صعّد "التيار الإصلاحي" داخل جماعة "الإخوان المسلمين" من معارضته لهيمنة "الجناح المحافظ" على الجماعة، وإسناد منصب المرشد القادم إلى أحد أقطابه، حيث ينتظر أن يتم الإعلان عن اسم المرشد الثامن للجماعة مطلع الأسبوع القادم، والذي سيخلف محمد مهدي عاكف الذي انتهت ولايته رسميًا يوم الأربعاء. وأكد القيادي الإخواني خالد داوود أن ما وصفهم ب "الإصلاحيين المتمسكين بفكر ومنهج ومدرسة الإمام حسن البنا لن يعطوا البيعة لخليفة عاكف بغض النظر عن اسمه"، خاصة وأن الاسمين المرشحين للمنصب ينتميان لتنظيم 1965 ولا يوجد فروق جوهرية بينهما، مرجعًا أسباب رفض تقديم البيعة إلى أن مكتب الإرشاد المنتخب "مطعون في شرعيته، كما أن الطريقة التي يتم بها اختيار المرشد الجديد غير شرعية أيضا". واعتبر داوود- وهو أحد ثلاثة تقدموا بمذكرة تطعن في نزاهة انتخابات "شورى الإخوان" وطالبوا ب "تحقيق دولي" في تجاوزات مكتب الإرشاد- أن القيادات الجديدة التي ستتولى إدارة الجماعة لا تحظى بأي شرعية وبالتالي ستكون جميع قراراتها مطعونا في صحتها، بعد أن ضرب المرشد المنتهية ولايته ومكتب الإرشاد عرض الحائط بمطالبنا وقاموا بإجراء الانتخابات بلائحة كلها مخالفات على حد قوله. وكشف أن عاكف رد بسخرية على المذكرة التي تقدم بها الدكتور إبراهيم الزعفراني عضو مجلس الشورى العام حول المخالفات التي شابت انتخابات مكتب الإرشاد، والدوافع وراء الإصرار على إجرائها في هذا التوقيت رغم أنه لم يتبق سوى شهور على إجراء انتخابات مجلس شورى الجماعة. وقال إن عاكف رد على المتقدمين بالمذكرة وهم: إبراهيم الزعفراني وحامد الدفراوي وخالد داوود، قائلاً: "يروحوا يشتكوا في محكمة القضاء الإداري!!"، وهو ما اعتبره داوود يغلق الباب أمام فرص التغيير والدفع بأشخاص يحظون بتأييد جميع قواعد الجماعة بالمحافظات، مستبعدًا أن تأتى التعديلات الجديدة في اللائحة معبرة عن تطلعات وطموحات الإخوان، متوقعًا أن تأتي أسوأ من اللائحة الحالية. إلى ذلك، أرجعت جماعة "الإخوان" قرار تأجيل المؤتمر الصحفي العالمي الذي كان مقررا عقده اليوم الخميس إلى يوم السبت حتى يتمكن الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد والدكتور عصام حشيش والمهندس مدحت الحداد المنتظر خروجهم اليوم من السجن بعد انتهاء مدة عقوبتهم الصادرة من المحكمة العسكرية العليا فيما يعرف بقضية "ميليشيات الأزهر"، وأيضا حتى يعود الدكتور محمد سعد الكتاتنى والمهندس سعد الحسيني عضوا مكتب الإرشاد من بيروت بعد مشاركتهما في المؤتمر الدولي حول القدس. لكن أنباء تسربت كشفت عن وجود خلافات شديدة داخل الجماعة فيما يخص إجراءات الإعلان عن المرشد الثامن كانت سببا في إفشال محاولات مهدي عاكف لجمع شمل الجماعة وتوحيد الصفوف خلال المؤتمر الصحفي المخصص لتسمية المرشد العام الجديد، وإقناع كل من الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق للمرشد والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق بحضور المؤتمر لمبايعة المرشد الجديد. وشهدت الساعات الماضية محاولات مكثفة تبذلها شخصيات إخوانية في داخل وخارج مصر لإقناع كل من حبيب وأبو الفتوح وأعضاء مكتب الإرشاد السابقين والحاليين بحضور المؤتمر الصحفي المقرر مطلع الأسبوع القادم، من أجل توجيه رسالة إلى الرأي العام الإسلامي والعربي بوقف الجماعة صفا واحدا. بيد أن أبو الفتوح وحبيب تحفظا على هذا الأمر وهو ما تسبب في تأجيل المؤتمر الصحفي الخاص بتسمية المرشد، حيث لا يزال غاضبين بشدة مما رافق انتخابات مكتب الإرشاد من جدل أقضى لاستبعادهما، لاسيما الأول الذي يشعر بتلقيه طعنة من الخلف من قبل عاكف حيث اتهمه في تصريحات صحفية بتبعيته لصالح تيار القطبين. من جهته، رفض الدكتور جمال حشمت القيادي البارز في الجماعة، التعليق على الأنباء التي تشير إلى أن رفض حبيب وأبو الفتوح الحضور كان وراء التأجيل، وإن أكد أن حضور كافة أعضاء مكتب الإرشاد السابقين والحاليين مهم جدا خلال المؤتمر الصحفي. في حين طالب الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" بمجلس الشعب كلا من الدكتور حبيب وأبو الفتوح بحضور المؤتمر الصحفي الذي سيتم فيه الكشف عن اسم المرشد الجديد، حرصا على وحدة الصف الإخواني، لاسيما وأن الجماعة تواجه تحديات شديدة تحتاج معها لجهود كافة أبنائها.