أعرب مسؤول أوروبي عن اعتقاده بأن جماعة "الإخوان المسلمين" بمصر التي أطاح بها الجيش من السلطة قبل أكثر من ثلاثة شهور لم تكن في طريقها للتحول إلى "تيار استبدادي". وقال برناردينو ليون جروس، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط، اليوم خلال مؤتمر "ميدايز" الدولي، بمدينة طنجة، شمالي المغرب: "لا أظن أن جماعة الإخوان المسلمين كانت ستتحول فعلاً، في تلك اللحظة من مسيرتها السياسية، إلى تيار استبدادي". وأوضح أن الاتحاد الأوروبي عبر للرئيس المعزول محمد مرسي، عن استعداده لمساعدة بمصر ب5,5 مليار يورو في حالة إشراك الجميع في الحكم وحافظ على الدستور وأجرى الانتخابات. وأكد ليون وجوب "عدم شيطنة النظام السابق (نظام محمد مرسي)، رغم ارتكابه أخطاء كثيرة"، وقال: "يلزم أن تكون لنا رؤية متوازنة، يجب عدم شيطنة هذا الطرف، واعتبار الطرف الآخر ملاكا"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" للأنباء. ومضى متحدثا عن مرسي: "لقد ارتكب أخطاء كثيرة، كان عليه أن يحافظ على مجلس الشعب والدستور ويدير المرحلة الانتقالية بطريقة تُجنِّبه بروز عدة أقطاب متعارضة في البلد. وما كان عليه أن يقوم بدعم أصدقائه أو أتباعه، بل كان يلزمه أن يشرك الجميع في الحكم". كانت المحكمة الدستورية العليا قضت في 14 يونيو 2012 بحل مجلس الشعب نظراً لبطلان قانون الانتخابات الذي تمت على أساسه الانتخابات. وفي 8 يوليو 2012 أعاد مرسي المجلس للعمل بقرار رئاسي، لكن المحكمة ذاتها أكدت في اليوم التالي مباشرة أن حكم حل المجلس نهائي وملزم للجميع، وتراجع الرئيس السابق بعدها عن قرار الحل، مؤكداً احترامه للدستور والقانون والسلطة القضائية. ولفت ليون إلى أنه قال لمرسي: "عليكم أن تعملوا جميعا، والاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة مصر ب5,5 مليار يورو إذا عملتم على الحفاظ على الدستور وقيادة البلد إلى انتخابات"، قبل أن يوضح: "لم نكن نساند مرسي، بل كنا نساند الديمقراطية في مصر". ونفى المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط مساندة أي طرف في مصر على حساب آخر، وقال إن "فكرة مساندة الاتحاد لفئة على حساب أخرى خاطئة ومغلوطة"، مشيرًا إلى أن الاتحاد بذل مساعٍ حميدة لحل الأزمة التي عرفتها مصر دون أن تتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد.