في تقرير لها من بلدة " نوا " بالقليوبية وهي القرية التي شهدت قبل أسبوعين وفاة أول حالة بشرية بمرض إنفلونزا الطيور تدعي آمال محمد حسين ، وقالت وكالة رويترز أن فقراء مصر يرفضون ذبح طيورهم رغم أخطار الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور. وتقول أنها التقت بشخص يدعي محسن رزق في القرية المذكورة الذي أكد أنه لم يعد بقرية " نوا " أي طيور ، بينما تأتي أصوات الطيور من عشش موجودة في الباحة الخلفية لمنزله. وفي الوقت الذي يؤكد فيه هذا الشخص بأنهم تخلصوا من إنفلونزا الطيور بإبادتهم لكل الطيور في القرية ، فإنه يحاول أن يهش ويمنع مرور أحد البطات التي حاولت المرور من أمامنا. وتقول رويترز أن الفلاحين الذين التقت بهم يؤكدون معرفتهم بإخطار الإنفلونزا لكنهم لا يستطيعون ذبح طيورهم بسبب حالة الفقر التي يعانون منها. وتشير رويترز في تقريرها أنه رغم وفاة إحدى السيدات بقرية " نوا " بأنفلونزا الطيور ، إلا أنه يمكن رؤية الطيور وسماع أصواتها وشم رائحتها عند التجول بشوارع القرية بالرغم من قرار وزير الصحة بمنع تربية الطيور في المنازل ، وضرورة التخلص منها و إلا ستوقع غرامة تصل إلى 10 آلاف جنيه على المخالفين. كما تشير الوكالة إلى تعليق د. حسن البشري من منظمة الصحة العالمية حول ما يحدث في قرية " نوا " والريف المصري بشكل عام من مخالفة قرارات وزير الصحة بمنع تربية الدواجن في المنازل بأنه ليس جهلا بإخطار المرض بقدر حاجة وفقر هؤلاء الناس وعدم وجود مصدر دخل آخر لهم سوى تربية الدواجن. وتقول رويترز على لسان المسئولين عن صناعة الدواجن أن المرض دمر قطاع تربية الدواجن والتي كانت تمثل استثماراته حوالي 17 مليار جنية، ويعمل به حوالي 3 مليون شخص. وان عددا كبيرا من سكان الريف يحاولون زيادة دخولهم بتربية الدواجن في منازلهم ..، كما أن الدواجن كانت تمثل 50% من البروتين المستهلك في مصر.. ويؤكد المسئولين عن قطاع تربية الدواجن في مصر بأن الحكومة لم تقدم أي تعويضات للمربين عن ذبح دواجنهم والتخلص منها.. كما أنه بسبب غياب التعويضات ستستمر التربية السرية للدواجن داخل المنازل ولن يتم الابلاغ عنها كما حدث مع السيدة أمال حسين التي توفيت بالمرض وكذبت على الأطباء في بادي الأمر بأنها لاتملك دواجن مصابة تربيها داخل منزلها. وأكدت رويترزان ان صرف التعويض المناسب هو الحل الوحيد للقضاء على التربية السرية للدواجن داخل المنازل أو المزارع.. يذكر أن عدد قتلى المرض على مستوى العالم 105 حالة في 8 دول طبقا لأخر إحصاء لمنظمة الصحة العالمية بخلاف وفاة حالتين في مصر كما أن عدد الحالات المشتبه بإصاباتها بالفيروس هي 5 حالات كما هو معلن من وزارة الصحة بينما الأرقام الغير رسمية تقول أن عدد حالات الاشتباه بالمرض في عدد من المحافظات قد يصل إلى 25 حالة اشتباه بالإصابة.. وقد طالبت منظمة الصحة العالمية الحكومة المصرية بزيادة الوعي لدى المواطنين وارشادهم عن كيفية تجنب الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور واستبعدت المنظمة، التي تأتي تصريحاتها بمثابة اتهامات صريحة ضد الحكومة في القاهرة بالتقصير في نشر الوعي العام بخطورة المرض وكيفية مواجهته وأكد المستشار الإقليمي للمنظمة حسن البشرى في هذا الشأن على أن الحكومة المصرية تحتاج لأن تنشر المزيد من التوعية الصحية بين المواطنين مشيرا إلى أن معظم الحالات حدثت في مزارع منزلية وبين أشخاص لا يستمعون في واقع الأمر لتوجيهات وزارة الصحة. ولفت المستشار الإقليمي إلى أن بعض الأشخاص قد نقلوا الطيور التي يربونها إلى داخل منازلهم بعد أن نصحوا بالتخلص من الطيور.