علمت المصريون أن أجواءا من التوتر الشديد تسود في أوساط جماعة الإخوان المسلمين بسبب تنازع الإرادات بين مراكز الثقل في مصر وخارجها لتنصيب المرشد الجديد للجماعة ، وأن هناك قلقا متزايدا بين قيادات إخوانية رفيعة في الخليج العربي وأوربا من الأحداث الأخيرة في انتخابات الجماعة ، رفضت اعتماد قرار رموز "التنظيم الخاص" المهيمنة على القرار في مكتب الإرشاد بإعلان محمد بديع مرشدا عاما خلفا لعاكف خاصة وأن بديع لا يتمتع بعضوية التنظيم الدولي ، الأمر الذي استدعى إرسال مندوبين ، بعضهم سافر من القاهرة وبعضهم تنقل بين عواصم خليجية بتكليف من القاهرة خاصة في الكويت والإمارات وقطر ، لمحاولة تهدئة النفوس وتوضيح خلفيات ما حدث ، ورجح أعضاء قياديون سابقون رفضوا الكشف عن أسمائهم أن كل الاحتمالات تبقى قائمة حتى اليوم الأخير أو حتى الساعات الأخيرة ، مشيرين إلى احتمالية تكرار سيناريو أحداث 1986 التي أعقبت وفاة الأستاذ عمر التلمساني ، حيث اتفق أعضاء مكتب الإرشاد على اسم الدكتور مهندس حسين كمال الدين كمرشد عام ، وفوجئ الجميع صبيحة اليوم التالي بالإعلان عن اسم محمد حامد أبو النصر من قبل رموز التنظيم الخاص ، واعتبر المصدر أن الأزمة التي تمر بها الجماعة هي الأخطر منذ أكثر من نصف قرن . وكانت حالة من الغموض قد سادت حول هوية المرشد الجديد لجماعة "الإخوان المسلمين"، بعد الإعلان عن تأجيل عقد المؤتمر الصحفي الذي كان مقررًا يوم الخميس للكشف عن اسم المرشد الثامن الذي سيخلف المرشد المنتهية ولايته محمد مهدي عاكف، وهو ما يعزز التكهنات بشأن تفاقم الخلافات بين قيادات الجماعة حول هوية المرشد القادم. وساد التضارب تفسير قرار الإعلان عن التأجيل، ففيما أرجعه عاكف إلى غياب بعض أعضاء مكتب الإرشاد خارج مصر والذين يشترط حضورهم لمبايعة المرشد الجديد، عزا موقع "إخوان أون لاين"- الموقع الرسمي للجماعة- السبب إلى عدم انتهاء إجراءات مجلس الشورى العالمي، مما أدى إلى تأجيله لمطلع الأسبوع القادم. وعلمت "المصريون" أن استمرار الخلافات بين قيادات الجماعة حول هوية المرشد حتمت التأجيل لحين حسمها والتوصل لتسوية بشأنها، خاصة مع وجود رغبة لدى التيار القطبي داخل الجماعة الذي يقوده الدكتور محمود عزت بالاستئثار بتسمية المرشد وعدم ترك الأمر للمرشد المنتهية ولايته، في إطار تأكيد هيمنة "الجناح المحافظ" على الجماعة. بيد أن المصادر قللت من أهمية الجدل المثار بين "إخوان مصر" والتنظيم الدولي، مرجحة أن تعلن الجماعة خلال الساعات القادمة تسمية بديع الحاصل على أعلى الأصوات في انتخابات مكتب الإرشاد مرشدا عاما للجماعة بعد تسوية الخلافات مع التنظيم الدولي بخصوص التحفظ عليه. من جانبه، أكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد ل "المصريون" أن قرار التأجيل جاء لاستكمال الإجراءات بشكل نهائي، نافيا ما تردد عن وجود خلافات بين أعضاء مكتب الإرشاد حول اسم المرشد الجديد أو حتى وجود خلاف بين أعضاء مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى العالمي. وأشار المتحدث الرسمي باسم الجماعة إلى أنه بالرغم من تحديد موعد المؤتمر الصحفي للإعلان عن اسم المرشد الجديد إلا أنه لم يتم حسم اسم المرشد الجديد بشكل نهائي، موضحًا أنه سيتم عقد اجتماع بين أعضاء المكتب لإنهاء إجراءات التنصيب، وقال إن المرشد المنتهية ولايته محمد مهدي عاكف هو الوحيد المخول بالإعلان عن هوية المرشد. من جانبه، أرجع القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد جمال حشمت سبب التأجيل لمزيد من الدعوات لكافة الشخصيات لاستكمال إجراءات اختيار المرشد القادم، مستبعدا وجود خلاف حول اسم المرشد الجديد، مشيرا إلى انه لو كان هناك خلاف لكان التأجيل لشهور وليس ليوم أو اثنين. وأوضح أنه على يقين من أن اسم المرشد الجديد قد حدد منذ فترة ولكن لا يعرفه سوى المرشد ولجنة الانتخابات فقط، ولم يتم الإعلان عنه حتى بين أعضاء مكتب الإرشاد، وأشار ان هذا ما أكده له المرشد العام محمد مهدي عاكف.