لما الخوف من تطبيق شرع الله عز وجل لما الهروب من تطبيق حدود الله عز وجل لما الحرب علي الإسلام لما الخوف من الإسلام أليس هذا الدين الذي ارتضاه الله للنا س بالكمال والتمام قال الله تعالي : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ( المائدة : 3). فالكون كون الله والخلق خلق الله. وكل شيء ملك لله وحده فله الخلق والأمر فلما لا نكون كما يحب الله عز وجل أن نكون مادام الله هو خالقنا ورازقنا وهو الذي يتولى كل أمورنا من الميلاد حتى الوفاة بل من بداية تكوين الإنسان في بطن أمه نطفه ثم علقه ثم مضغة ويرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله ،وعمله، وشقي أو سعيد. فقد وضع الله منهاج حياة ودستور أمة محمد خير الأمم وهو العليم الخبير قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما ،كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض"أخرجه مالك مرسلا والحاكم مسندا وصححه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : خط لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم خطا فقال " هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمين الخط ويساره وقال هذه سبل علي كل سبيل منه شيطان يدعوه ثم تلا " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " رواه أحمد والنسائي والدارمي . ولا تستقيم الحياة ولن تستقيم ولا يستقيم الإنسان ويجد السعادة والاطمئنان والسكينة إلا بإتباع منهاج الله عز وجل ولزوم السنة النبوية الشريفة المطهرة . وأنتشر الفساد في الأرض من قتل وزنا وقذف واغتصاب وظلم وأكل أموال الناس بالباطل لذا شرع الله الحدود فالحدود زواجر وروادع وجوابر قال الشيخ / محمد الشنقيطي في شرح كتاب زاد المستنفع : " للعلماء رحمهم الله في حكمة الحدود أوجه فمنهم من يقول : الحدود زواجر ،قصد الله عز وجل من شرعها لعباده أن يجعلها زاجرة لهم ومانعة لهم من الوقوع في هذه المحرمات العظيمة ، والكبائر الموبقة والمهلكة ، قالوا : إن أصل الشرع المراد به صيانة الناس عما فيه فساد دينهم ودنياهم وآخرتهم ، والموجب لهذه العقوبات مفسد ، ومن هنا هي زواجر تمنع الناس من الوقوع والتلبس بهذه الجرائم ، قالوا : والدليل علي ذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر أن تقوم علانية ولا تقام خفية ، وأمر أن يشهد هذه العقوبات طائفة من المؤمنين اتعاظا واعتبارا ، فهذا يدل علي أنها زواجر ، وإذا أقيمت هذه الحدود أحيت قلوب الناس وانزجروا ، فقل أن يرفع شخص يده راجما لمحصن أن يقع فيما وقع فيه ، وإذا رأت عيناه تألم الزاني الذي يقام عليه حد الجلد ،فإنه يتألم لذلك ، وينكف وينز جر ،فهي زواجر وروادع تمنع وتزجر ومن العلماء من قال : إن الحدود جوابر ، أي : أن الله سبحانه وتعالي شرع الحد كفارة للذنب ، واستدلوا بأدلة منها :أن النبي صلي الله عليه وسلم بين في خطبته أن من أقيم عليه الحد فهو كفارة له ، ومن لم يقم عليه الحد أي مات ولم يتب من ذنبه فهو إ لي مشيئة الله إن شاء عذبه ،وإن شاء غفر له ،إن عذبه فبعدله ،وإن غفر له فبفضله ،وهذا إن لم يتب فإن تاب قبل موته تاب الله عز وجل عليه،وهذا بإجماع العلماء. والسنة دلت دلالة واضحة علي أن الأفضل والأكمل أن يستتر ، فصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه لما اعترف ماعز، واعترفت المرأتان بالزنا ، وأقيم عليهم الحد ،خطب عليه الصلاة والسلام الناس ،وقال : " أيها الناس من ابتلي منكم بشئ من هذه القاذورات فليستتر بستر الله " فهذا نصح واضح وصريح ، وهو متأخر والذي يظهر أن الحدود زواجر وجوابر ، فيها معني الزجر وفيها معني الجبر ،فهي جابرة للكسر بإذن الله عز وجل ،وأيضا زاجرة عن حدود الله وعن محارم الله" . ومقاصد الإسلام محصورة في خمسة أمور حفظ الدين - حفظ النفس - حفظ النسل - حفظ المال - حفظ العقل وبإقامة الحدود والقصاص يتم حفظ هذه الضرورات وحمايتها. فبالقصاص تصان الأنفس وبإقامة حد الزنا والقذف تصان الأعراض وبإقامة حد السرقة تصان الأموال وبإقامة حد الخمر تصان العقول وبإقامة حد الحرابة يصان الأمن. وبإقامة الحدود والقصاص يصان الدين كله والحياة كلها .