أكدت مصادر رفيعة المستوى أن هناك خلافات كبيرة داخل أروقة السلطة حول مصير الحزب الوطني الحاكم والتخلص من الحرس القديم الذي يشكل أكبر عقبة أمام حدوث أي إصلاح مهما كان بطيئا و تدريجيا. و يدور الخلاف بين وجهتي نظر، الأول يمثلها الرئيس مبارك الذي يرغب في استمرار الحزب الوطني بشكله الحالي وإن كان يؤيد إجراء تغييرات جذرية لكنها تدريجية لإصلاح الأوضاع داخل الحزب خصوصا فيما يطالب به البعض بالتخلص من الحرس القديم من أمثال صفوت الشريف وكمال الشاذلي وأحمد فتحي سرور والثانية حول رغبة جمال مبارك في تأسيس حزب المستقبل وأن يكون هذا الحزب برئاسة مبارك ويضم جميع الوجوه الإصلاحية والتي لم تتمكن حتى الآن من فرض وجهة نظرها علي الحرس القديم الذي يتمتع بسطوة كبيرة داخل الحزب رغم محاولات تقليم أظافر أنصاره. وعلمت المصريون أن الرئيس مبارك قد رفض بشدة مطلب تقدم به نجله جمال بتكرار السيناريو والذي أقدم عليه الرئيس السادات عندما أسس الحزب الوطني وخرج من حزب مصر العربي الاشتراكي وتبعه جميع أعضاء الحزب حيث يصر الرئيس علي أن الحزب الوطني هو الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع وتأسيس حزب جديد سيؤدي إلى مزيد من الاضطراب في الأوضاع السياسية في مصر. و رغم رفض الرئيس مبارك لاقتراح جمال إلا أن الأخير وحسب مصادر لم ييأس و مازال مصرا علي طرح القضية مع الرئيس بشكل مكرر حيث يري مبارك الابن أن استمرار سيطرة الحزب الوطني علي الأوضاع السياسية في مصر يشكل أكبر عقبة أمام الإصلاح وتهيئة الأوضاع في البلاد للقبول بقضية التوريث. ورجحت المصادر أن تستمر الخلافات بين الطرفين حول هذه المسألة حتى يتم الوصول إلي حل وسط و هو الأرجح. ويدور حول إطلاق يد مبارك إلي الابن بدون تحفظات في إحداث تغييرات داخل الحزب والتخلص من الحرس القديم نهائيا وتولي وجوه إصلاحية المناصب القيادية داخل الحزب بدلا من الوجوه القديمة الذي أصبح استمرارها يشكل حملا ثقيلا علي النظام السياسي في مصر.