"الحزب الإسلامي": بداية بالعصف بالإسلاميين.. "النور": ردة على ثورة يناير.. "الجماعة الإسلامية" : هو والعدم سواء شنت القوى الإسلامية هجومًا لاذعًا على توجه لدى لجنة الخمسين لتفعيل النص الخاص بحظر إنشاء الأحزاب، الأمر الذي اعتبرته يعكس رغبة التيار المدني في تهميش وإقصاء التيار الإسلامي والهيمنة على الساحة السياسية، محذرين من أن هذا التوجه لا يخدم الاستقرار في مصر ويهدد مكتسبات ثورة 25 يناير. ووصف الدكتور محمد حجازي رئيس "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد" اتجاه لجنة الخمسين لحظر الأحزاب الدينية بأنه كان متوقعا في ظل سيطرة التيار المدني علي مجمل المشهد السياسي وعلى اللجنة، معتبرًا أن القرار سيشكل بداية للعصف بالأحزاب ذات الخلفية الإسلامية. وشدد على أن هذا التوجه لتفعيل الحظر يعكس رغبة قوية في تهميش التيار الإسلامي وإعادته مجددا للزنازين والمعتقلات، على الرغم من أن ثورة يناير جعلت البعض يعتقد أن هذا العصر قد ولي ولكن مثل هذه الإجراءات تؤكد وجود حالة من التربص بهذا التيار ورغبة في عزله عن المشاركة في الحياة السياسية. وأشار إلى أن الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية ستقاوم مثل هذا الحظر باعتباره مخالفا للمادة الثانية من الدستور التي أكدت أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فضلاً عن أن التركيبة القائمة للأحزاب الإسلامية أسست طبقا للمادة التي يجرى تفعليها حاليا. من جانبه، قال الشيخ غريب أبو الحسن عضو الهيئة العليا لحزب "النور" إن إصرار لجنة الخمسين على حظر الأحزاب الدينية يعرض التعددية السياسية في مصر لخطر شديد وبل يهدد السلم الاجتماعي والاستقرار باعتبار يشكل إقصاء تاما للتيار الإسلامي وهو أمر غير مقبول جملة وتفصيلاً. ورأى أن "السعي لحظر الأحزاب الدينية يعيدنا بقوة لعصر الرئيس المخلوع حسني مبارك ويهدد جميع مكتسبات ثورة 25 و يفتح الباب على مصراعيه لحالة احتقان غير مسبوقة"، ملمحًا لإمكانية أن تؤدي هذه الخطوة لتفجير لجنة الخمسين. وأشار إلى أن حظر الأحزاب الدينية والمساس بمواد الهوية سيجعل احتمالات التصويت ب "لا " للدستور هي الأكثر احتمالاً، الأمر الذي يعني إطالة المرحلة الانتقالية ووضع استقرار البلاد على المحك. يأتي هذا في الوقت الذي وصف علاء أبو النصر الأمين العام لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، القرار بحظر الأحزاب الدينية بأنه والعدم سواء فهذه اللجنة غير شرعية ومبنية علي باطل وما بني علي باطل فهو باطل، مشددا على "أننا لا نعترف باللجنة ولا بما تقرره من قريب أو بعيد". فيما وصف الشيخ فؤاد الدواليبي أحد القيادات التاريخية ل "الجماعة الإسلامية"، قرار لجنة الخمسين بتفعيل مادة حظر قيام الأحزاب علي أساس ديني بأنه تكرار لمادة في الدستور السابق ودستور 1971كانت تحظر قيام الأحزاب على أسس عرقي أو مذهبي أو ديني، وبالتالي فالأمر تحصيل حاصل لن يضر الأحزاب القائمة حاليًا على خلفية إسلامية. وأوضح أنه لا توجد أحزاب دينية في مصر حاليا باعتبار أن أحزاب مثل "الحرية والعدالة" و"البناء والتنمية" و"النور" ليست أحزابا دينية فهي تسمح لغير المسلمين بالانضمام لها بل إن نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" نشط مسيحي هو الدكتور رفيق حبيب وبالتالي فالأمر لن يشكل ضغطا جديا على التيار الإسلامي. وقلل من أهمية اعتبار الأمر تصعيدا ضد التيار الإسلامي أو مسعى لتهميش وإقصاء الأحزاب الإسلامية بشكل عام، مشددا على أن الأمر لا يعدو تفعيلا لمادة قائمة في الدساتير لن يكون لها تأثير سلبي علي قوي الإسلام السياسي كما يعتقد البعض.