سؤال: ماهى أوجه التشابه بين الزرقاوى" و"جحا"؟؟،..جواب: الشخصيتان كلاهما فيهما من الخيال أكثر مما فيهما من الحقيقة، وكلاهما منسوب إليه من الأقوال والأفعال ما يصعب جدا أن نتصور صدوره عن شخصية إنسانية واحدة ،... وربما كان من الجدير بالإشارة هنا أن هناك عددا من الدارسين والمحققين يشككون أصلا فى الوجود التاريخى الحقيقى لشخصية جحا، غير أن المرجح لدى أغلب الدارسين أن جحا شخصية لها أصلها الحقيقى وإن كان الخيال قد نسب إليها أكثر بكثير مما صدر منها... وبالمثل نجد أن هناك من المحللين السياسيين من يشكون شكا كبيرا فى الوجود الراهن لأبى مصعب الزرقاوى حتى وإن كان له وجود تاريخى يقينى يمتد ابتداء من عام 1968 وهو العام الذى ولد فيه بمدينة الزررقا الأردنية ، ومرورا بعام 1991الذى يمثل علامة فارقة فى حياته باعتباره العام الذى رحل فيه من الأردن إلى أفغانستان لكى ينضم إلى تنظيم القاعدة ويصبح واحدا من نجومها البارزين، وانتهاء إلى عام 2001 وهو العام الذى اختفى فيه وتضاربت بشأن مصيره الروايات، فمن رواية تقول بأنه قد تم أسره بمعرفة إحدى الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لإيران فى أفغانستان وأنه قد تم ترحيله إلى السجون الإيرانية التى ما زال يقبع فيها إلى الآن!!،.. إلى رواية أخرى تؤكد أنه قد قتل فى أولى الغارات الأمريكية ضد طالبان فى أعقاب أحداث 11سبتمبر 2001، ..إلى رواية ثالثة تؤكد أنه لم يقتل فى الغارة ولكنه فقد إحدى ساقيه وأصبح ذا ساق واحدة!، ثم تمكن ذو الساق الوحيدة من الفرار بساقه وما تبقى من أعضائه إلى مكان مجهول!! ....وأيا ماكان سبب انقطاع أخباره بعد سبتمبر 2001، فقد ظلت تلك الأخبار منقطعة حتى عام 2003 وعلى وجه التحديد حتى شهر فبراير ، 2003عندما صرح كولن باول وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت بأن بلاده تمتلك أدلة قوية على أن أبا مصعب الزرقاوى قد أقام معملا فى العراق لتدريب العراقيين على استخدام السموم والمواد الكيماوية!!، ..لاحظ أن العراق كان فى ذلك الوقت يمتلك مجموعات ضخمة من خيرة العلماء والفنيين فى كافة مجالات الكيمياء والبيولوجيا، وأنه لم يكن فى هذا المجال فى حاجة إلى خدمات رجل شبه أمى لا صلة له بالكيمياء ولا بالبيولوجيا مثل أبى مصعب الزرقاوى!، ولكن الذى كان مطلوبا فى تلك الفترة هو إثبات وجود همزة وصل بين القاعدة وبين نظام صدام حسين وبين أسلحة الدمار الشامل فى آن واحد، مما يبرر شن الحرب التى كانت مبيتة ضد العراق !!، ورغم أن أمريكا قد قامت بغزو العراق فعلا دون انتظار أى دليل من هذا النوع ، ورغم أنها نسيت حكاية المعمل المزعوم الذى تحدث عنه باول، إلا أن الحديث عن الزرقاوىعاد بعد الغزو لكى يتجدد بشدة ،... وكما ينسب الناس كل طريفة من الطرائف إلى جحا راحت أمريكا تنسب كل فظيعة من الفظائع إلى الزرقاوى! .. وقد كان من أشهر ما نسبته إليه فى عام 2004هوأنه يتخذ من مدينة الفالوجة مقرا له ،وأنه قد جعل من تلك المدينة مركزا تنطلق منه عمليات المقاومة ضد الإحتلال الأمريكى ، وهوما دفع بها إلى توجيه إنذار إلى أهالى الفالوجة بضرورة تسليم الزرقاوى وإلا فإنها سوف تقوم باقتحام المدينة وإلقاء القبض عليه بنفسها ، ولما كان أهالى المدينة لا يعرفون شيئا عن الزرقاوى المزعوم تماما مثلما كان العراقيون من قبل لا يعلمون شيئا عن أسلحة الدمار الشامل التى قالت أمريكا فى عام 2003 إنها واثقة من وجودها فى العراق وإنها سوف تقوم بغزو العراق حتى تتمكن من تدميرها لما كان أهالى الفالوجة لا يعلمون شيئا عن الزرقاوى فإن أحدا منهم بطبيعة الحال لم يقم بتسليمه أو الإرشاد عن مخبئه بما فى ذلك أولئك الخونة الذين لا يخلو منهم أى مجتمع من المجتمعات!!، ومن ثم فقد قامت أمريكا فى نوفمبر2004 باقتحام تلك المدينة الباسلة وارتكبت فيها من المجازر ما يعجز عنه الوصف .. دون أن تعثر طبعا على أىأثر لأبى مصعب!!!، وقد كان بوسع القوات الأمريكية حينذاك أن تفعل ما تعلمته من أجهزة الأمن العربية وبوجه خاص من أجهزة الأمن المصرية وهو أن تقوم بالقبض على العديد من الأشخاص الذين سيعترف كل منهم حتما (بعد استخدام الوسائل المناسبة )، بأنه هو أبو مصعب الزرقاوى!!، بعد ذلك ما عليها إلا أن تتخير من بينهم الشخصية الملائمة التى سوف تقدمها إلى العالم باعتبار أنها هى الزرقاوى ثم تحتفل بعد ذلك بانتصارها المزعوم!!! ، لكنها فيما يبدو ما زالت محتاجة إلى المزيد من عمليات المطاردة والتعقب لأبى جحا الزرقاوى حتى تتخذ من ذلك حجة للمزيد من عمليات التدمير والتنكيل بالعراقيين الذين تتصاعد مقاومتهم للمحتل يوما بعد يوم. [email protected]