"السياسة قبل التعليم دائما " ميثاق غير معلن توقع علية القيادات التعليمية والجامعية في ظل حكومات الحزب الوطنى المتتالية , فالتعليم في مدارسنا وجامعاتنا أصبح في خدمة الحزب الحاكم ورئيسية وأمينة العام وأعضائه , فمن أجل الحزب والنظام تتغير مناهج التعليم وتلفى المقررات لخدمة التطبيع مع العدو الصهيوني ومن أجل الحزب تذبح الديمقراطية داخل الجامعات ويلغى نظام انتخاب عمداء الكليات وتزور انتخابات هيئات التدريس ويتعلم الطلاب فن التزوير على أصولة بعد شطبهم من جداول الترشيح للانتخابات الطلابية وهم في مقتبل العمر . من أجل الحزب والسياسة تجمد فية انتخابات أكبر نقابة مهنية في مصر وهى نقابة المعلمين 15 عاما حتى يظل أبناء الحزب القادمون بالتزوير جاثمين على قلوب مليون و250 ألف معلم , من أجل السياسة يتم أختيار أخماس العلماء لتولى أرفع المناصب الجامعية والأكاديمية فالشرط الوحيد هو العضوية في لجنة السياسات , من أجل الحزب يستبعد المعلمين الشرفاء من تولى مناصب وكلاء وزارات التعليم بالمحافظات ومن أجلة يستعين بأضعف الأساتذة لوضع مقررات التعليم بالمراحل المختلفة المهم أن يكون مختوما بختم الهلال شعار الحزب الوطنى . هذا هو الواقع المؤسف في مدارسنا وجامعاتنا فهذا هو عام دارسي جديد يبدأ فية 19 مليون طالب وطالبة الدارسة وسط مشكلات مزمنة فشلت في حلها وزارتي التعليم. تبدأ الدارسة بالمدارس في ظل وجود عجز كبير في هيئات التدريس بمدارس الأقاليم بسبب تجاهل وزارة المالية لتوفير موارد لتعين معلمين بعقود مميزة وتجاهلها لتوفير الدرجات المالية لتعين المعلمين الناجحين في اختبارات الكادر وقد أدى ذلك لارتباك كبير في الجداول الدراسية خاصة مع توجه المدرسين العاملين بالمكافأة للمدارس الخاصة بعد قيام المحافظين بالاستغناء عن أعداد كبيرة من مدرسي بالمكافأة لتعين محاسبي الحزب الوطنى في أطار استعداد الحزب الوطنى لدعم مريحة في الانتخابات في مجلس الشعب . وقد شهدت المحافظات التي بها ثقل للتيار الاسلامى وجماعة الإخوان أكبر مذبحة لمعلمي الحصة حيث قام محافظ الشرقية بالاستغناء عن 4ألاف في نهاية العام الدارسى الماضى لتعين خريجين من أنصار الحزب الوطنى وتكرر السيناريو في محافظات كفر الشيخ والإسكندرية والدقهلية والمنيا وغيرها من المحافظات لنقس السبب ويتوقع أن تنعكس انتخابات مجلس الشعب بالسلب على العام الدارسى الجديد خاصة بعد الاستغناء على ألاف المعلمين من أصحاب الخبرة من العاملين بالمكافأة منذ 6 سنوات . و قد كشفت حركة التغيرات الواسعة التي أجراها الدكتور احمد زكى بدر بين قيادات الوزارة و شملت 14 وكيلا للوزارة في المحافظات أن الحكومة وضعت في الاعتبار الأول أن يكون من معايير الاختيار قدرة وكيل الوزارة بالمحافظة على تقديم تسهيلات لمرشحي الحزب بالمدارس التابعة للمحافظة وتجنيد أولياء الأمور للدعاية الانتخابية لهم . وكانت الزيارة المفاجئة التي قام بها الوزير أحمد زكى بدر قبل بدء الدارسة لمدارس مدنية السادات هدفها سياسي وهو دعم مبكر لأحمد عز أمين تنظيم الحزب ودعم ترشيح شقيق الوزير في دائرة شبين الكوم التي ينوى الترشيح بها بعد اعتذار الوزير عن ترشيح نفسه في الدائرة التي يقع بها مسقط رأسه لقد أنشغل " زكى بدر الابن " بالسياسة وترك مشكلات العام الدارسى الجديد وفى مقدمتها مشكلة تأخر كتب الصفين السادس الإبتدائى والثالث الإعدادي وتأخر وصول عد كبير من الكتب بالمراحل المختلفة للمحافظات . كما تصاعدت مشكلة نقص الكتب الخارجية بعد رفض الوزارة التراخيص لإعداد كبيرة منها مما أدى لارتفاع جنوني في أسعارها بعد أن حملت دور النشر أولياء الأمور الإتاوة التي فرضها الوزير عليهم . ورغم رفض الحكومة لتأجيل العام الدارسى فقد فشلت المحافظات في إزالة المخالفات من أمام المدارس وضربت محافظات القاهرة والجيزة الرقم القياسي في وجود مخالفات وتلال من الزبالة أمامها خاصة مدارس شبرا الصناعية ومدارس الهرم والمطرية والحدائق وقامت جمعيات ومجالس الأمناء والإباء برفع شكاوى لرؤساء أحياء القاهرة الكبرى عن سوء حالة النظافة أمام المدارس دون تحرك جدي وعلى مستوى الجامعات يبدأ العام الجامعى الجديد في ظل تأخر صرف دفعات بدل الجودة لهيئات التدريس ومحاولة الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى تحويل الكتاب الجامعى المطبوع لمقررات إلكترونية وهو ما أعتبره الأساتذة محاربة لهم في أرزاقهم خاصة حيث يعتمد أساتذة الكليات ذات الإعداد الكبيرة على الكتاب الجامعى كمصدر رئيسي لدخولهم . وعلى مستوى القيادات الجامعية قام الوزير بالتدخل لتعين عدد كبير من كوادر الحزب الوطنى كرؤساء الجامعات الذين قاموا بدورهم وتحت رعايته باختيار عمداء كليات كوادر في لجنة السياسات والحزب الوطنى وأخرهم كان الدكتور سامي عبد العزيز عميدا لإعلام القاهرة رغد وجود من أحق منة في هذا المنصب علميا وإداريا . ويبدو أن الوزير ورؤساء الجامعات استعدوا للعام الجامعى الجديد بتسكين أساتذة الحزب الوطنى على المناصب الجامعية ليقوموا بدورهم بخدمة الحزب الحاكم في معركة انتخابات مجلس الشعب القادمة ثم معركة الرئاسة في العام القادم . وأرى أن العام الجامعى الجديد سوف يتأثر كثيرا بالدور السياسى التي ستقوم بة القيادات التعليمية وليس الدور التعليمي كما أن لهم دور أخر سنوي وهو السيطرة على الانتخابات الطلابية وتعين طلاب مواليين للحزب بالتزكية بعد شطب المعارضين كما هو العادة .هذا هو حالنا سياسية بلا ديمقراطية وجامعات ومدارس بلا تعليم فهل نطمع بعد ذلك أن نرى جامعة القاهرة في مقدمة أفضل ال500 جامعة في العالم أونرى مدارسنا عادت مرة أخرى للتعليم بعد أن تحولت لملتقى لجذب زبائن للدروس الخصوصية , لن نعود لمكانتنا بين الأمم إلا إذا عاد التعليم قبل السياسة والسياسة والرياضية لأن التعليم هو الذي يصنع النهضة في كل هذه المجالات وليس الشعار الذي يرفعه الحزب الوطنى منذ أكثر من ثلاثين عاما وهو " السياسة قبل التعليم دائما " ..