رغم مرور أكثر من أربعة أعوام على قرار تنفيذ إعدام الخنازير وحظر تربيتها بمنطقة الزرايب بالخصوص، بسبب أنفلونزا الخنازير، عادت ظاهرة تربيتها مرة أخرى من جديد، ولكن بشكل بطيء، فأصحاب الحظائر التى كانت تقوم بتربية الخنازير، كانت تعتمد اعتمادًا كليًا على تربيتها لتحسين دخولهم، واعتبروها مصدر رزقهم، فالمنطقة سادت فيها الرائحة الكريهة من جديد، بعد أن كانت منعدمة منذ قرار 2009، رغم أن المنطقة تقوم أساسًا على فرز القمامة والنفايات، إلا أن الأهالى أصبحوا لا يطيقون أن تعود رائحة الخنزير مرة أخرى، بالرغم من رائحة تلال القمامة الكريهة. "المصريون" رصدت بعض الحظائر الموجودة بمنطقة الزرايب، والتى يوجد بها العديد من الخنازير، ولكن بشكل بسيط عما كانوا عليه فى الماضى وتجولنا داخل المنطقة بمعرفة أحد الأهالى دون أن يعرف هويتنا أحد، وعندما قمنا بالحديث إلى البعض من المربين اتفق الجميع على أن تربية الخنازير تكاد أن تكون هى طوق النجاة لهم، بالرغم من حرمتها فى الإسلام، إلا أنهم يعتبرونها طوق نجاة لهم للحصول على دخل لمواجهة الغلاء الفاحش. فيما أكد آخرون أنهم لن يتخلوا عنها، لأنها مهنة الآباء والأجداد، وآخرون اعتبروها الوسيلة للقضاء على تلال القمامة التى تغزو مصر وليس القاهرة فقط لأن تربيتها تعتمد على القمامة والنفايات المستخرجة من تلال القمامة. وتشتهر منطقة الزرايب بتجميع وفرز هذه التلال، ولذلك عاود البعض منهم تربية الخنازير مرة أخرى بعد أن كان يقوم بتربية الماعز والأغنام، فأصبح يقوم بتربيتها مختفية وسط الماعز والأبقار والأغنام. يقول أحد المربين من منطقة الزرايب، رفض ذكر اسمه: كنا نقوم بتربية أكثر من 300 رأس فى الحظيرة الواحدة، أصبحنا نقوم بتربيتها خلسة بعد القرار الذى صدر فى عام 2009 بإعدام الخنازير ومنع تربيتها، والآن نقوم بتربية الخنازير، ولكن بأعداد بسيطة لا تتراوح ولا تتعدى ال30 رأسًا فى الحظيرة، وذلك بجانب الحيوانات الأخرى من الماعز والأغنام والأبقار، حتى نستطيع أن نوفر لأولادنا ما يحتاجونه من مصاريف، ونواجه أعباء الحياة، فتربية الخنزير لم تكن مكلفة ولا نغرم عليه شيء، فهو يأكل من القمامة وأيضا يلد كثيرًا، وكذلك أيضًا يباع بسعر لا بأس به. وأضاف آخر، رفض ذكر اسمه، أن مهنة فرز القمامة ورثناها عن آبائنا، وكذلك أيضًا تربية الخنازير رغم علمنا بحرمة تربيتها، فلا نستطيع العيش بدون أن نقوم بتربيتها، حتى ولو قمنا بتربية أغنام وماعز وأبقار. ويرى البعض منهم أنه لا بد من عودة تربية الخنازير حتى نستطيع مواجهة تلال القمامة التى تنبعث منها الروائح الكريهة بجميع مدن وشوارع مصر، فحيوان الخنزير يعتمد فى تربيته على أكل القاذورات والنفايات من تلال القمامة، وبالتالى نستطيع محاربة هذه الظاهرة من خلال تربية الخنازير، لأنه من بعد صدور قرار عام 2009 بحظر تربية الخنازير بمنطقة الزرايب، وكان السبب يرجع إلى وجود مرض أنفلونزا الخنازير فى هذا التوقيت، إلا أن تلال القمامة تغزو جميع الشوارع فى مصر وليس فقط فى القاهرة. ومن جانب آخر، انتقد البعض من أهالى المنطقة هذه الكلمات التى صدرت من مربى حيوان الخنازير، وقالوا "لا إسلام ولا دين يرضى بذلك، فنحن نعانى أشد المعاناة من تلال القمامة التى يضعها أصحاب أماكن الفرز، فهم يقومون بوضعها فى عرض الشوارع برائحتها الكريهة التى تصيبنا وأطفالنا بالكثير من الأمراض الصدرية، بل بالأمراض المعدية، ولذلك نطالب محافظ القليوبية بتقنين أوضاع هؤلاء، إما بخلق فرص عمل لهم، أو بنقل هذه التلال إلى أماكن لا يوجد بها بشر.