النكتة سمة من سمات الشخصية المصرية، يطلقها المصريون حتى في احلك الازمات.. فعلى الرغم من الظروف التي نمر بها، اطلق المصريون عشرات النكات من «ميدان التحرير» ثم واصلوا الاطلاق.. وآخرها: مصريان يتناقشان حول التصويت على تعديلات الدستور، فترحم احدهما على أيام حسني مبارك.. فاستنكر صديقه ذلك فقال «المترحم»: مبارك كان مريحنا ومكانش بيخلينا نفكر نقول نعم أو لا في الاستفتاءات، كلها «نعم» حتى اللي بيقول «لا» كانت بتتحول «نعم».. واللي ما بيروحش اصلا كمان بيقول «نعم»، وحتى الأموات بيقولوا «نعم».. يا أخي في راحة أكتر من كده!! اعتقد انه بعد «الكورسات» المكثفة والمتواصلة التي بثتها جميع وسائل الاعلام الى عقول شعب مصر اصبحنا جميعا «خبراء دستوريين» واصبح رجل الشارع يعرف الفرق بين الدستور، والاعلان الدستوري، كما اصبح على وعي كامل بما سيحدث اذا صوتت الاغلبية ب«نعم» أو ب«لا» على تعديلات الدستور غدا. وفي اعتقادي ان المهم ليس نتيجة الاستفتاء وهل هي «نعم» أم «لا»، ولا حتى ما سينجم عن ذلك من قرارات، الحقيقة ان الشعور الذي يتملكني ان المصريين اصبحوا مهتمين فعلا بممارسة الديموقراطية بعد سنوات كثيرة من «الكفر» بجدوى ممارستها، حتى ان الاغلبية لا يملكون بطاقات انتخابية لانهم موقنون ان أي انتخابات او استفتاءات ستكون نتيجتها معروفة سلفا، سواء بالتزوير المباشر ووضع ما تريده السلطة من أسماء وإجابات في صناديق الانتخاب، أو بإصدار الأوامر للبلطجية بمنع وصول الشرفاء الى صناديق الاقتراع. أما اليوم فالحقيقة ان الجدل الدائر بين الناس لهو مؤشر حقيقي على استعادة ثقتهم في انفسهم وفي النظام السياسي القائم، وفي القوات المسلحة الأمر الذي يؤكد أن مصر وضعت قدمها على بداية طريق الديموقراطية الصحيحة.. وسواء قال المصريون «نعم» أو «لا» لتعديلات الدستور فلن يخسر أحد شيئا وستكون مصر هي الرابح الأكبر. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 معاً نبني الوطن نتشارك الافراح فمصيرنا واحد يكاد يدهمنا اللعين بفرسه يريد ان يردينا في وادي سحيق لا منجى منه فدعونا نسير في درب المحبة ولا يعمي الحقد ابصارنا فنضل الطريق (وجه الشيطان – سامي القريني)