«النواب» يوافق على قبول اعتراض رئيس الجمهورية على «الإجراءات الجنائية»    البنك المركزي يقرر خفض أسعار العائد الأساسية بواقع 100 نقطة أساس    أسقفية الخدمات عضو التحالف الوطنى تنفذ دورة لتعليم الكبار بقرية سلامون بسوهاج    ترامب يشن هجوما على الديمقراطيين: يريدون إعطاء أموال الأمريكيين للمجرمين (تفاصيل)    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    قلق فى ليفربول من غياب طويل محتمل ل محمد صلاح    تواجد بن رمضان وحنبعل.. قائمة تونس لمواجهتي ساو تومي وناميبيا في تصفيات المونديال    مشاهدة مباراة الأهلي وماجديبورج بث مباشر في كأس العالم للأندية لليد.. صراع البرونزية    المنصورة يفوز على مالية كفر الزيات.. وبروكسي يتعادل مع الترسانة في دوري المحترفين    الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الجمعة 3 أكتوبر 2025 وتفاصيل درجات الحرارة    قرار عاجل من التعليم لطلاب الثانوية العامة 2028 (الباقين للإعادة)    البحيرة تخصص مقرا دائما للهيئة العامة للكتاب بدمنهور    في الذكرى ال838 لفتح القدس.. «صلاح الدين» مدرسة في الوحدة والرحمة والانتصار    «هل الأحلام السيئة تتحقق لو قولناها؟».. خالد الجندي يُجيب    انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال 30 يناير    رفع كفاءة وحدة الحضانات وعناية الأطفال بمستشفى شبين الكوم التعليمي    البابا تواضروس الثاني يلتقي رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بالبداري    جامعة أسيوط تحتفل بتخرج الدفعة 39 من كلية التمريض.. وتُكرم المتفوقين    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    الكرملين: الاتصالات بين الإدارتين الروسية والأمريكية تتم عبر "قنوات عمل"    مخاوف أمريكية من استغلال ترامب "الغلق" فى خفض القوى العاملة الفيدرالية    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    لأول مرة.. الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية للاستثمار في وثائق صناديق الملكية الخاصة    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    «غرقان في أحلامه» احذر هذه الصفات قبل الزواج من برج الحوت    عرض خيال الظل مصر جميلة وفيلم حكاية عروسة يفتتحان الدورة الأولى من مهرجان القاهرة لمسرح العرائس    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    السيطرة على حريق فى سيارة مندوب مبيعات بسبب ماس كهربائي بالمحلة    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    ياسين منصور نائبًا.. محمود الخطيب يعلن قائمته النهائية    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهجرة وإدارة الأزمات (2/4)
نشر في المصريون يوم 15 - 12 - 2010


أزمة الهجرة وسؤال الأزمة
قبل الدخول في حقل تطبيق النصوص على مجالها في الواقع لا بد لنا من تعريف الأزمة .
• الأزمة crisis ” ” هي خلل مفاجئ نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل الأطراف المعنية وغالبا ما تكون بفعل الإنسان "
الأزمة هي حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قرارا ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة"
• الإدارة بالأزمات: Management by Crisis
الإدارة بالأزمات:" هي فعل يهدف إلى توقف أو انقطاع نشاط من الأنشطة أو زعزعة استقرار وضع من الأوضاع بهدف إحداث تغيير في هذا النشاط أو الوضع لصالح مدبره "
• وإدارة الأزمات: تعنى العمل على تجنب تحول النزاع إلى صراع شامل بتكلفة مقبولة لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية ، ويقصد بالنزاع هنا أي نزاع ينشأ على أي مستوى من مستويات العلاقة الإنسانية وفي أي مجال من مجالاتها "
وتكمن براعة القيادة في تصور إمكانية تحويل الأزمة وما تحمله من مخاطر إلي فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية التي تستثمر الأزمة كفرصة لإعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول السديدة "ولا شك أن التوجه الإيجابي يهيئ لإدارة الأزمة التفاعل الحي والمبدع مع التحدى الكبير الذي تواجهه بالقدر الذي يحكمها من تحويل الخطر إلي فرصة يمكن استثمارها وتحويل إحباطات المحنة إلى مناخ يحفز فعاليات الجهود الإبداعية "
• على ضوء تلك التعريفات علينا تحديد الأزمة وصفا وحقيقة في حياتنا المعاصرة ، وهل فعلا لدينا أزمة ؟ أم أن كل شئ على ما يرام...؟
• كتبة الأنظمة وسدنة إعلامهم يجتهدون في تصوير الواقع بأنه وردى ، وأن الحياة بمبية اللون، ويستدلون على ذلك بزيادة عدد الموبايل فون وزيادة استيراد السيارات، ومن ثم فالناس يعيشون في التبات والنبات وينجبون صبيانا وبنات، كما يقول كتبة الأمن والطبقة المخملية ؟
فهل هنالك أزمة فعلا ؟
• الواقع ينطق صارخا بأننا نعيش عصر الأزمات بالجمع لا بالمفرد.
وقبل الدخول في الموضوع عرضا وتحليلا نود أن نسأل سؤالا مشروعا يتصل بالواقع، لماذا كانت الهجرة؟ ولماذا يهاجر الإنسان اًصلا ويترك وطنه وأهله ويتخلى عن كل الروابط التى جمعته بالمكان والزمان والناس ؟ ما الأشياء التى تجعل الوطن يضيق بأهله؟
هل الضيق في المساحة المكانية أو الجغرافية ومن ثم الضيق في مصادرالثروة هو الدافع إلى الهجرة ؟
أم هو الضيق في الأزمة الأخلاقية التى نشأ منها الفساد والاحتكار والاستغلال وإساءة استعمال الثروة ، وإساءة استعمال السلطة واستغلال النفوذ؟
الواقع يخبرنا بأن كل هذه العوامل أدت إلى هجرة العقول من موطنها الأصلي لتستثمر أو لتستنزف في بلد آخر، كما يحدث الآن في الكفاءات والعقول العربية المهاجرة من أوطاننا؟
• ولكن ما سبب ضيق الأخلاق وفسادها ، أهو اختلال الحال واحتلال الوطن بوجود مستعمر محتل من الخارج، أو دكتاتورمحتل من الداخل يصادر الحريات ويحطم القدرات والكفاءات، ويحقر أهل العلم ويقرب الجهلاء، وكما يقولون الحاكم السوء يُقَرّبُ الدنيئ ويبعد البريئ، ويحب المنافق ويقدم الموافق.
• وهل سبب الهجرة هو ضيق في مساحة الأرض،أم هو الضيق في مساحة الحرية ؟
وهل سبب الهجرة هوالضيق في فقدان فرص العمل؟ أم هو الضيق في فقدان الضمير، وانتشار الوساطة والمحسوبية؟
• ما هو سر الأزمة على وجه التحديد، هل هو في انتشار الفساد وغياب الرقابة؟
• أم هو في ازدواجية تطبيق القانون ذاته حين يطبق بحزم على أناس بينما لا يسأل
آخرين من أين لكم هذا ؟
• هل هو في غياب سلطان الدولة على مؤسساتها بعدما توغل بعضها، وأصبح يمارس دوره لا كمؤسسة في دولة وإنما كدولة فوق الدولة لاتخضع للقانون العام بل تفرض قوانين خاصة بها تمارس من خلالها الحبس والسجن وتضغط على النظام وتبتزه وتهدد رموزه كما تفعل الكنيسة ، ثم تكون في مأمن من كل أنواع المؤاخذة والعقاب، فلا يوجه إليها حتى مجرد التأنيب أواللوم ؟؟ أم أن الدولة نفسها هى التى جعلت مؤسساتها تتصرف وكأن كل مؤسسة جزيرة منعزلة تفعل ما يحلو لها، وكأنه لا رابط يربطها بالنظام العام الذي يحكم المجتمع..؟
• وهل هذه الأوضاع نتيجة الخصصة وشروط الممول؟ أم أن المسألة ظاهرة فساد
تجتاح العالم كله بما فيها الدول الكبرى، غير أنها تظهر جلية واضحة في الدول
الصغرى ودول العالم الثالث نتيجة ضعف الأنظمة واهترائها وعدم قدرتها على ممارسة الشفافية خوفا من الفساد المتفشي ؟
• وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يهاجر مواطنو العالم الثالث بينما مواطنو الشمال لا يهاجرون ولا يتركون بلادهم ؟ هل التشرذم والهجرة والمعاناة لنا وحدنا بينما هم لهم وحدهم الثراء والثروة والاستقرار ؟
وأين الخطط الخمسية والعشرية التى تحدثوا عنها في العالم الثالث ؟
أين التنمية والنهضة والدخول في الركب الحضاري والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في تنمية الموارد والمواهب والاكتفاء الذاتى والعمل على استقلال القرار؟
• أسئلة كثيرة مهمة ومشروعة تصدع الرأس بحثا عن الأسباب الحقيقية التى تجعل المواطن الحر يترك بلده ووطنه وأهله ويذهب بعيدا ليعيش معاناة الغربة والوحشة، والضياع أحيانا.
• فهي مهمة إذا أردنا توصيف الظاهرة وبحث أسبابها ودوافعها وبواعثها وحالة المهاجر ذاته وظروفه وبيئته.
.
• وهي أسئلة مشروعة لأن بعض هذه الأسئلة يتصل بغياب المشروعية القانونية لكثير من الممارسات التى تتم في غيبة القانون ذاته ، أوبالازدواجية في تطبيقه من جهة، وبعضها الآخر يرتبط بدراسة سيكلوجية الناس على مدى نصف القرن الأخير وما طرأ عليها من تغييرات وعناصر جديدة أكثرها سلبي من جهة ثانية
• حالات اللا مسؤولية والفوضى والعبثية والإحباط أغلبها في التحليل النهائي يعود لغياب مشروع قومي أو وطنى كبير تلتقي فيه إرادة الجماهير مع أمالها في التطور والتغيير والنهضة تلاقيا حرا بعيدا عن حشد القوى الخشنة أو القوى الناعمة لشعارات مفرغة من محتواها تسببت في ضياع كبير يستشعره الآن الخاصة والعامة ومن يملكون ومن لا يملكون؟
• وثمة سؤال آخر.. هل الحديث عن هجرة القلوب من الارتباط بغير الله ليكون ارتباطها بالله الواحد طلبا للهداية والرشد، }فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ ﴿العنكبوت: 26﴾
هل لا يزال لهذه المعانى مكان بين ضجيج السعار العالى حول تحسين المعيشة، وهتافات الجائعين وتظاهراتهم للمطالبة بتحسين أحوالهم ؟
• هل المعاني الروحانية العظيمة عن الهجرة والفتح والجهاد والصبر وقيام الليل وأداء الفرائض لا يزال له سوق وسط سيطرة تجار العلمانية وأدعياء الحداثة على إعلامنا صحف وجرائد ومجلات وقنوات فضائية ؟ هل بقي لهذه الروحانيات مكان وسط بقايا الإنسان الذي تضافرت مؤسسات الشر على تحطيم قيمه وتغييب إيمانه وضغط رسالته ووجوده وبقائه في البحث عن تأمين البيت والزيت الطعام
والجنس فقط ؟
• هل بقي وسط هذه الغرائب والخرائب مكان لسلطان العقل والقلب والمشاعر السامية والوجدان النظيف ؟ }وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {﴿النساء: 100﴾
هل بقي من هذه المعانى العظيمة شئ أم أن التخريب طال كل شئ ونال من كل قيمة واستباح كل مقدس ؟
• أسئلة تجعل الباحث حيران لايعرف من أين يبدأ في ترميم الصورة وإعادة رسم الملامح ، ولا من أين تبدأ طرق المعالجة بعد أن اتسع الخرق وأصيب الإنسان في إرادته فأضحى مشلولا بين الحياة والموت، يصدق عليه بيت الشعر الذي يقول:
أومسلمون وأمة شلاء.؟....... لا ميتون ولا همو أحياء؟
• نعرف أن الإجابة على سؤال الأزمة تختلف باختلاف ظروف كل فرد، ومن ثم فلا توجد أسباب موحدة لتلك الهجرات كلها، وإنما يمكن رغم اختلاف الأسباب أن يجمعها قاسم المعاناة في البلد الأصلى، وهذه المعاناة قد تكون مادية وقد تكون معنوية ومن ثم يبحث المرء عن مكان بديل يتنفس فيه وتنتهى فيه تلك المعاناة .
• الهجرة العظيمة تضمنت الكثير من الأحداث والوقائع التى توضح خطة النبي صلى الله عليه سلم ،وكيف أنه وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، لم يترك وسيلة من وسائل إنجاح الخطة ولا سببا من الأسباب إلا أخذ به،
فليأذن لنا القارئ الكريم أن نعرض الوقائع والأحداث كما روتها المصادر الموثقة.
• أول المهاجرين إلى المدينة.
أول المهاجرين إلى المدينة هو أبو سلمة بن عبد الأسد ،والثاني هو عامر بن ربيعة ومعه زوجته بنت أبى حشتمة أول امرأة قدمت المدينة .
• بداية الخروج :
بداية الخروج من مكة كانت في 2 من ربيع الأول في العام الثالث عشر للبعثة الموافق 20 سبتمبر أيلول سنة 622 ميلادية .
• عوامل الدفع والطرد من مكة.
1. الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرض له المسلمون وفرض عليهم .
2. حرب الاضطهاد والتعذيب الجسدي والنفسي التى مورست ضد المسلمين في مكة وصادرت حريتهم في التعلم والتعبد معا .
3. حرب السخرية التى تناولت المسلمين بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
({وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (6) سورة الحجر
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ .وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ .وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ .وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} (29 32) سورة المطففين
4 .طبائع الاستبداد والجحود التى اتسم بها أهل مكة في تعاملهم مع المسلمين.
5 . النفور والصدود الذي قوبلت به دعوة الإسلام وبخاصة من كبار كفار قريش وكبار أهل الطائف .
6 . اشتداد الإيذاء وخلو الساحة من سند ومن مظلة الحماية البشرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة بعد موت خديجة وموت أبى طالب .
7 . إصرار قريش على التخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصفيته جسديا كشأن الطغاة في كل زمن ضد خصومهم الأبرار الأحرار بعد قرار دار الندوة.
• عوامل الجذب
1. انتشار الإسلام في المدينة وترحيب أهلها بالمهاجرين وقد ساعدت التركيبة الاجتماعية في المدينة على أن يجد الإسلام تربة خصبة وبيئة مهيأة .
2. رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون للإسلام دولة تتبنى دعوته وتنشر رسالته وتتحمل تبعات ذلك، وكان الأنصار هم أقرب الرجال وأقدرهم على تحمل تبعات الدين الجديد.
3. حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تكون هناك أبوة سياسية للعقيدة الدينية ، وأن يكون لدى كل مسلم مضطهد مستباح مأوى يأوي إليه ويطمئن فيه على سلامة دينه ويتمكن من ممارسة شعائره دون فتنة أو تهديد .
4. القدرة الهائلة التى أبداها أهل المدينة في التفاعل مع الدين الجديد والانتفاع بهداه والتفاني في سبيل حمايته ونشر دعوته .
• أسباب الهجرة إلى الحبشة.
الهجرة إلى الحبشة هي أول هجرة في الإسلام، وكان من أهم أسبابها الاضطهاد والإيذاء وضراوة قريش في التعامل مع المسلمين، وعدم استطاعة الرسول حمايتهم والدفاع عنهم .
كان في مقدمة المهاجرين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو حذيفة وزوجته، والزبير بن العوام ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف حتى وصل عددهم إلى أكثر من 80 رجلا وامرأة.
• رسل قريش لطرد المسلمين من الحبشة واستعداء النجاشي عليهم هم : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبى ربيعة.
من دروس الهجرة النبوية الشريفة
المهام
1 – السرية التامة فلم يعلم بهجرة النبي أحد إلا من لهم دور محدد وصلةماسة بها. 2 – استخدام الخبرة والنظر إلى الكفاءة وحدها حيث استعان الرسول صلى الله عليه وسلم بخبرة عبد الله بن أريقط في معرفة طرق الصحراء ودروبها .
3 – إصرار النبي على أن يدفع ثمن راحلته وأبى أن يتطوع بها أبو بكر لأن البذل فى هذه الهجرة ضرب من العبادة ينبغي الحرص عليه وتستبعد فيه الإنابة .
4 – تحديد منطقة اللجوء واختيارها بالغار جنوبا فى اتجاه اليمن لتضليل المطاردين وتحديد الأشخاص الذين يتصلون بهم أثناء وجودهم بالغار ومهمة كل شخص.
5 – دقة وإحكام عملية الإمداد خلال فترة اللجوء إلى الغار حيث كان يأتي عبد الله بن أبى بكر للنبي بتقرير مفصل لما يدور داخل قريش وما تأتمر به وتريد فعله ويبلغ هذا التقرير ليلاً فكان هذا بمثابة جهاز الاستطلاع .
فإذا عاد عبد الله إلى مكة في الصباح فإن عامر بن فهيرة يمشى خلفه بقطيع من أغنام أبى بكر ليمحو أثر الأقدام حتى لا تتعرف قريش على مكان الرسول وصاحبه، فكان عامر بن فهيرة يقوم بعملية التمويه فإذا جاء الليل عاد عبد الله بتقرير جديد وتكون مهمة عامر بن فهيرة أن يريح غنمه عند الغار فيخرج الرسول وصاحبه فيذبحان من الغنم ويشربان من ألبانها . فإذا أضفنا إلى ذلك ما كانت تقوم به أسماء بنت أبى بكر فإن ذلك يشكل ما يسمى في الحروب الحديثة بالإمداد الجيوسولوجي أو الإمداد والتموين.
ذلك عزيزى القارئ هو اللقاء الثانى حول سؤال الأزمة عرضا وتوصيفا ،
وفى اللقاءات القادمة بمشيئة الله نعالى نستعرض مفهوم الهجرة عند العلماء وأنواعها كي يحدد كل منا من أي الأنواع هجرته، ثم نتدارس الهجرة كمنهج واستراتيجية لإدارة الأزمات تأملا وتحليلا،
ولنتذكر دائما أن ضيق المساحة الجغرافية ليس هو الأزمة ولا سبب المشكلة ،فكما يقولون " سم الخياط مع الأحباب ميدان"
لكن المشلكة كلها في ضيق النفوس وضيق الصدور وضيق الأخلاق.
وكما قال الشاعر عمرو بن أهتم السعدي.
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .....ولكن أحلام الرجال تضيق.
كل عام وأنتم بخير.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعة القرآن الكريم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.