علمت "المصريون" أن هناك خلافات شديدة داخل جماعة الإخوان فيما يخص تصريحات المرشد العام محمد مهدي عاكف المثيرة للجدل التي أعادت جريدة "روزاليوسف" نشرها بعد تنامي مطالبات بضرورة إجراء تحقيق داخلي لمعرفة هل أدلى المرشد بهذه التصريحات ، فيما طالب عدد من قادة الجماعة بتقديم اعتذار للشعب المصري عن هذه التصريحات إذ ثبت تورط عاكف فيها. ونبهت المصادر إلى أن جهات عديدة داخل الجماعة طالبت في الفترة الأخيرة بتعيين متحدث رسمي باسم الجماعة أسوة بما حدث أبان عهد المرشد الراحل مصطفى مشهور عندما تم تعيين المستشار مأمون الهضيبي متحدثا رسميا باسم الجماعة بعد الضجة التي حدثت على خلفية إدلاء مشهور بتصريحات صحفية طالب فيها بإلزام أقباط مصر بدفع الجزية. من ناحية أخرى ، وجهت الحكومة ضربة شديدة لجماعة الإخوان المسلمين إثر قيام السلطات الأمنية باعتقال 12 من الكوادر النوعية للجماعة على رأسهم المهندس عاصم شلبي صاحب دار الوفاء للطبع والنشر وحسن خفاجي مدير دار التوزيع وأحمد محمود من المنصورة وإبراهيم ربيع من مدينة الجيزة وغيرهم. وأرجعت مصادر بالجماعة هذه الضربات إلى رغبة الحكومة في تكثيف الضغوط على الجماعة وإضعاف قدرتها على لعب دور سياسي وبرلماني ، خصوصا مع اقتراب مساعي الحكومة لتمديد العمل بقانون الطوارئ لثلاث سنوات قادمة. ولم تستبعد المصادر أن تكون هذه الضربات لها علاقة باعتزام المهندس عاصم شلبي ترشيح نفسه في انتخابات اتحاد الناشرين المصريين المقررة الشهر المقبل على رأس قائمة ستتقدم بها الجماعة خلال هذه الانتخابات. وأشارت المصادر إلى أن هذه الضربات تشير إلى تلقي الجهات الأمنية لضوء أخضر من القيادة السياسية لتوجيه ضربات نوعية لكوادر الجماعة ومؤسساتها المالية لإيجاد حالة من العجز داخلها وإحباط مساعيها لاختراق العديد من مؤسسات المجتمع. من جهته ، أكد الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين أن النظام لم يعد لديه ما يشغله إلا توجيه ضربات أمنية لجماعة الإخوان وذلك لعرقلة النجاحات التي حققتها الجماعة في الأشهر الأخيرة خصوصا بعد تنامي النجاحات التي حققتها الجماعة ، منبها إلى أن هناك أجنحة في السلطة تفضل التعامل مع الإخوان ضمن المنظور الأمني فقط. ولم يستبعد حبيب توجيه ضربات جديدة للإخوان المسلمين من أجل إرهابهم ودفعهم إلى عدم إيجاد مواقف ضد النظام خصوصا مع اقتراب مناقشة البرلمان لتمديد العمل بقانون الطوارئ . واعتبر حبيب أن الحملة التي شنتها روزاليوسف على الجماعة وقيامها بإعادة نشر حوار المرشد العام يأتي كحلقة في مسلسل تشويه صورة الجماعة ، مشيرا إلى إمكانية تقديم الجماعة أو المرشد عاكف لاعتذار إلى الشعب إذ ثبت إدلاءه لهذه التصريحات كما رددت الصحيفة.