي عمل وزيرًا للخارجية خلال حقبة التسعينات أنه لم يكن أبدًا عضوًا في الحزب "الوطني" الحاكم سابقًا، وليست له علاقة برموزه وأعضائه أو أنصاره. وأشار إلى أنه لم يحمل أبدًا بطاقة عضوية أى حزب، وتابع "إذا ترشحت للرئاسة سأترشح مستقلاً، وإذا نجحت سأكون أيضًا رئيسًا مستقلاً، وهذا كلام واضح وعليكم أن تحاسبوني عليه". ويسعى موسى الذي يواجه انتقادات حادة بسبب اتهامات له بالانتماء لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلى حشد مؤيدين له بعد أن أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري.