أكّد مكتب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنّه خلال عملية تدقيق روتينية لصندوق البريد اليوم الثلاثاء، جرى العثور على طرد يبدو وكان فيه "مواد مشبوهة"، في تطور يعقب حالة الذعر الّتي تعم الكثير من العواصمالغربية؛ جراء موجة الطرود المفخخة التي جرى رصد بعض منها في طريقه من اليمن للولايات المتحدة. وبحسب مكتب ميركل، فقد جرى تسليم الطرد إلى الشرطة الألمانية التي تقوم حاليًا بإخضاعه لفحوصات متنوعة، غير أنها لم تتمكن من تحديد طبيعته بعد، علمًا بأن الحادث لم يُسفر عن ضحايا. وكانت الشرطة اليونانية قد أكّدت أنها تمكنت من اعتراض طرد مفخخ، كان موجهًا للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، وذلك بعد أن انفجرت شحنة أخرى في شركة لنقل البريد، ما أدى إلى جرح موظفة كانت في الموقع. وجرى توقيف اثنين من المشتبه بهم في هذه القضية الاثنين، وفي حوزتهما طرود أخرى موجهة إلى سفارات غربية، وأكدت الشرطة عدم وجود صلات للمشتبه بهما مع تنظيم القاعدة، رغم تزامن العملية مع قضية الطرود المفخخة التي كانت مرسلة من اليمن إلى الولاياتالمتحدة عبر دبي وبريطانيا. وقالت الشرطة إن أحد المشتبه بهما كان يضع شعرًا مستعارًا، أما الآخر، فاتضح أنّه كان يرتدي سترة واقية من الرصاص تحت ملابسه، كما كان بحوزة كل منهما مسدس من طراز "غلوك" عيار تسعة مليمترات. وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد قامت أجهزة الأمن اليونانية بتفجير الطرود المفخخة في مكان معزول. أما المعلومات المتوفرة حول المشتبه بهما، فتُشير إلى أنهما في مطلع العقد الثاني من عمره، وهما من حملة الجنسية اليونانية، وتُشير صحيفة سوابق أحدهما إلى أنه عنصر في منظمة يسارية متطرفة ومسلحة. وكان زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قد هدد فرنسا قبل أيام، وحذرها من مغبة إبقاء قواتها في أفغانستان، وعاقبة "اضطهاد المسلمين" على أراضيها. وقال ابن لادن: "إنْ كنتم قد تعسفتم ورأيتم أن من حقكم منع الحرائر من وضع الحجاب، أليس من حقنا أن نخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب"، ودفع هذا الأمر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الرد بعنف الجمعة، قائلاً إنّ حكومته "لن تخضع للرسائل التهديدية"، وذلك في كلمة ألقاها خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال ساركوزي: إنّ باريس "ترفض أن يملي أحد عليها سياستها، وخصوصا الإرهابيين"، ورفض انتقادات ابن لادن لفرنسا بسبب قانون حظر النقاب، قائلاً: إنّ المشروع "أقرَّ بالتصويت في البرلمان". واعتبر أنّه يعكس خيار فرنسا.