شن تسيبي مازائيل السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، هجومًا عنيفًا على الغرب الذي يرفض الاعتراف ب "الانقلاب" الذي أسقط حكم "الإخوان المسلمين" في مصر، قائلاً إن "الغرب ما زال فاشلا في فهم طبيعة الجماعة التي تستخدم كل الوسائل وحتى العنف للوصول إلى غايتها". وأضاف في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية السبت، بعنوان "الإخوان المسلمون ذئبا لم يعد يرتدي ثياب الحملان"، أن "هدف الإخوان المسلمين العلني منذ إنشاء الحركة عام 1928 كان فرض الشريعة الإسلامية، أولا في مصر، ثم بقية العالم، وإقامة الخلافة، وبعد ثمانين عاما، وسقوط الرئيس المصري حسني مبارك أصبح الطريق ممهدا لتحقيق حلم الإخوان؛ الذين فازوا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية وقاموا بتشكيل الحكومة، لكن بعدها بعام، ألقي القبض على الرئيس الإخواني محمد مرسي وأطاح الشعب بالحكومة بمساعدة الجيش". وأشار إلى أن "الإخوان رفضوا قبول الهزيمة، وشنوا سلسلة من الاحتجاجات العنيفة، تلاها القيام بعمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل 350 من أفراد الشرطة والقوات العسكرية، الحكومة المؤقتة في البداية حظرت أنشطتهم وعندما لم يثمر الأمر عن شيء أعلنت جماعة الإخوان منظمة إرهابية". ورأى مازائيل أنه "من المثير للغرابة أن الغرب والصحافة الغربية مستمرة في النظر للإخوان على أنهم تنظيم معتدل ويتصرفون بطريقة غير عنيفة"؛ موضحا أن "التاريخ أثبت لنا العكس من ذلك فقد تم حظر الجماعة في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بعد محاولتهم اغتياله، وقبله قام الملك فاروق باغتيال حسن البنا مؤسس هذا التنظيم بعد أن قام بتصفية العديد من القضاة والمسئولين الكبار". وأوضح أن الرئيس الأسبق أنور السادات "كان يعتقد أنه سيتخلص من السوفييت المؤيدين لسلفه عبد الناصر عن طريقة جماعة الإخوان ولهذا أطلق سراح أعضائها بناء على وعد رسمي منهم بعدم العودة للعنف، إلا أنه بعد ذلك أنشأ الإخوان منظمات جهادية مثل التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية، والتي بدأت فورا عمليات إرهابية ضد النظام، كالهجوم الدموي ضد الأكاديمية العسكرية عام 1974، واغتيال وزير الأوقاف السابق عام 1977، وكان السادات نفسه هو ضحيتهم التالية". وأوضح أن "قياديًا إخوانيًا هو الذي أنشأ تنظيم القاعدة والحركات السلفية الأخرى التي تنشط الآن في كل من العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء وشمال أفريقيا، بل إن هناك وثائق تم ضبطها في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية فضحت استراتيجية الإخوان في الغرب، بل وأثبتت أن الحركة تعتزم تقويض الأنظمة الغربية من الداخل بذريعة استخدام القيم الديمقراطية وحرية التعبير". وذكر أن "الإخوان استمروا في شن هجمات إرهابية في الغرب، من أسبانيا إلى إنجلترا للولايات المتحدة، وقادتهم الروحيون يعظون أتباعهم بأنه من الممكن قتل حتى المسلمين لتحقيق هدفهم الأسمى". واختتم مقاله بالإشارة إلى أن "الغرب ما زال متمسكا بالتعريف الضيق للديمقراطية، ويحتج على إسقاط مرسي"؛ موضحا أن "الحكومة المصرية المؤقتة لم يكن لديها خيار سوى حظر الجماعة واعتبارها إرهابية كما فعل فاروق وعبد الناصر ومبارك، في ظل الهجمات الإرهابية التي تشنها ضد قوات الأمن والجيش بل والأهداف المدنية أيضا". ولفت إلى أن الغرب ليس على استعداد كي يحذو حذو الحكومة المصرية، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يديران ظهريهما للقاهرة، رغم أنها تقاتل العدو المشترك، الإسلام المتطرف، الأمر الذي يشجع ضمنيا الإخوان المسلمين على موقفهم العنيف.