قدرت تقارير لجهة سيادية تكلفة حملة الدعاية الانتخابية- غير المباشرة- التي بدأت منذ أغسطس الماضي – تزامنا مع شهر رمضان- بما يصل إلى نحو ملياري جنيه، والتي تتمثل في أوجه متعددة، من بينها إنشاء مبان خدمية وشراء أجهزة طبية، وإنشاء مصانع صغيرة ووحدات طبية، ومبالغ مالية يتم دفعها لشراء الأنصار، وشراء سلع تموينية ولحوم وسلع استهلاكية كالأجهزة الكهربية، إضافة إلى الإعلانات الخاصة من صور ولافتات وإعلان فى الصحف والقنوات الفضائية. وذكر التقرير أنه بنهاية جولة الإعادة المقررة في الخامس من ديسمبر المقبل من المتوقع أن يصل المبلغ الإجمالي الذي تم إنفاقه على الحملة الانتخابية لجميع المرشحين إلى نحو ملياري ومائتي مليون جنيه. وأوضح أن الدولة ستتكلف ما يقرب من سبعين مليون جنيه تتلخص فى دعم القوات الأمنية من استهلاك سيارات وسولار ووجبات الجنود الأفراد ومكافآت الانتخابات للضباط والبدلات الخاصة بالانتخابات والبث المباشر لقنوات التلفزيون الرسمية ومكافآت القيادات التلفزيونية واللجنة العليا للانتخابات والقضاة المشاركين في الانتخابات والموظفين المشرفين وأعضاء اللجان الفرعية، إضافة إلى أوراق إبداء الرأي والأحبار الفسفورية التي سيغمس الناخبون فيها أصابعهم لتفادي التزوير. وفيما يتعلق بالتجاوزات التي شهدتها الحملة الانتخابية، رصد "ائتلاف مراقبون بلا حدود" لمؤسسة "عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان" فى تقريره السادس عشر للمؤشر الانتخابي عن مراقبة الانتخابات البرلمانية المصرية في الأسبوع الثاني للحملات الانتخابية ثلاثة ظواهر سلبية تشمل تصاعد التجاوزات والانتهاكات بين المرشحين وأنصارهم من الحزب "الوطني" والمستقلين و"الإخوان المسلمين" والأحزاب السياسية بمحافظات الصعيد والمحافظات الحدودية واشتداد حدة الخلافات المشاجرات والمشاحنات والعنف البدني. ورصد قيام أنصار المرشح فتحي بهنساوي فئات وطني بدائرة اهناسيا ببني سويف بالاشتباك مع أنصار المرشحين المتنافسين أثناء قيامهم بمسيرات انتخابية وإصابة 17 شخص منهم، وقيام أنصار مرشح نصر الله الأقرع عمال مستقل بالاعتداء بالطوب علي المرشح فرحان سلمان عمال مستقل أثناء مرور مسيرة انتخابية بدائرة بئر العبد بشمال سيناء، واعتداء أنصار المرشح حازم حمادي فئات حزب وطني علي أنصار المرشح حسني السيد عمال مستقل بالعصا والسكاكين بدائرة بندر سوهاج، واعتداء عدد من أبناء قرية البطحة مركز نجع حمادي علي سيارة عبد الرحيم الغول أثناء حضوره القرية وتهشم زجاجها. وأشار التقرير إلى قيام أنصار الواضح أبو جبل فئات وطني بإطلاق أعيرة نارية علي أنصار المرشح علي مبروك فئات مستقل أثناء تعليق دعايته الانتخابية بدائرة ببا ببني سويف، وقيام الشرطة بمنع المرشح فوزي عبد العزيز فئات إخوان من تعليق لافتات الدعاية والاعتداء علي أنصاره بدائرة طامية بالفيوم، كما تعرض المرشح سعد الكتاتنى فئات عن الإخوان للاعتداء والضرب وعدد من أنصاره من أنصار المرشح شادي أبو العلا وطني بدائرة بندر المنيا، وتم تحرير محضر بالواقعة. وأكد التقرير زيادة مخاوف الناخبين من الذهاب للجان الانتخابية في حال حدوث أعمال عنف ومصادمات بين أنصار مرشحي "الإخوان" و"الوطني" أمام اللجان لتأثيرها علي حياتهم وسلامتهم الشخصية اللجان وعدم انتظام دخول الناخبين وممارسة حقهم الدستوري والقانوني في التصويت. كما رصد وجود مخاوف أخرى للناخبين من استغلال أنصار المستبعدين من الترشيح، والذين لم يتمكنوا من تنفيذ الأحكام القضائية لهم بالقيد في الكشوف النهائية للانتخابات في زيادة حجم أعمال العنف مع أنصار المرشحين المتنافسين وحدوث مشاحنات وعنف بدني، ومخاوف الناخبين من استخدام القوة والعصبيات العائلية داخل القرى بالصعيد من منع دخول بعض الناخبين غير المنتمين للعائلات التي لها مرشحون في الانتخابات. وأوضح أن هناك مخاوف من الناخبات من قيام سيدات عن الحزب "الوطني" وجماعة "الإخوان" من التأثير على إدارة الناخبات في الاختيار الحر لمرشحيهن أمام اللجان خاصة اللاتي لم يحددن مواقفهن، واستخدام أسلوب الحشد النسائي لمنع وصول بعض الناخبات غير المنتميات لهن داخل اللجان للتصويت وإعاقة حقهن القانوني والدستوري. ومن التجاوزات التي رصدها التقرير، إطلاق الشائعات وعدم احترام الخصوصية والحياة الخاصة للمرشحين وأسرهم وتوزيع المنشورات السلبية بصورة علنية للتأثير على إدارة الناخبين وتوجهاتهم تجاه بعض المرشحين دون غيرهم وإساءة استخدام الطابع التنافسي الحر بين المرشحين لاستغلال الساعات الأخيرة قبل توقف الحملات الانتخابية. ومن وذلك شكوى المرشح ضياء التبيتي عمال بدائرة إسنا بالأقصر من قيام أحد المرشحين بتركيب صورته بصورة سيئة و توزيعها بالدائرة، وقيام المرشح ممدوح راغب فئات مستقل بمطروح بالتقدم ببلاغ ضد أحد المرشحين لقيامه بإطلاق شائعات وتوزيع منشور انتخابي يتضمن صور وعبارات غير مناسبة، وقيام المرشح عبد البنا عمال عن حزب السلام بالشكوى من قيام مرشح مستقل بإطلاق شائعات عن اعتقاله وعدد من أنصاره. ولفت إلى قيام عدد من المرشحين المنشقين عن حزب "الوفد" بمحافظات أسيوطوالمنيا الذين لم يترشحوا في الانتخابات بإرسال رسائل عبر المحمول للناخبين تصف الحزب بأنه "دكان شحاتة"، بينما قيام سعد الكتناتني مرشح "الإخوان" باستخدام الرسائل الصوتية بدلاً من الرسائل النصية في الدعاية عن طريق ربط خط تليفون أرضي بجهاز كمبيوتر وإرسال رسائل صوتية علي التليفونات بالمنازل دون إذن من الناخبين بما اعتبره التقرير يمثل انتهاكا لخصوصيتهم، ويخالف قانون مباشرة الحقوق السياسية والقواعد التي حددتها اللجنة العليا للحملات الانتخابية مما يزيد من احتمالات العنف والبلطجة والرشاوى الانتخابية يوم الاقتراع للفوز بمقاعد مجلس الشعب. كما رصد ائتلاف "مراقبون بلا حدود" زيادة حدة استخدام مرشحي الإخوان للشعارات الدينية ودور العبادة يليهم مرشحو الحزب "الوطني" فى استخدام المساجد والكنائس معا فى الدعاية يليهم المستقلون وتجاوزهم معا لسقف الدعاية الانتخابية، ووجود مؤشرات عن ارتفاع قيمة ما ينفقه بعض المرشحين فى الدعاية بالمدن ما يتراوح بين 5 إلى 10 ملايين جنيه بينما يصل قيمة إنفاق المرشحين في المناطق العشوائية والفقيرة والقرى الريفية والمناطق الحدودية إلي ما يتراوح بين 3 ملايين و 5 ملايين بما يمثل مخالفة للقواعد التي حددتها اللجنة للإنفاق علي الدعاية بما لا يزيد عن 200 ألف جنيه. على جانب آخر، دعا حزب "العمل" له أمس الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات احتجاجا علي إقصاء القضاء من الإشراف عليها، ما اعتبره يؤكد تزييف إرادة الشعب، واصفا ذلك بالجريمة الوطنية والجريمة فى حق الدين. وقال إن النتائج معروفة سلفا، حيث سيحصل الحزب الحاكم على أكثر من 80% من المقاعد ويترك بعض المقاعد للمعارضة لتزيين الصورة وتستمر أحوال البلاد على ما هي عليه من بؤس وضياع وتخلف، وتساءل في البيان: من أجل ماذا يتقاتلون؟ هل من أجل مصلحة الشعب؟ أم من أجل مكاسب الحصول على مقعد فى البرلمان لجني الملايين والمليارات من دم الشعب؟!