علمت المصريون أن هناك استياء شديدا داخل أروقة النظام الحاكم من أداء أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني وأن القيادة السياسية قد وجهت في الفترة الأخيرة انتقادات حادة للتصرفات التي أقدم عليها عز والتي كرست الانقسام داخل الحزب والتي كان آخرها ما ردده بعض أعضاء الحزب عن صلته بتفجير قضية "شحنة الفياجرا" ، في حلقة جديدة من الحرب غير المعلنة مع خصمه اللدود محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب. ونبهت المصادر إلى أن التحرك السريع لأبو العينين وتقديم مستندات تثبت عدم علاقته بالصفقة وطلبه الأذن من مجلس الشعب لمساءلته في القضية قد أقنع القيادة السياسية ببراءة ذمة أبو العينين وأن شخصا أو جهة ما استهدفت من وراء تفجير هذه الأزمة إحراج أبو العينين أمام النظام ، خاصة وأن الرئيس أشاد أكثر من مرة علنا بأداء أبو العينين الاقتصادي ودوره في دعم الاقتصاد المصري . وأفادت المصادر بأن هناك اقتناعا لدى القيادة السياسية بفشل عز في ملء الفراغ التنظيمي والحزبي الذي تركه كمال الشاذلي وأن هناك تسرعا في تولي عز لمنصب الشاذلي دون أن يكون مؤهلا لشغل هذا المنصب الهام. ولفتت المصادر إلى أن عز فشل أيضا في فرض وجهة نظره على نواب الحزب الحاكم الذين وجهوا انتقادات لاذعة لبيان الحكومة ، لدرجة أن اللواء محمد عبد الفتاح عمر عضو مجلس الشعب وأحد قيادات وزارة الداخلية سابقا ، اتهم حكومة نظيف بأنها عمياء وطرشاء وخرساء وتعيش في برج عاجي بعيدا عن مشاكل الشعب ، فضلا عن مطالبة عديد من الأعضاء بفرض الحراسة على نظيف ومحمود محيي الدين لتورطهم في بيع المؤسسات والقلاع الصناعية المصرية بتراب الفلوس للأجانب. ودللت المصادر على المأزق الذي يعاني منه عز بتنامي الغضب ضده داخل أروقة الحزب وذلك بعد الاستقالة المسببة التي تقدم بها البرلماني السابق وأمين الحزب في مركز جهينة محمد علام بسبب ممارسات عز وتعامله مع أعضاء الحزب كأنهم عمال في شركات الحديد التي يمتلكها، مطالبا القيادة السياسية بإنقاذ الحزب من ممارسات عز. الانتقادات الموجهة لعز لم تقف عن هذا الحد بل أن الدكتورة هالة مصطفى العضو البارز في لجنة السياسات كانت قد وجهت انتقادات حادة لسيطرة رجال الأعمال على الحزب الحاكم ووقوفهم حلف تباطؤ حركة الإصلاح وهو ما اتفق معها فيه الدكتور عبد المنعم سعيد والدكتور أسامة الغزالي حرب قبل تقديم استقالته. وكشفت المصادر أن الانتقادات الحادة التي وجهتها القيادة السياسية لأداء عز قد أجبرته على تقديم استقالته إلى صفوت الشريف وجمال مبارك إلا أنهما أقنعاه بسحبها وأكدا له استمرار ثقة القيادة السياسية فيه ، خاصة وأن استقالة عز تزامنت مع استقالة الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير السياسة الدولية من المجلس الأعلى للسياسات بالحزب . من جانبه ، أكد الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك حالة استياء شديدة داخل الحزب الحاكم من أداء عز سواء من القواعد الشعبية أو القيادات في الحزب ، وهناك اعتقاد بأن عز يستغل الحزب والحكومة لتحقيق مصالحه وأنه قد فتح الباب واسعا أمام سيطرة رجال الأعمال على الحزب مما أدى إلى هروب التيار الإصلاحي إلى خارج الحزب. ونبه ثابت إلى افتقاد عز لأي فكر سياسي يستطيع به احتواء أعضاء مجلس الشعب الذين أصبح لديهم يقين بأن الهجوم على أداء حكومة نظيف هو السبيل الوحيد لتأييد الناخبين لهم كما أن عز يفتقد أيضا للقدرة التنظيمية التي كان يتمتع بها كمال الشاذلي ، والتي جعلته قادرا على وضع أعضاء البرلمان تحت السيطرة وهو ما يفتقده عز شكلا وموضوعا. فيما دلل السفير إبراهيم يسري الدبلوماسي والمحلل السياسي على المأزق الشديد الذي يعاني منه الحزب الحاكم بالتصريحات التي أكدها صفوت الشريف حول تعرض الحزب وأمانة السياسات لمؤامرة وهو ما يشير إلى وجود تخبط داخل الحزب الحاكم. وشن يسري هجوما لاذعا على عز ، مشيرا إلى افتقاده للخبرة السياسية والكياسة التنظيمية بشكل يجعله غير قادر على الاستمرار في هذا المنصب الحساس ، متوقعا إبعاده عن هذا المنصب في أقرب فرصة خصوصا بعد توالي الاستقالات من الحزب الحاكم.