أظهرت الصحافة الإسرائيلية شغفها الكبير لمهاجمة حركة حماس بمجرد انطلاق رصاصة واحدة ضد أي هدف إسرائيلي. فقد شنت حملة إعلامية واسعة ضد الحركة والحكومة الفلسطينية التي تقودها، واعتبرت وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل أن حركة حماس هي من تولت المهمة بشأن عملية تل أبيب وبشكل مباشر، بينما انحصر دور حركة الجهاد الإسلامي على التنفيذ فقط. واعتبر المحلل السياسي والكاتب الدائم لصحيفة (يديعوت أحرونوت) (أليكس فيشمان) أن عملية تل أبيب تشكل محطة أخرى لعملية دفع الجيش الإسرائيلي مجدداً إلى المدن الفلسطينية. وحسب زعمه فإن حماس تولت كامل المهمة حول هذه العملية. وقال: عملية دفع الجيش في الأراضي الفلسطينية تعني وجود "جولة ثالثة" و"مواجهة حتمية". ولفت النظر إلى أن "الكنيست الجديد الذي أقسم يمين الولاء أمس يمكنه البحث من الصباح حتى المساء في مسألة (ترسيم) الحدود الدائمة الجديدة لإسرائيل وفقاً ل "خطة التجميع"، لكن إسرائيل تسير في الاتجاه المعاكس حسب قوله. وأضاف: "نحن لا نسير باتجاه عملية تجميع، وإنما باتجاه عملية توسيع، ليس بمعنى تحقيق إنجازات سياسية، وإنما توسيع العمليات العسكرية في المناطق الفلسطينية المأهولة في الضفة والقطاع، ليس السؤال اليوم: متى سندخل جنين أو نابلس أو غزة وإنما متى سنوقف هجمات حركة حماس؟". وزعم (فيشمان) أن حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى لديهما حالياً هدف مشترك، وهو جذب حماس إلى المواجهة المسلحة ضد إسرائيل، وأضاف: "فيما حماس لا تريد، ولا تحاول لجمهم، وفي النهاية سينجحون في قيادة المنطقة لحريق". حسب قوله. ولفت (فيشمان) النظر إلى أن الجديد الوحيد هو أن عملية تل أبيب وقعت في الوقت الذي ليس فيه –بالمطلق- أحد تتحدث إسرائيل معه في الجانب الآخر. وقال: "بل هناك سياج وأسوار وخلفها العدو، وإسرائيل لن تتمكن من الاستعانة بالأوروبيين والأمريكيين؛ لأنهم هم أيضاً انسحبوا من اللعبة ، وهكذا فإنه بالنسبة لإسرائيل يوجد في الجانب الآخر ثقب أسود تتطاير منه صواريخ، وتخرج منه عمليات باتجاهنا، ولم يعد لدينا مَن نهدده، ومَن نردعه. وقال المحلل السياسي لصحيفة (يديعوت): إنه عندما تبعث إسرائيل رسائل التهديد فإن هذه تكون بمثابة طلقة في الظلام غايتها الأساسية تهدئة خواطر الإسرائيليين فقط، واعتبر (فيشمان) أنه "من أجل محاولة العمل على استقرار وضع يمكن فيه السيطرة على مجريات الأمور يتم الدفع بجيش إسرائيل إلى الداخل (في الأراضي الفلسطينية) وإلى الفراغ". وقال (فيشمان): إن المعضلة بالنسبة لإسرائيل هي أن اجتياح الأراضي الفلسطينية يصبّ في صالح حماس "التي لم تنجح حتى الآن في تطبيق المسؤولية الملقاة على عاتقها". "وكلما مرّ الوقت تنكشف حقيقة أن حماس تواجه صعوبة في تنفيذ التزاماتها تجاه الجمهور الفلسطيني، الأمر الذي سيقوّض قوتها في الشارع الفلسطيني". واعتبر (فيشمان) أن "إستراتيجية حماس هي عدم لجم العمليات، وإنما تشجيعها من أجل عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية " على حد قوله . ودعا (فيشمان) القيادة الإسرائيلية التي تبحث اليوم في الرد الإسرائيلي على عملية تل أبيب إلى البحث في شكل عمليات الجيش الإسرائيلي في حال اجتاح مجدداً الأراضي الفلسطينية "من دون توفير الذرائع لحماس، وهذا هو الاختبار الأول، والأهم للحكومة الجديدة" في إسرائيل. أما المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس) (زئيف شيف) فبدأ تحليله بالقول: "العملية نفذتها حركة الجهاد الإسلامي لكن المسؤولية ملقاة على عاتق حكومة حماس؛ فهي تعلن للخارج أن العملية هي دفاع عن النفس، وفي المحادثات الداخلية تقول للجهاد الإسلامي: إن للحكومة الفلسطينية الجديدة مصلحة بالحفاظ على الهدوء واستقرار الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية". لكنه أضاف أن "حركة الجهاد تعرف تماماً بأن حماس لا تنوي عمل أي شيء ضدها لمنع نشطائها من مواصلة العمليات الانتحارية". واعتبر (شيف) أن تصاعد التحذيرات التي تصل جهاز الأمن الإسرائيلي حول نية فلسطينيين تنفيذ عمليات "سببه واضح، وهو أن المبالغ المالية الإيرانية التي يتم درّها على الجهاد الإسلامي تمكّن الحركة من تجنيد متطوعين كثر، وغالبيتهم من الشبان لتنفيذ عمليات انتحارية في إسرائيل". وتابع( شيف) أنه " على الرغم من المصاعب التي تواجهها حكومة حماس، وإخفاقها في الأسبوعين الأخيرين بمنع إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة، لكنها سجّلت إنجازاً هاماً في الأسبوع الأخير. وزعم (شيف) أن حماس تساهم بشكل فعّال في إطلاق صواريخ القسام على إسرائيل بهدف ضرب البلدات الإسرائيلية وأضاف: "نستغرب موقف حماس، فلا أحد فيها يتحدث عن الحاجة لمنع إطلاق صواريخ القسام، وهذا أحد الأدلة على الفوضى الحاصلة في قطاع غزة، وليس بعيداً اليوم الذي سينجح فيه أحد الفصائل بإطالة مدى الصواريخ " لتطال العمق الإسرائيلي نفسه ! المصدر: الاسلام اليوم