كثيرون هم من ينتظرون الإعلان الرسمي للمشير عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، عن موقفه النهائي لخوض الانتخابات الرئاسية، بين تسريبات لا تعلم مصدرها وتصريحات من بعض الشخصيات العامة تتوارد الأنباء، فواحد يحدثك عن تردد المشير في قرار الترشح وأخر يؤكد أنه انصرف عن الفكرة تمامًا، ليخرج الجنرال بنفسه فى تصريح مقتضب بين الحين والأخر لإحدى وكالات الأنباء العالمية ويضرب كل تلك التسريبات ويقول بكلماته العاطفية المعروفة إن قرار ترشحه يعد مسألة وقت. وفى إطار هذا المشهد الانتخابي غير الواضح ملامحه حتى الآن بدأ الحديث عن المعالم الأساسية التي يختص بها البرنامج الانتخابي للمشير، حيث أكدت مصادر قريبة من فريق العمل السيسى أن الاعتماد على الدعم الخليجي سيكون أحد المحاور الرئيسية للبرنامج بحيث يتم الأخذ به فى تطوير بعض المناطق الصناعية مثل المحلة الكبرى إقليم قناة السويس، بالإضافة إلى دفع المال الخليجي فى تطوير الخدمات اليومية للارتفاع بمستوى الخدمة الحكومية المقدمة للمواطن، بحيث يستشعر المواطن تغيرًا ملحوظًا فى حياته فور وصول المشير إلى الحكم. وتابعت أن سبب تأخر المشير في الإعلان عن موقفه هو انتظاره للانتهاء من أدق التفاصيل بخصوص الحملة والبرنامج الانتخابي ومصادر تمويلها، كاشفًا عن أن التمويل للحملة والدعاية والملصقات التى سيتم توزيعها فى المحافظات، سيتم اعتمادها من قبل أموال المشير الشخصية مع بعض الدعم الخليجي الذي تقدمه الحكومات ورجال الأعمال خصيصًا من أجل دعم السيسي وتوفير له فرصة الفوز برئيس مصر القادم، مشيرًا إلى أن السيسي لديه قاعدة تأييد قوية فى الخليج لاعتباره البطل الذي قضى على خطر الإخوان فى مصر ومن ثم المنطقة. ولفتت إلى أن الدعم الخليجي للسيسى جاء من قبل شخصيات عامة خليجية بالإضافة إلى دعم حكومي، كاشفًا عن اتصالات قامت بها الحكومات الخليجية من خلال سفاراتها فى القاهرة لعرض الدعم المعنوي والمادي على المشير. وهو ما لم ينفيه عبد النبي عبد الستار المتحدث الرسمي لحمله "كمل جميلك" الداعمة للمشير السيسى، حيث قال فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إن سبب تأجيل إعلان المشير عن خوضه للانتخابات ليس لانتظاره حتى إنهاء صفقة السلاح الروسى، ولكنه فى الفترة الحالية يقوم بحسابات خاصة داخل المؤسسة العسكرية قبل مغادرتها. وأشار إلى أن حملات دعم السيسي بدأت فى العمل فى المحافظات لجمع توقيعات تأييده من 15 محافظة، مشددًا على أن الحملة قادرة على جمع أكثر من 25 توقيعًا، متابعًا أن برنامج الانتخابي للمشير عبد الفتاح السيسي سيكون متميزًا, وسيعتمد على التنمية ودعم الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة وخلق فرص عمل جديدة للشباب من خلال توطينهم فى بيئات استثمارية جديدة غير مستغلة، وتطوير المناطق الأكثر احتياجًا، وتوفير المناخ السياسى الملائم لذلك, مشيرًا إلى أنه سيقوم بلقاءات مع كل القوى السياسية عقب إعلان ترشحه للرئاسة وذلك لوضع برنامج انتخابي يلائم الجميع ويتوافق مع إرادة الشعب. بدوره قال الدكتور محمد السعدنى، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن الدعم الخليجي بالأموال منطقي ومقبول لاعتبارات خاصة بأمن المنطقة، متابعًا أن الدول الخليجية تعلم أن مصر وحدها هى من تستطيع أن توقف الخطر التركي والإيراني وطموحاتهم التوسعية. ولفت إلى أن الخليج يدفع الأموال إلى مصر لحماية مصر له من النفوذ الإيرانية التركية، مشيرًا إلى أن مصر أيضًا لديها الكثافة السكانية وسوق عمل قوى يستطيع أى مستثمر أن يستفيد منها. وأضاف أن الدفع بالأموال الخليجي فى مصر يفيد مصر مثلما يفيد العواصم الخليجية.