إيمان القدوسى عزيزي الزوج هل أدلك علي هدايا زوجية من الماس والذهب والزهور النادرة تهديها لزوجتك دون أن تكلفك شيئا ماديا؟ قل لها كلمة طيبة ,يعني مجاملة رقيقة ,شكر علي ما تبذله من جهد , ثناء علي ذوقها . أرجوك لا تدعي أنك لا تعرف كيف تفعل ذلك ؟ لأن هذا هو ما تقوم به بالفعل أثناء التعامل مع أي امرأة غريبة ,مثل الجارة و الزميلة و القريبة , أعرف أنها أصول اللياقة الاجتماعية أن تتعامل مع النساء بلطف واحترام وتهذيب , وهذا يدل علي اللباقة والالتزام بالآداب الاجتماعية , ولكن لماذا تستثني زوجتك من هذه القاعدة ؟ بحكم التعود وارتفاع الكلفة بينكما وأنك في البيت تكون علي راحتك ,تخلع القناع الاجتماعي وتكتفي بالسلوك الفطري القادم من الأغوار السحيقة للعصور البدائية والمستقر في الطبقات السفلية في مخك , تدخل كهفك ,عفوا أقصد بيتك فيصبح صوتك عاليا جافا خاليا من أي نبرة مودة ,سلوكك خشنا متجاهلا و أحيانا عدائيا ,لا وقت لديك ولاصبر ولا رغبة في أي تواصل إنساني مع الزوجة والأولاد ,يتلخص الأمر في سماع تقرير مختصر عن أحوال الرعية و إصدار بعض الأوامر و الأكل والنوم و التلفون . عندما تشكو الزوجة من تجاهلك وعدم الاستماع إليها والتهرب من المشاركة الفعلية في حل المشكلات الأسرية تقاوم أنت رغبتك الفعلية في جرها من شعرها لتصمت وتتذكر أنك تحيا في العصر الحديث وتحاول أن تتذكر شذرات من تلك المقولات التي تتردد كثيرا عن حقوق المرأة ,فتسألها متعجبا هل ينقصكم شئ ؟ ألا أخرج إلي غابتي لاصطاد لكم كل يوم ؟ حتي وقت راحتي في البيت أفكر في عمل اليوم التالي , لا أريد وجع دماغ . من حقها عليك أن تسمعها وتتواصل معها وتجاملها وتخرج معها للنزهة و الترويح عن النفس ,هي تفسر سلوكك المتعال الجاف بأنه عدم اهتمام وجفاء متعمد ,و أن زوجها لايقدر مشاعرها ولا يتعاطف معها ولا يشعرها بالاطمئنان الذي تحتاجه وبالتالي تشعر بأنها غير محبوبة وهو ما يحبطها ويؤثر فعليا علي علاقتها الزوجية. احتياجات المرأة الأولية هي الرعاية و التفهم والاحترام و الإخلاص والمساندة و الإحساس بالأمان ,ولن يكلفك ذلك سوي بعض الاهتمام والإنصات ,وسوف تمنحك هي كل الولاء والعرفان و التقدير .أما إذا بخلت عليها و عاملتها بغلظة وجفاء فسيصبها الجفاف العاطفي. النساء مثل الزهور الجميلة ترويها الكلمة الرقيقة والمعاملة الطيبة , لاتغرقها إلي حد الإتلاف ولا تتجاهلها إلي حد العطش ,وهناك بعض النباتات يؤدي بها العطش أن تصبح حارة لاذعة , فلا تصل بها إلي هذا الحد ثم تشكو من حدتها . كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يعبر عن النساء بالقوارير لرقتهن فيقول رفقا بالقوارير , وكان يوصي الرجل بأهل بيته فيقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي . ويقول أمير الشعراء عن المرأة وحبها للمجاملة والثناء والغواني يغرهن الثناء جاملها واثني عليها كلما سنحت الفرصة الملائمة ولا تتركها متعطشة مهجورة حتي لا تتحول الزهرة الندية إلي زهرة حارة لاذعة أو نبات صبار شائك .